مصطفى محمد يكتب : لعنة "الآزوري" تحلّ على المونديال
"سيضرب الموت بجناحية السامين كل من يعكر صفو الملك"..
هذه هي العبارة التي وجدت منقوشة على مقبرة توت عنخ آمون، والتي تلا اكتشافها (1922) سلسلة من الحوادث الغريبة التي بدأت بموت كثير من العمال القائمين بالبحث في المقبرة، وهو ما حير العلماء والناس، وجعل الكثير يعتقد فيما سمي بـ"لعنة الفراعنة" والتي لم يجد العلم تفسيرا لها إلي يومنا هذا!.
ويبدو أن هدف السويدي جاكوب يوهانسون في الملحق الأوروبي المؤهل لكأس العالم 2018 بروسيا، الذي حرم منتخب إيطاليا من التأهل للمونديال لأول مرة منذ 60 عاما، ودموع بوفون قائد المنتخب المتوج باللقب4 مرات، كانتا بمثابة لعنة أصابتنا نحن عشاق كرة القدم الجميلة!
فقد رفعت الغالبية العظمى من المنتخبات المشاركة في مونديال روسيا تقريبا شعار ( إذا غابت إيطاليا، بكرتها الواقعية الدفاعية المتحفظة المملة،.. فكُلُّنَا إيطاليا).
اختارت غالبية الفرق اسلوب الـ ( كاتيناتشو ) الإيطالي وهو تكتيك الدفاع المغلق تماما في وجه الخصم، والدليل أن أفضل منتخب من الناحية الهجومية وهو البرازيل بـ 292 هجمة خرج من 1/4 النهائي وفيه نيمار صاحب أكثر محاولات على المرمى في المونديال بـ 27 محاولة.
وتأكيدا لغياب المتعة ودع لافوريا روخا المونديال من 1/8 النهائي ، وإسبانيا هي أفضل منتخب من ناحية التمرير بـ3120 تمريرة، ولديه أكثر من لعب تمريرات ناجحة، سيرخيو راموس بـ 485 تمريرة.
بالإضافة للخروج المتتابع المخيب، لجميع المواهب المهارية الفذة، ميسي ورونالدو وصلاح وخاميس رودريجز وتوني كروس، بسبب الطرق الدفاعية وانعدام المساحة والزمن للابداع الفردي.
دلالات الأرقام
تشير إحصائيات النسخة الـ21 قبل مباراتين فقط من خط النهاية إلى أنه تم تسجيل 165 هدف في 62 لقاء بواقع 2.6 لكل مباراة.
أعتقد كان لظاهرة وجود مدربين متخصصين لخط الهجوم في الأجهزة الفنية مثل، ألان راسل مع المنتخب الإنجليزي و تيري هنري مع بلجيكا، دورا في هذه النسبة.
ولكن من فضلك أيها العاشق للساحرة المستديرة، لا تنخدع بزَهْوٌ الرقم! عند تحليله، سنكتشف أن نسبة الأهداف المسجلة من كرات ثابته بلغت 29 هدف + 11 هدف عكسي، رقم قياسي مونديالي جديد، حتى أن الـ 125 هدف من لعب مفتوح جاء العديد منها من كرات عرضية وبضربات رأس.
بالإضافة لتحطيم مونديال روسيا لأعلى معدل من ضربات الجزاء المحتسبة في تاريخ كأس العالم بـ 27 ضربة جزاء سجل منهم 21 ضربة وضاعت 6.
صحيح،، حضرت إثارة المفاجآت وروعة الآجواء والتنظيم في روسيا.. ولكن بسبب التكتيك، غاب الاستمتاع..
وأصبح شغف متعة كرة القدم الجميلة في خطر! ولكي تبتعد عنا هذه اللعنة مستقبلا،، لا نملك سوى أن نقول..
احنا آسفين يا "الآزوري".