أستاذ بدار علوم الفيوم يكشف سر رسالة نجيب محفوظ له

طلاب وجامعات



كشف الناقد الأدبي الدكتور محمد حسن عبدالله خلال صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" عن سر الرسالة التي أرسلها إليه الروائي العالمي نجيب محفوظ، وذلك خلال تناوله الأجواء التي دارت حول إصدار جامعة القاهرة فرع الفيوم "آنذاك" عن كتاب تكريمي له ولمشواره الأدبي والنقدي بعنوان "محمد حسن عبدالله: رؤى بأقلام نخبة من الكتاب والأصدقاء.. دراسة وتكريم" وخلال ذلك كشف عن رسالة الروائي العالمي نجيب محفوظ الذي أرسلها له.

وعن الكتاب قال عبدالله: هذا الكتاب التكريمي يرتبط بسياق غريب، يتوازى في غرابته مع علاقتي بدار العلوم – الفيوم، فقد أخبرني رئيس الفرع بأنه حين عرض ضرورة إنشاء فرع لدار العلوم بالفيوم على مجلس أمناء الجامعات المصرية، كان من أهم مسوغاته أنه وجد شخصية تصلح للعمادة، وهذا ما يشجعه.

وأضاف: كنت أنا هذا الاسم المرشح، وقد أخبرني رئيس الفرع بذلك، وأشاعه بدرجة أحرجتني، لأن عددًا من شباب الباحثين المتفوقين، الراغبين في العمل بالكلية المقترحة بدأوا الاتصال بي لأختارهم !! فكان وضعي محرجًا، غير أنه انتهى بصدمة أن مجلس كلية دار العلوم (القاهرة) رفض أن يكون العميد المقترح من خارج مجلس كليتهم، ما دام سيتوكأ على لائحتهم، وطال الإرخاء والجذب، فانتصرت دار العلوم، وتم استبعادي، واستمر الاستبعاد حتى بعد أن عينت بتربية الفيوم، وطلبت النقل داخليا، فرفض مرتين من عميدين متعاقبين، ووافق الثالث الأستاذ الدكتور صلاح بكر – رحمه الله وطيب ذكراه.

وتابع: لم يمض وقت طويل حتى ظهرت الفروق التي لا يصح لي أن اذكرها أو أعلي من قيمتها، غير أنني حين بلغت سن المعاش قررت العميدة الدكتورة زينب رضوان – رحمها الله – أن تصدر الكلية هذا الكتاب، تقديرًا وتكريما، وهكذا حمل مسؤوليته الدكتور مصطفى الضبع، الذي أوسع مكانًا لكل من يريد أن يكتب، فاتسعت المساحة كما ترى، وشاركت أقلام من الكويت، والعراق، والجزائر، ولبنان، والمغرب، والسعودية، ومن نجيب محفوظ إلى أصغر باحث مبتدئ في الكلية، وكذلك شاركت فيه بكتابة شذرات متفرقة يمكن أن تصنع كتيبا طريفًا فيما لو جمع بينها.

وواصل: لقد اختار الدكتور مصطفى الضبع عنوان الكتاب، وبيانات الصفحة الأولى، ورأى أن تكون مباشرة لتدل على المحتوى، وكذلك صممت أنا الغلاف الأخير الذي جمع صورا لأغلفة "35" كتابا، كانت الأكثر أهمية فيما سبق إصداره، فكان غلافا طريفا دالا، ودعائيا، وجماليا في الوقت نفسه.

وأكد عبدالله، أنه في ذلك الكتاب شارك نجيب محفوظ مرتين، فقد قمت بنشر صورة خطية من رسالته التي بعث بها إليّ (كنت في جامعة الكويت) بتاريخ 15/3/1972، وفيها يذكر رضاه – إن لم يكن إعجابه – عن الخط الذي سار فيه كتاب "الإسلامية والروحية في أدب نجيب محفوظ". لقد أردت بإعادة نشر هذه الوثيقة التأكيد على صحتها، وعلى رأي محفوظ في الكتاب ومنهجه، غير أنه حين عرف أن الكلية التي أعمل بها بصدد إصدار كتاب تكريمي أبى إلا أن يشارك ولو بكتابة سطر واحد، وكان لا يكاد يبصر، لدرجة أننا وضعنا القلم بين أصابعه، والورقة أمامه ليخط عليها عبارة لم يرها بغير قلبه وضميره، وكانت تقول على إيجازها، وبخطه المتداخل الملتبس: "تحية من قلبي إلى مثلٍ من أمثلة العلم والخلق الرفيع – محبك نجيب محفوظ – 24/10/2000" وكان مجلسه الأسبوعي ذلك الوقت بالسفينة النهرية (فرح بوت).