الصاغ الأحمر.. من هو خالد محيي الدين؟
عرف بفكره اليساري، فكان كالفارس يرمح مسرعًا نحو تحقيق الديمقراطية التي نادى لأجلها منذ أن كان ضمن أبرز الضباط الأحرار ممن انقلبوا على حكم الملك فاروق فأسقطوه بشجاعتهم، إنه خالد محيي الدين، الصاغ الأحمر الذي ظل محاربًا للظلم بحزبه السياسي الذي انخرط في العمل به حتى اعتزل.
حياته
ولد خالد محيي الدين يوم 17 أغسطس عام 1922، في كفر شكر بمحافظة القليوبية، والتحق بالكلية الحربية التي تخرج منها عام 1940، ليصبح بعد أربعة سنوات من تخرجه ضمن أحد الضباط الأحرار الذين نجحوا في إسقاط آخر ملوك مصر عام 1952، حيث كان حينها يحمل رتبة "ًصاغ".
وككثير ممن حرصوا على الحصول على شهادات علمية، لتقلد مناصب إدارية مدنية في الدولة، قام "محيي الدين" بالحصول على بكالوريوس التجارة عام 1951.
دوره في ثورة 23 يوليو
كان خالد محي الدين، ضمن الستة الأوائل الذين شاركوا في تشكيل تنظيم الضباط الأحرار عام 1952، وتحرك مع قرابة 400 جندي بسرية تامة، دون ذخيرة قبل الموعد المتفق عليه بما يزيد عن ساعة، حيث أدى دورًا بارزًا في إسقاط حكم الملك فاروق.
علاقته بجمال عبدالناصر
بالرغم من نشوب خلاف بين خالد محيي الدين وجمال عبدالناصر ومعظم أعضاء قيادة مجلس الثورة، بعدما طلب عام 1954 أن يعودوا إلى ثكناتهم العسكرية لإفساح مجال للحكم الديمقراطي، إلا أن "عبدالناصر" كان يصفه بالصاغ الأحمر، كناية عن توجهاته اليسارية، حيث كلفه بالتفاوض مع دول شرق آسيا الاشتراكية باسم مصر، فساهم في توطيد علاقة مصر بالمعسكر الاشتراكي.
علاقته بالصحافة والسياسة
انخرط خالد محيي الدين، في عالم الصحافة، حينما أسس أول جريدة مسائية في العصر الجمهوري والتي تدعى "جريدة المساء"، وشغل منصب أول رئيس للجنة الخاصة التي شكلها محلس الأمة لحل مشاكل أهالي النوبة خلال فترة التهجير.
وخلال عامي 1964 و1965، تولى "محيي الدين" رئاسة مجلس إدارة وتحرير دار أخبار اليوم، فضلًا عن كونه أحد مؤسسي مجلس السلام العالمي، ورئيس منطقة الشرق الأوسط، ورئيس اللجنة المصرية للسلام ونزع السلاح.
وأسس عام 1976 حزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي، وذلك بعدما سمح له الراجل أنور السادات، بتأسيس المنابر الثلاثة اليمين والوسط واليسار.
علاقته بالسادات
عام 1977، دخل "محيي الدين" في خلاف حاد مع الرئيس الراحل محمد أنور السادات، بسبب سياساته الاقتصادية التي يتبناها، فرفض السفر إلى تل أبيب معه للمشاركة في عملية السلام، فاتهمه "السادات" بالعمالة لموسكو، وهي التهمة التي كانت توجه لليساريين العرب في فترتي السبعينات والثمانينات.
رحيله
توفي خالد محي الدين، بعدما كان آخر من بقي من الضباط الأحرار، في يوم 6 مايو من عام 2018 الجاري، عن عمر ناهز الـ 96 عامًا، بعد معاناة عاشتها لسنوات مع أمراض الشيخوخة والقلب.