"الفجـر" تحاور أصغر ناجٍ من "قطار الموت" بالبدرشين (فيديو)
بالطبع ستظل ذاكرته متعلقة بتلك اللحظات المرعبة، حتى لو كبر سنه، لن ينسى لحظات عاش فيها بين الحياة والموت، انتظر أن تنتهي حتى ولو كانت النهاية سيئة، ولكن حتى يتوقف ذلك الرعب فقط.
ربما كنت لحظات أشضبه بفيلم أمريكي، ولكن للبعض كانت حقيقة، ما بالك بأطفال لا يدركون في الحياة سوى اللهو واللعب، أصبحوا أمام أمر واقع يقول لهم: "مرحبًا بكم في لحظات من الهلع لن تنسوها طوال حياتكم".
رغم صغر سنه، إلا أنه كان مُدركًا تمامًا لما حدث، وكان على وعي كامل بأبعاد الحادث، ورغم أنه أصابه الهلع مثل الجميع، إلا أنه يتذكر تفاصيل الدقائق المشؤومة.
طه فضل خيري (11 عام) أصغر ناجِ بحادث قطار البدرشين، روى لـ"الفجـر" تفاصيل الحادث، قائلًا: "القطار كان مكيف، وكان كل شئ على ما يُرام، إلا أنه في ثونِ معدودة خرج القطار عن طريقه، ولم يستطع السيطرة نظرًا للسرعة الفائقة، وبدأ في الاهتزاز بشكل كبير حتى توقف على الأرض طريحًا.
وعن تلك اللحظات الأكثر رعبًا، أكد "طه" أنه سقط أرضًا، نظرًا أنه كان يجلس في مكان وضع الحقائب فوق المقاعد، وبدأ الراكبون في الميل يمينًا ويسارًا حتى سقطوا جميعًا على الأرض وبدأ مشهد كـ"اليوم العظيم"، الجميع يفر مما حدث، وآخرون سقطوا تحت الأقدام وتم دهسهم، ورائحة الموت تملًاة جنبات العربة.
أبواب القطار كانت مُوصدة، كما لو كانت تعلم ما سيحدث، فوجئ الركاب بأن أبواب القطار لا تفتح، وقام أهالي المنطقة بكسر زجاج القطار ونافئة السقف، وبدأ الجميع يخرجون من تلك الفتحات الضيقة، وبدأ الزجاج في إصابة الناس بالجروح في أماكن متفرقة، ولكن لم يشعروا بألم الجرح الذي كان أقل كثيرًا من الخوف والرعب وقتها.
فروا هاربين، وترك الراكبون كل ما يملكون بداخل القطار المشؤوم، لا يدرون حتى أين أموالهم، حتى أصبحوا لا يملكون شيئًا يعودون به لبيوتهم، حتى الملابس وهواتفهم المحمولة والحقائب تبخرت مع الخوف في الريح.
وهنا كانت الأم هي البطل، فكانت والدة "طه" هي من أعطتهم الحياة من جديد، وأنقذت طفلها وشقيقته من الدهس تحت أقدام الفارين من الموت، خلال تلك اللحظات الصعبة.