مينا صلاح يكتب: "المصالح والأعداء".. أسباب الهجوم على تركي آل الشيخ
لم يكن ظهوره على الساحة المصرية وليد اللحظة، حتى ظنه من ليس على معرفة به، أن أصوله قاهرية، ممتزجة بالأصالة، وظنه آخرون أنه أحد أبناء صعيد مصر، وبناة ماضيها وحاضرها، ليعرض ذلك الرجل كل ماله ووقته، لخدمة وتطوير النادي الأكثر جماهيرية وهو النادي الأهلي الذي تيم بحبه من صغره، وظل واحدًا من أكثر مشجعيه، حتى فضله علي بعض أندية المملكة العربية السعودية الشقيقة، ليكسر كافة الحدود بين البلدان العربية، مؤكدًا بأوضح العبارات أن الأمة العربية واحدة، لا تتجزأ، وأن الأخوة لا تباع ولا تشترى، وأننا شعبا وجيشًا وأمة واحدة، على قلب مواطن عربي، رسمه ذاك الشاب الحالم في وجدانه.
بدأ ظهور تركي على الساحة الرياضية، حين أعلن عن دعمه للنادي الأهلي، بتأسيس أكبر مدينة رياضية، واستاد، في الشرق الأوسط، وفقا لأعلى المعايير العالمية، فضلا عن تعزيزه لصفوف الفريق بعدد من النجوم، واتمام عدة صفقات، وبحكمة شديدة، ناتجة عن دراسة دقيقة للمجتمع المصري، أصر آل الشيخ، على تقديم الدعم للغريم التقليدي للقلعة الحمراء، وهو نادي الزمالك، العريق، الذي يستحوذ على قلوب نسبة كبيرة من مشجعي كرة القدم في مصر، حتى منحه الكابتن محمود الخطيب الرئاسة الشرفية للنادي الأهلي، وعرضها عليه المستشار مرتضى منصور فيما بعد.
ومن هنا لجأ بعض المتربصين بدق طبول الحرب، وإعلان حالة التهييج، وبث الفتن بينه وبين جموع المصريين، ليشنوا حربا شعواء؛ لحقدهم عليه، أو لوضعه في مأزق للزج به في تسهيل مصالحهم الشخصية، وبدأت تنتشر الأكاذيب حول زواجه من فلانه الفلانية، وعن تسببه في أزمة للشخصية العلانية، ولكن ذاك الرجل المقدام، خيب ظن من حاولوا الإساءة له، وبدا متماسكا وواضحًا وصريحًا، ليخرج إلى وسائل الإعلام مناشدًا الجميع، وموضحًا الحقائق، وكاشفًا تفاصيل اجتماعات الغرف المغلقة، ليعلن من جديد، تقديم دعمه ومساعداته، التي لا يمن بها ولا يتفاخر، على محبي الكرة المصرية، ولكن لعنة الله على الفتن ومن أوقد نارها، التي أكلت طيب العلاقات بينه بين ورموز وشخصيات مصرية، وعربية.
ووجت نيران الفتن بعد، أن تعامل معالي المستشار بعقلية حكيمة، التي تنظر إلى العقل، وليس المال، برفضه رئاسة نادي الزمالك الشرفية، مع استمراره تدعيم صفوف الفريق.
ولم يتوقف اصطياد المتربصين في الماء العكر عند هذا الحد فقط، ولكنهم فتحوا أبوابا للسخرية، بعد اختياره للإعلامي عمرو أديب للانضمام إلى شبكة قنوات MBC السعودية، ليصبح الإعلامي الأغلى أجرا في الوطن العربي، مصري.. بحق ربي بأي قلب وعقل وحكمة يفكر ويخطط وينفذ هذا الرجل، ولكن قوبل ترحيبه بأديب على طريقة الحفاوة السعودية، بأنها إهانة.
ونعلم جميعا أن لرجال الأعمال والمستثمرين وضع خاص، فهاجمه رواد السوشيال ميديا، بعد أن رفع الألقاب خلال مداخلته مع الكابتن الكبير أحمد شوبير، على قناة صدى البلد، ليعتذر الرجل في مداخلة أخرى معبرا عن حبه وتقديره لهذا الشخص المجتهد الجميل.
فلا يظن من بث السموم، وتعمد تشويه سمعة ذاك الرجل الخّير أنه نجح، فمحبة تركي والأشقاء السعوديين في قلوب المصريين، ازدادت قوة وصلابة، ومتانة أيضًا، ورد الله كيدهم في نحورهم.
فهذا ندائي أنا الصغير سنًا بين قاماتكم الكبيرة، بأن تغلقوا الأبواب في أوجه المتربصين، وأن تقطعوا ألسنة الفتن، وأن يجمع بينكم احتفالا في حب العروبة، بقلب القاهرة، نظهر فيه جميعنا متكاتفين، كالبينان المرصوص؛ لتكون هي الرصاصة التي ردت في صدر من أطلقها، ردته قتيلا وليس شهيدا.