الانتربول يتدخل لاستعادة قطع منبر "المارداني" بعد سرقته عدة مرات (فيديو وصور)
فجرت قضية منبر المارداني، سؤالا شهيرا في قضايا سرقات الآثار المتتالية، وهو من السارق؟ حيث أن هذا المنبر تم سرقته على مراحل، وليس في مرة واحدة ورغم ذلك لم يتوصل أحد للجاني.
يقول الدكتور عماد عثمان كبير أثريين بوزارة الآثار سابقًا، في تصريحات خاصة للفجر، إن منبر جامع "طنبغا المارداني"، يعتبر من واحد من أجمل المنابر المملوكية في القاهرة التاريخية، حيث يمثل المنبر مرحلة من مراحل اكتمال الزخرفة في العصر المملوكي، واكتمال فنون الزخرفة على الأخشاب.
وعن حشوات المنبر يقول عثمان إنه في عام 1902 عثر أفراد من لجنة حفظ الآثار العربية، على بعض حشوات منبر جامع المارداني تباع في صالة مزادات بلندن، واشتروها بمبلغ 60 جنيها وأعادوها لمصر، وأعادت ترميم المنبر، وقد ذكر ذلك الدكتور حسن عبد الوهاب في كتابه تاريخ المساجد الأثرية.
وتابع عثمان تصريحه عن الحشوات قائلًا إنها سرقت بالكامل وليس في مرة واحدة، فحسب وصفه قال إن المنبر كبير وتم سرقة 40 % من الحشوات في المرة الأولى ثم تم سرقة باقي الحشوات على مرتين متتاليتين، وكل السرقات تمت في بداية الألفينات، ويتابع عثمان قائلًا: وكأن اللصوص أخذوا هدنة أو مهلة ثم عادوا لسرقتها مرة أخرى.
وأشار عثمان أنه تم التحقيق مع خادم المسجد وأمين العهدة بوزارة الأوقاف وأثبتت التحريات براءتهم، والنتيجة أنه لم يتبق في المنبر حشوة واحدة، وأصبح مجرد هيكل فارغ، وقد شبهه عثمان بقوله "أصبح المنبر عشة فراخ".
وختم عثمان تصريحاته أن المسؤولية هنا ضائعة، حيث أن المساجد الأثرية تخضع لوزارتين، الأوقاف من ناحية، والآثار من ناحية، وحسب قرار وزارة الأوقاف فإن العهدة داخل المسجد خاضع لموظفي وزارة الأوقاف، وعامل الأوقاف هو من يفتح المسجد ويغلقه، وموظف الآثار لا يملك الدخول إلا في وجود موظف الأوقاف.
وهنا تساءل عثمان كيف استطاع السارق الدخول وباب المسجد لم يتم كسره، هل استطاع اللصوص القفز من فوق الأسوار ثم الصعود مرة أخرى بعد إتمام السرقة؟.
وفي ذات السياق أكد مصدر بوزارة الآثار في تصريحات خاصة للفجر، أنه تم العثور على معظم الحشوات والتي كانت معروضة في بعض صالات المزادات العالمية منها صالة مزادات في لندن، وحاليًا يوجد تعاون مع الانتربول الدولي ووزارة الآثار، لإعادة حشوات المنبر تمهيدًا لإعادة ترميمه، وباقي الحشوات التي لم يعثر عليها موثقة.