تفسير قول الله تعالى "فإذا النجوم طمست، وإذا السماء فرجت"
فسر الدكتور عصام الروبي -أحد علماء الأزهر الشريف- ما تحويه الآية القرآنية {فإذا النجوم طمست، وإذا السماء فرجت * وإذا الرسل اقتت، لأي يوم أجلت، ليوم الفصل}.. [المرسلات:8*9*11*12*13].
طُمست: يقال: طمست الشيء، من باب ضرب-إذا محوته واستأصلت أثره. كطمس الكتاب، يقال: طمس الشيء إذا درس وطمس فهو مطموس، والريح تطمس الآثار فتكون الريح طامسه "والأثر طامسًا": بمعنى مطموس. والمراد: مُحقت النجوم وذهب ضوؤها، وزال نورها. وقيل: "طمست"، يعني: حُولت من الضوء إلى السواد.
وإذا السماء فُرجت: أي: شقت أو فتحت، وتدلت أرجاؤها، ووهت أطرافها، ومنه قوله تعالى: "وفتحت السماء فكانت أبوابا".
اقتت: أي، بلغت ميقاتها. ويجوز أن يكون المعنى: عيَّن لها الوقت الذي تحضر فيه للشهادة على الأمم، وذلك عند مجيء يوم القيامة.
لأي يوم أجلت: الضمير في "أجلت" يحتمل: المراد ما جاءت به الرسل. ويحتمل: ما سبق من طمس النجوم وتشقق السماء ونسف الجبال وتأقيت الرسل. والاستفهام للتعظيم والتفخيم والتهويل.
ليوم الفصل: المراد الفصل بين الخلائق، وذلك يوم القيامة
وخلاصة المعنى في هذه الآيات: يخبر الحق تبارك وتعالى عباده ببعض أمارات الساعة وأهوالها التي تفرد بعلمها فمن تلك العلامات أن النجوم يذهب ضوؤها ويُمحى نورها، أو تمحق ذواتها وتنتثر، وأن السماء تفتح وتتشقق وتتصدع فتكون أبوابًا.
وأن الحق تبارك وتعالى أخَّر بتقديره جميع الأمور المتعلقة بالرسل من تعذيب الكفرة وتنعيم المؤمنين وما كانت الرسل تذكره وتحدث به من أمور الآخرة وأحوالها وأهوالها ليوم الفصل والقضاء بين الخلائق، وذلك مثل قوله تعالى: (إن يوم الفصل ميقاتهم أجمعين