صحيفة سعودية: خلافات ميليشيات الحوثي و"المشاط" تمهد للاغتيالات باليمن

عربي ودولي




أشار مصدر لصحيفة "الوطن" السعودية، اليوم الجمعة، إلى أن "الخلافات لم تتوقف عند المشرفين وقيادات الصفوف الثانية والثالثة داخل الجماعة المتمردة فحسب، بل وصلت إلى قيادات الصف الأول، متطورة إلى مراحل غير مسبوقة" تهدد بالتصفيات والاغتيالات. 

وأوضحت الصحيفة، أن أشدها ضراوة ضربت علاقة رئيس المجلس السياسي مهدي المشاط، بمحمد علي الحوثي، حيث فشلت جميع الوساطات والتهدئة في احتوائها.

وكشف مصدر مقرب من الميليشيات الحوثية الانقلابية، عن استمرار تفشي ظاهرة الخلافات الكبيرة والمعقدة بين القيادات الحوثية العليا، واصفاً إياها بـ"العاصفة"، التي لا يمكن تجاوزها، مضيفاً أن "الخلافات لم تتوقف عند المشرفين وقيادات الصفوف الثانية والثالثة داخل الجماعة المتمردة فحسب، بل وصلت لقيادات الصفوف الأولى، وتطورت لمراحل غير مسبوقة". 

وأشار إلى وجود خلاف كبير بين رئيس المجلس السياسي مهدي المشاط ومحمد علي الحوثي وصلت إلى ذروتها بعد أن فشلت جميع الوساطات ومحاولات التهدئة بين الجانبين.
 
وأضاف المصدر، "أن المشاط منذ بداية توليه رئاسة ما يعرف بالمجلس السياسي، عمل على تكبيل محمد علي الحوثي وتحجيمه والحد من نفوذه، حيث أصدر أوامره إلى كل الجهات وقيادات الجماعة، بعدم استقبال أي أوامر صادرة من محمد الحوثي، والذي كانت له اليد العليا والكلمة النافذة إلى جانب الظهور الإعلامي الدائم"، مشيراً إلى أن الأخير حاول خلال الفترة الماضية استعادة نفوذه عبر عدة طرق، كان آخرها محاولته الهجوم على مركز "التوجيه المعنوي" بـ3 أطقم تابعة له.

وبين أن "المشاط"، رفض استقبال الحوثي ورفض الرد على كل المكالمات الهاتفية منه، الأمر الذي دفع الحوثي بإصدار تهديد مباشر للمرة الأولى موجه إلى زعيم الجماعة عبدالملك، بترك العمل داخل اللجنة الثورية، متهما المشاط بالتمادي، إلا أن عبدالملك لم يعر هذه التهديدات أي اهتمام.

أوضح أن تجاهل غضب محمد الحوثي دفعه إلى إغلاق هاتفه وترك عمله، ورفض القيام بأية توجيهات، خاصة تلك التي تتعلق بأعمال التحشيد، التي كان يقوم بها في الفترة الأخيرة، مرجعا سبب اختفاء محمد الحوثي خلال الآونة الأخيرة إلى هذا التوجه.

وأردف قائلاً: "إن محمد الحوثي كان سعيداً بمقتل صالح الصماد، خاصة أن هناك خلافات كبيرة كانت بينهما في الفترة الأخيرة، وكان محمد الحوثي يرتب للانتقام من الصماد، إضافة إلى مطامعه لتولي منصب رئيس المجلس السياسي، بدليل الطلب العلني الذي وجهه لعبدالملك عقب مصرع الصماد، إلا أن طلبه قوبل بالرفض باعتبار أن شخصيته لا تؤهله لقيادة هذا المنصب".

أكد أن محمد الحوثي، يعلم في قرارة نفسه أن قرارات الجماعة لا تُتخذ من قبل زعيمها بل تأتي من القيادات الإيرانية، ورغم أن محمد مرتبط بعدة قيادات في إيران، إلا أنها خذلته، وهو الأمر الذي جعله يتخبط في دوامة كبيرة، لافتاً إلى وجود قيادات موالية لمحمد الحوثي تركت أعمالها تضامنا معه، وأن عبدالملك تواصل بهذه القيادات وأخبرها بأنه لا عذر أمامها مهما كانت الأسباب لترك القتال على الجبهات.

وتطرق إلى أن عبدالملك حاول احتواء هذه الأزمة، لكنه وصل إلى طريق مسدود، وهناك مخاوف من نشوب صدام مباشر، خاصة أن لدى محمد موالين ويتمتع بخبرة كافية في الاختفاء بحكم تلقيه تلك الخطط على يد الخبراء الإيرانيين.

وشدد على أن التصفية بين القيادات العليا ستظهر خلال الأيام القادمة، حيث أن "المشاط"، أصبح أكثر خوفاً من الانتقام، ولذا فإن ظهوره أصبح شبه نادر، وتحركاته تتم بكل سرية. 

وفي المقابل يعيش محمد الحوثي، بحذر ولم تعد لديه أي ثقة، ويخشى من التصفية، لافتا إلى أن جميع نقاط الحوثيين في كافة المواقع، التي يسيطرون عليها قام بتوزيعها ونشرها وتوظيف الكثير منها محمد الحوثي، وكسب بذلك ولاء كبيرا، إضافة لعلاقاته بالكثير من المشايخ.

وخلص خلال حديثه إلى توقع خروج هذه الخلافات من داخل العاصمة إلى العلن، ولن تنتهي دون سقوط ضحايا من خلال اغتيالات وتصفيات بين الأطراف الحوثية.