خبير: الحضور الروسي سيجبر الإدارة الأمريكية على الحلول التي تطرحها موسكو
اعتبر عضو مجلس الشعب السوري محمد خير عكام،
أستاذ القانون الدولي في جامعة دمشق، تعليقا على قمة هلسنكي التي جمعت الرئيسين الروسي
والأمريكي، أن "الحضور الروسي هو الذي سيجبر الإدارة الأميركية على الحلول التي
يطرحها الروسي".
وقال العكام في لقاء مع وكالة "سبوتنيك"
إن "هناك اتجاهين في هذه القمة الأول يمثل الرأي الروسي بأنه يريد أن ينسق مع
الأمريكي ولا يعتبره عدوا له ويعي أن تسوية النزاعات في العالم بحاجة إلى توافق روسي
أمريكي ويعمل الروسي لمثل هذا التوافق ولكن يبدو أن الأميركي بحاجة لأن يقبض ثمن هذا
التوافق الذي يحتاجه الروسي لتسوية النزاعات في العالم…"
وأضاف أن "المحاولات الأمريكية للخروج
بمظهر المنتصر من هذه القمة أو أنه يستطيع أن يفرض رؤية معينة على الروسي اعتقد أنها
باءت بالفشل".
ورأى العكام انه "عندما قال ترامب
أن بلاده وروسيا يمتلكان 90 بالمئة من مخزون
السلاح النووي حول العالم اعتقد انه أراد ان
يوصل هذه الرسالة إلى قادة الاتحاد الأوروبي تحديدا لأن هناك خلافا يتسع بشكل
كبير بين قادة الاتحاد الأوروبي والأميركي فالاتحاد يريد الانفكاك عن الكماشة الأميركية
والسيطرة على السياسة الخارجية التي هي في العادة صدى للسياسة الأمريكية".
وأضاف: "الآن تدريجيا هناك خلافات
تتسع والاتحاد الأوروبي أيضا منقسم بتعامله مع روسيا لذلك الأميركي يريد زيادة مخاوف الجزء المعادي لروسيا ليبقوا في الحضن الأميركي".
العكام قال أيضا إن "الرئيس ترامب
بالتأكيد حمل رسائل إسرائيلية للرئيس بوتين متعلقة بالمطالب الإسرائيلية في سوريا والتي
أصبحت واضحة وتتلخص بإبعاد المستشارين الإيرانيين من الحدود مع الجغرافيا السورية…الرئيس
بوتين تحدث عن أمر جديد وهو انه لابد من عودة الأمور كما كانت عليها قبل الحرب على
سوريا ".
وأضاف ان "هناك تفاهما أمريكيا روسيا
على ضرورة عودة الجيش السوري الذي فرض نفسه على الأميركي والروسي بعد انتصاراته في
الجنوب ".
وعن حديث الرئيسين عن عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم رأى العكام
ان "الأمريكي الآن يريد الخروج الآمن من المنطقة والإيحاء للعالم بأنه لم يخسر
في هذه الحرب واعتقد ان هناك توافق روسي أميركي على ذلك"، مضيفا: "اعتقد
ان هناك ترتيبات معينة لخروج أميركا من الشرق السوري".
وعن المأمول من قمة هلسنكي قال: "علينا
الانتظار. الانفتاح الأمريكي على الروسي منطقي. ولكن وجدنا مثل هذه الاجواء بين الرئيسين
عام 2016 ولم يحدث أي شيء".
وأضاف ان "الروسي يريد ان يتعامل الأميركي
بواقعية وجدية للوصول إلى توافقات حول الأزمات…السلوك الأميركي عكس ذلك… علينا انتظار
ما بعد هذه القمة من وقائع سياسية…".
وقال: "هناك حلول يفرضها الواقع، الحضور الروسي في تعاظم في أكثر من محور في العالم شاء الاميركي ذلك أم لا…هذه اللقاءات تسهل بعض الحلول..".