بين القلق والفرحة.. طلاب الثانوية العامة يتفقدون الكليات قبل تسجيل الرغبات
يمينًا ويسارًا؛ تجول أعينهم بين تفاصيل هذه المباني العتيقة، يتفقدون وجوه المارة باحثين عن أقرانهم ممن تتشابه أفكارهم بنفس الطموح وذات الحلم الذي يدفعهم لنقطة التقاء واحدة أمام مبنى محدد قطعوا المسافات خصيصًا للبحث عنه، والتعرف على هيئته الخارجية، والتمعن في كل ما يجري بداخله، فيتوقف الخيال الذي لاطالما رافقهم خلال رحلة معاناتهم طوال العام، ويبدأوا في خوض المعركة الحقيقية على أرض الواقع.
فبالرغم من أن الموقع الإلكتروني لتنسيق الجامعات بالمرحلة الأولى من الثانوية العامة، قد فتح أبوابه مساء أمس الأحد، إلا أن فئة من الطلاب كانوا في حيرة من أمرهم حول المستقبل الذي ينتظرهم، وهو ما دفعهم لتأجيل اتخاذ قرار رغبات الكليات، والتوجه إلى جامعة عين شمس التي تحتضن كليات مثلت حلمًا كبيرًا لهم، حيث لم يروا من ملامحها سوى اسمها، فساقهم الفضول نحوها للتعرف إليها عن قرب.
فأمام باب كلية الآداب، وقفت طالبة من الشعبة الأدبية، حاملة ملف الثانوية العامة بعدما سحبته من مدرستها منذ الصباح، لم تبالي بحرارة الجو المرتفعة، وتسأل كل من يمر أمامها حول الطابق الذي يضم قسم اللغة الإنجليزية:"حبيت أجي أشوف شكلها قبل ما أقرر ترتيب رغباتي"، لتصعد الأدوار الثلاثة بحماس كاد يقتل لحظات الانتظار التي تمر أمامها، فتشير بإصبعها نحو لوحة قديمة حملت اسم القسم الذي ظلت تحوم حوله لفترة، للاستفسار عن معلومات أكثر من الطلاب القدامى.
لم تكن طالبة الآداب، وحدها التي تبحث عن ملامح مستقبلها الأكاديمي قبل ظهور النتيجة، حيث قطعت طالبة أخرى مسافات طويلة مع أسرتها من محافظة الإسكندرية إلى القاهرة، لرؤية كلية الألسن التي بذلت مجهودًا كبيرًا طوال العام الدراسي على أمل الالتحاق بها:"جينا نشوف شكلها ونسأل على أقسامها عشان نتأكد إنها مناسبة".
وبين طرقات إحدى معامل التنسيق؛ اصطحب أحد طلاب الشعبة العلمية والديه، حيث ظلا يتنقلان هنا وهناك بضعة دقائق، للسؤال عن كلية الهندسة، والتي اتضح له أنها في مبنى آخر منفصل عن الحرم الجامعي الرئيسي:"رايح أسأل الدفعات اللي أكبر مني عنها وعن نظامها عشان أقارن بينها وبين هندسة القاهرة.. ويمكن أقدر أتعرف على ناس هناك".