على هامش انقلاب قطار البدرشين.. يا حلاوة التين الشوكي وقت العصرية
صافرات سيارات
الإسعاف تتصاعد والأعين تتجه يمينًا ويسارًا عقب انقلاب 5
عربات في منطقة المرازيق بالبدرشين بالجيزة، ويجول الصغير تحت أشعة الشمس الحارقة
بإبتسامة تحمل براءة الصغار.
يمشى الطفل ذو الثمان أعوام العديد من الأمتار حاملًا بين يديه إناء صاج
ناصع البياض، يتراص به ثمار التين الشوكي بلونه الأخضر المميز ورائحته التي تخطف
محبيه.
تتحرك أعين الطفل الصغير لانقلاب القطار، ويعبر ببطء بين الزحام محتضنًا
الإناء، صائحًا بصوته الرفيع "أبو حلاوة يا تين.. حلو وطعم قوي ياتين"،
فتلتقط صوته آذان المحيطين لموقع الحادث.
يقترب من الطفل الصغار ببضع نقود بملابسهم، ليلتهموا التين الشوكي
الذي يعشقونه، ويختاره الكبار ليكسر
الارتفاع الشديد في درجة الحرارة، ويعينهم ليكملوا تفاصيل يومهم الطويل، لاسيما
وأن حادث انقلاب القطار كان بمثابة العطل الذي أصاب يومهم.
ينتهي الطفل الصغير من بيع التين الشوكي المتراص على الإناء، ويلقى بنظره
مرة آخرى على موضع انقلاب القطار، فذلك المكان اعتاد العبور عليه كل يوم منذ إشراق
الصباح وإلى أن تأذن الشمس بالرحيل، معلنة انهاء يومه بما يحويه من تعب.
يعود الطفل إلى منزله ولا تفارق عينيه حتى استغراقه في نومه، مشهد سيارات
الإسعاف ونقل مصابي انقلاب القطار وصرخاتهم من الألم.