تجنبًا للانتحار.. نصائح للتعامل مع النتائج السيئة لطلاب الثانوية العامة
وسط فرحة ظهور نتيجة الثانوية العامة، والزغاريد التي تعم أرجاء الشوارع والمنازل، هناك منازل تلقت صدمة كبيرة بسبب مجموع أبنائهم السيئ، فتتحطم الأحلام وسط دموع وصرخات الألم التي يتلقى بها هؤلاء نتائجهم.
ومنذ ساعات قليلة، ظهرت نتيجة الثانوية العامة التي تختلط فيها مشاعر أولياء الأمور وأبنائهم بين الفرح والصدمة، والتي يعد العامل الأساسي في التأثير عليها هو طريقة استقبال المنزل للنتيجة وردود أفعالهم عليها التي يقابلون بها الطلاب.
ولأن العامل النفسي له تأثير كبير على طلاب الثانوية، خاصة مع ظهور النتائج السلبية التي يحمل التعامل الخاطئ معها مخاطر كبيرة على الطلاب وعلاقتهم بالأسرة، تحدث عدد من الخبراء النفسيين لـ"الفجر"، حيث قدموا مجموعة من النصائح بشأن الوسيلة التي يجدر أن يتعامل بها أولياء الأمور مع أبنائهم، بعد ظهور النتيجة.
سوء المعاملة يؤدي للانتحار
وفي سياق ماسبق، حذر الدكتور أحمد ثابت، الخبير النفسي، من ردود الأفعال السلبية من الأهالي تجاه نتيجة أبنائهم في المرحلة الثانوية، حتى لايشعروا بالذنب وتأنيب الضمير، وهو ما قد يؤدي بهم إلى اللجوء للانتحار أو الهروب من المنزل.
وأوضح "ثابت" في تصريح خاص لـ"الفجر"، أن النتائج التي تصدر، لاتدل على تقصير الطالب في الدراسة، بقدر ما تظهر قدراته المحدودة التي تمكن بها أن يحصد هذا المجموع الضئيل.
ونوه الخبير النفسي، إلى أن تزايد حالات الانتحار في الفترة الأخيرة بين طلاب الثانوية العامة، يدل على أنهم ضحايا لسوء معاملة أولياء الأمور والضغوط الزائدة التي تضع عبء كبير عليهم ططوال ماراثون الثانوية، وخصوصًا خلال فترة الامتحانات:"لازم نعرف إن الدراسة مش كل حاجة، الحياة فيها حاجات أهم بكتير من الكلية".
ووجه الدكتور أحمد ثابت، نصيحة أخيرة إلى أولياء الأمور، بضرورة تفهم اختلاف تفكير ومواهب وقدرات كل طالب عن الآخر:"لأن كل كلية ليها أهميتها، الموضوع غير مقتصر على كليات القمة فقط، ومينفعش الناس كلها تدخل طب وهندسة، والباقي برضو ليهم أهمية لاتقل عن دول".
الهدوء والتروي حل لتخطي الصدمة
ومن جانبه، نصح الدكتور يسري عبدالمحسن، أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة، أولياء الأمور بضرورة اتباع أسلوب الهدوء والتروي في استقبال نتيجة أبنائهم من طلاب الثانوية العامة، حتى يسهل على جميع من في المنزل تخطي الصدمة.
وأشار "عبدالمحسن" في تصريح خاص لـ"الفجر"، إلى أنه في حالة النجاح بمجموع ضئيل، يجب أن يتم إظهار الفرحة والتعبير عن الرضا بتخطي هذا العام بنجاح، بينما في حالة الرسوب يجب أن يبعث الأهل برسالة إلى أبنائهم، أن هذا الفشل لايعد نهاية العالم، بل هناك فرصة لتحقيق الأفضل والتعلم من الأخطاء السابقة.
وشدد أستاذ الطب النفسي، على أنه لايوجد فرق بين كليات قمة وبقية الكليات، لأن النجاح يمكن أن يتحقق داخل المعاهد ولايقتصر على الكليات فقط:"المهم بذل المجهود والإرادة القوية التي يخلقها تشجيع الأهل".