زوج سيدة الشاشة العربية: التاريخ لا يموت

العدد الأسبوعي



فضيحة هدم سينما فاتن حمامة برعاية مقاولي "المعمار"

محمد عبدالوهاب أكد حزنه على هدم السينما لكنه لا يمانع استفادة أصحاب العقار


فوجئ سكان حى المنيل بالقاهرة، بهدم دار العرض التى تحمل اسم سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، لبناء برج سكنى كبير بدلًا منها، والغريب فى الأمر أن قرار الهدم لم يستغرق أياما، وبدأت أعمال الحفر والبناء لإقامة هذا المبنى السكنى، سألنا د.محمد عبدالوهاب عن قرار إزالة تلك الدار التى تحمل اسم زوجته فرد بنبرة حزن قائلا: «بلا شك حينما علمت بهذا الأمر تأثرت جداً، وكنت أتمنى ألا أرى أو أسمع هذا الكلام، لكن فى النهاية التاريخ لا يموت، واسم فاتن حمامة أكبر وأهم من أن يكون على دار عرض فقط، فهى نجمة القرن لكن لا أملك سوى الاندهاش، كنت أتمنى أن تتحول هذه الدار لدور عرض أخرى أكبر وأوسع وأكثر لكن ما باليد حيلة، كما يقولون فى الأمثال».

أشار الدكتور محمد عبدالوهاب إلى أنه فوجئ كغيره بقرار هدم السينما، ولم يكن لديه أى معلومات عن هذا القرار وهناك دور عرض أخرى تم هدمها لبناء أبراج سكنية وهذا شىء محزن وسخيف، وإن كنت لا أمانع من أن يستفيد أصحاب تلك العقارات ببعض الأموال، لكن فى النهاية أنا ضد إغلاق دور العرض بتلك الطريقة.

وتابع عبدالوهاب: الغريب فى الأمر أن غرفة صناعة السينما لم تتدخل وقالت فى بيان رسمى أن الدولة لم تعتبر هذا المبنى أثريًا، لذا يحق لصاحبه أن يتصرف فيه، على حد تعبير مدير الغرفة سيد فتحى، وأشار أيضا إلى أنه لا يوجد لدى الغرفة مستند واحد يفيد بأن هذا الدار أثرى، كما أن هذا الأمر تحدده الدولة وطالما أنها لم تعتبره كذلك لذا يحق لصاحبه أن يفعل ما يشاء.

وصرح محمد زين العابدين رئيس حى مصر القديمة بأن مبنى سينما فاتن حمامة ليس أثرياً، وليس تراثا معماريا كما ادعى البعض، لذا حصل ملاكه على قرار بهدمه منذ عدة أيام، ولهم الحق فى التصرف كاملًا فى تلك المساحة من الأرض، وأوضح زين العابدين أن هذه الدار كانت مؤجرة لشركة مصر للتوزيع ودور العرض المندمجة فى شركة مصر للصوت والضوء، وتصريح الهدم صدر مستوفيا لتلك الأمور، كما أن الشركة المستأجرة قامت بتسليم سينما فاتن حمامة بكامل الأرض ومبانى السينما والمنقولات والآلات والتجهيزات بالسينما إلى ملاكها دون أدنى مسئولية أو التزامات على الشركة تجاه أى جهة حكومية أو غير حكومية.

سينما فاتن حمامة تم إغلاقها منذ حوالى 3 سنوات تقريباً، وكانت تحمل اسم «ميراندا» فور انشائها، ثم تم تجديدها وإطلاق اسم «فاتن حمامة» عليها عام 1984، أثناء تولى الراحل محمد عبدالحميد رضوان حقيبة وزارة الثقافة، فى عهد الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، والسينما كانت تابعة لوزارة الثقافة، كما أن تلك السينما كانت شاهدة على واقعة شهيرة وهى حضور الرئيس الراحل محمد أنور السادات لأحد الأفلام فيها ليلة ثورة 1952، كنوع من التمويه، والإخفاء عن أعين المراقبة.

كما أنه أول فيلم عرض بها هو «عندما يبكى الرجال» من بطولة فريد شوقى ونور الشريف وفاروق الفيشاوى ومديحة كامل وإخراج حسام الدين مصطفى، وتأليف أحمد فريد محمود ومصطفى محرم.

تميزت السينما عن مثيلاتها بصور النجوم المرسومة يدويا بطريقة جميلة تتصدر الواجهة، بالإضافة إلى موقعها العبقرى فى حى المنيل العريق، ارتادها الطلبة وقدمت لهم أفلاما متنوعة من مدارس إخراجية مختلفة وأطلق عليها اسم «سينما الطلبة» لهذا السبب.

بالإضافة إلى أنها أول دار عرض سينمائى قطاع عام أو مملوكة للدولة يتم إطلاق اسم أحد نجوم السينما المصرية عليها، تقديرا للفنانة القديرة الراحلة سيدة الشاشة العربية صاحبة التاريخ الطويل والكبير فى السينما والتى أطلق عليها نجمة القرن.

يشار إلى أن آخر الأفلام المصرية التى عرضت فيها كان فيلم «ريجاتا»، لعمرو سعد وإلهام شاهين، وفتحى عبدالوهاب ورانيا يوسف وآخرين، ومن تأليف وإخراج محمد سامى، وبعد العرض فوجئ جمهور ورواد السينما بإغلاقها ووقف عرض فيلم ريجاتا، كما علقت لافتة كبيرة على باب السينما تقول «السينما مغلقة والمبنى للبيع، لتكتب نهاية تلك السينما العريقة، وواحدة من أقدم وأعرق دور العرض المصرية.