الفتنة والحزن "لا دين" لهم بمنازل المسلمين والأقباط بـ"الخصوص"

الفتنة والحزن لا
الفتنة والحزن "لا دين" لهم بمنازل المسلمين والأقباط بـ"الخص

خيم الحزن اليوم الأحد على منازل المسلمين والأقباط - على حد سواء - بمدينة الخصوص (شمال القاهرة) التي شهدت اشتباكات طائفية الجمعة الماضية خلفت 5 قتلى و7 جرحى وخسائر مادية، بحسب حصيلة رسمية.

وساد الهدوء أرجاء الشوارع بعد تفريق المتجمعين من الجانبين عقب جلسة صلح عقدت مساء أمس بحضور كبار العائلات وعدد من القيادات الأمنية وبرلمانيون سابقون وممثل عن شيخ الأزهر، فيما تمسكت أسر الضحايا بضرورة القصاص من قتلة أبنائهم.

وفي الوقت نفسه، أعلن اللواء أحمد حلمي، مساعد وزير الداخلية للأمن العام، أن أجهزة الأمن تمكنت من تحديد شخصية مرتكبي الأحداث والمحرضين عليها، مشيرا في تصريحات للصحفيين إلى أنه أرجأ القبض عليهم لحين عقد جلسة الصلح النهائية بعد أسبوع.

ونفى حلمي وجود عمليات تهجير لأسر مسيحيه بالمنطقة على خلفية الأحداث، منوها بأن قوات الأمن عززت من تواجدها بمنطقة الحادث وخاصة الكنائس بهدف حمياتها.

ويكسو الحزن منازل الجميع بالمدينة، مسلمون وأقباط، والذين يخشون من تجدد المواجهات مرة ثانية وسط حالة من الحذر والترقب تسيطر على الجميع.

والدة عصام تادرس، أحد قتلى المواجهات، تقول لمراسل الأناضول، إن الراحل كان أكبر إخوته ومات بلا ذنب عندما كان في طريقه إلى المنزل قادما من العمل فأصابته رصاصات الغدر ، مطالبة وزارة الداخلية بالكشف عن قاتله والقصاص له.

القتيل كان العائل الأول للأسرة ، بحسب شقيقه جورج، الذي يروي تفاصيل الواقعة بالقول إنه أثناء عودته من العمل بصحبة شقيقه سمعا بالأحداث فهرعا إلى كنيسة مارجرجس التي تبعد خطوات عن منزلهما لحمايتها بعد أن ترددت أقاويل عن توجه مسلمين نحوها للإعتداء عليها.

وأضاف: أثناء وقوفنا امام الكنيسة فوجئنا بإطلاق نيران كثيف وفجأة بدأ الامن بإلقاء القنابل المسيلة للدموع لنفاجئ بوقوع الضحايا ومن بينهم شقيقي عصام ، بحسب قوله.

وفي منزل الضحيه الثانية مرقص كمال كامل لم تتوقف دموع زوجته انجي متري، وتقول إنها وزوجها ونجلها كانوا يقيمون مع والدة الراحل بالقاهرة منذ عشرين يوما ، ولم يعودوا إلا قبل الواقعة بساعات ليخطف الموت زوجها.

وأضافت أن زوجها هرع إلى الكنيسة عندما سمع أنها تتعرض للحرق، ولم يكن يحمل أي سلاح ، فأنهمرت عليه طلقات الرصاص من كل اتجاه، مضيفة أنها لا تعرف هوية القتلة، لكنها سمعت فقط أنهم كانوا ملثمين يستقلون درجات نارية .

وامتد الحزن كذلك إلى منازل المسلمين، ففي بيت الضحية محمد محمود، يقول عمه محمد حسنين إن الراحل لم يكن طرفا في الأحداث، حيث كان عائدا من عمله، وعندما شاهد المشاجرة دفعه الفضول للمتابعة ففوجئ بإطلاق النار عليه بشكل عشوائي لتستقر رصاصة في رأسه أنهت حياته على الفور.

واندلعت مساء الجمعة الماضي اشتباكات بالأسلحة النارية بين عائلة مسلمة وأخرى مسيحية في مدينة الخصوص، التابعة لمحافظة القليوبية بدلتا نيل مصر، أسفرت عن مقتل مسلم و4 أقباط وإصابة 7 آخرين بينهم 3 مسلمين و4 أقباط، بحسب مصادر طبية.

وقالت مصادر أمنية إن شجارًا وقع بين مواطن مسلم وآخر مسيحي إثر قيام الأخير بكتابة عبارات مسيئة للمسلمين على حائط معهد ديني (مدرسة تابعة للأزهر) بالمدينة، وتطور الأمر إلى اشتباك بالأسلحة النارية بين عائلتي المواطنين.

ويسود الود العلاقات بين المسلمين والمسيحيين في مصر بصفة عامة، لكن تطرأ بين الحين والآخر بعض الخلافات والنزاعات لعدة أسباب أبرزها: نزاع على ملكية أراضٍ أو بناء وتوسعة كنائس، أو قصص زواج بين طرفين مسلم ومسيحي.