تفسير قوله تعالى: "وإن عليكم لحافظين"

إسلاميات



أوضح الدكتور عصام الروبي-أحد علماء الأزهر الشريف- تفسير الآية القرآنية {وإن عليكم لحافظين، كراما كاتبين، يعلمون ما تفعلون، وما هم عنها بغائبين، وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ}. [الانفطار:10 - 16].

وإن عليكم الحافظين: عطف على جملة تكذبون بالدين لتأكيد ثبوت الجزاء على الأعمال، وتسجيل هذه الأعمال تسجيلا تاما.

لحافظين: صفة لموصوف محذوف، أي: وإن عليكم لملائكة يحفظون أعمالكم عليكم.

كراما كاتبين، يعلمون ما تفعلون: صفات أخرى لهؤلاء الملائكة.

وما هم عنه: المقصود أولئك الفجار من الكافرين من أهل الجحيم.

عنها: ما هم عن النار بمبعدين، بل هم ملازمون لها ملازمة تامة.

وخلاصة المعنى: أن الحق تبارك وتعالى يبين أن جميع أعمال الإنسان مسجلة عليه، تحصيها ملائكة أوكل الله إليهم حفظها، وكتابتها كتابة تفصيلية، ولهؤلاء الملائكة عند الله تعالى الكرامة والمنزلة الحسنة، وأنهم يكتبون أعمال الإنسان كلها، وأنهم يعلمون أفعاله التي يفعلها سواء أكانت قليلة أم كثيرة، صغيرة أم كبيرة. فإذا علم الإنسان أنه كل أعماله محصية مسجلة كان حريصًا على اجتناب سيئتها واتيان أحسنها.

وقد يخبر الحق تبارك وتعالى عن حال الفجرة الكافرين الذين استحقوا الجحيم في الآخرة وكانت مقرًا لهم بسوء فعالهم وكفرهم بربهم، فهم لا يفارقون الجحيم ولا يغيبون عن العذاب ساعة واحدة، ولا يخفف من عذابها، بل هم فيها إلى الأبد، ملازمون لها، وهذا ينقض قول القائلين بعدم الخلود في النار، وأن المراد بالخلود: المبالغة في طول المكث، وهذه الآية الكريمة قد جاءت قطعًا لرجاء الفجار وتيئيسًا لهم من أن ينقطع عنهم العذاب، وأن ينالوا برد الراحة.