زيارة نتنياهو لروسيا للمرة الثانية خلال 60 يومًا تُربك إيران

عربي ودولي




سيتصدر تواجد القوات الإيرانية، والمليشيات الموالية لها، على الأراضي السورية جدول المباحثات بين رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، والرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في موسكو، الأمر الذي تخشى طهران أن يفضي إلى إخراجها من سوريا خاوية الوفاض.

ويبدأ نتنياهو، الأربعاء، زيارة تستمر يومين، إلى روسيا للمرة الثانية خلال شهرين، التاسعة خلال عامين، حيث سيتباحث مع بوتين بشأن المصالح المشتركة بين البلدين، خصوصا فيما يتعلق بالملف السوري.

ورئيس وزراء إسرائيل يرى في بوتين العنوان الرئيس لكل ما يحدث في سوريا، فيما يعتبر الرئيس الروسي، نتانياهو الجسر المؤدي إلى البيت الأبيض والرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وتصر إسرائيل في كل مرة على إرسال رسائل قوية للنظام الإيراني، لسحب قواته وميليشياته من سوريا.

وقال الصحفي المتابع للشأن الإيراني، مصطفى فحص، لموقع "سكاي نيوز عربية" إن إسرائيل لن تخوض حربا بالوكالة من أجل إخراج إيران من سوريا، مشيرا إلى أن هدف نتنياهو، من زيارة موسكو أمني واستراتيجي بالدرجة الأولى.

وأوضح فحص أن إسرائيل ترغب في حماية حدودها من خلال إبعاد القوات الإيرانية، مضيفا "نتنياهو يريد تجنب الصدام مع إيران في المنطقة، لكنه في نفس الوقت لن يحارب طهران بالوكالة".

وأردف قائلا "نتنياهو يعلم أن روسيا وحدها بإمكانها الحديث مع إيران لتهدئة الأوضاع، لكن في نفس الوقت، موسكو مقتنعة بأنها غير قادرة على تغطية الميدان في حال إخراج إيران من سوريا، لاسيما وأن هذه الأخيرة هي شريكة روسيا في الغنيمة السورية".

واستبعد فحص وقوع صدام بين النظام السوري ونظيره الإيراني، حيث قال "لا أتوقع صداما بين الأسد وإيران.. قدما لبعضهما دعما واستفادا معا.. العلاقة لن تتغير".

روسيا تحجّم إيران.. والأخيرة تتحدث عن "خيانة"
إلا أن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، كان له رأي آخر، فهو اعتبر أن إيران تعتبر أنها تعرضت للخيانة من قبل الأسد الذي انحاز إلى الروسي، مع إدراكه جيدا أهمية عدم إغضاب الإسرائيلي.

وقال لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن اتفاقا فعليا حدث بين بوتين ونتنياهو يقضي بعدم تعطيل إسرائيل استعادة نظام الأسد السيطرة على الحدود، مقابل إبقاء القوات الإيرانية وميلشياتها بعيدة عن تلك الحدود.

وبشأن نتائج الزيارة الحالية، كشف عبد الرحمن أن "النتائج قد تكون غير معلنة، لكن روسيا بدأت بالفعل تحجيم إيران داخل سوريا"، مشيرا إلى أن طهران تصف ما يقع لها حاليا في سوريا بالخيانة من طرف الأسد نظرا للتضحيات التي قدمتها في المنطقة".

إسرائيل تصرّ.. وعمليات عسكرية قد تلي زيارة موسكو
من جهته، أكد الدبلوماسي الروسي السابق، فيتشسلاف ماتوزوف، أن نتنياهو سبق وأكد أن إسرائيل لن تتسامح مع أي تواجد للقوات الإيرانية في الأراضي السورية.

وأوضح ماتوزوف، أنه "بالرغم من أن إيران تنفي أي وجود عسكري قوي في سوريا باستثناء بعض مستشاريها وخبرائها، فإن نتنياهو سيصر من جديد خلال اجتماعه ببوتين على ضرورة سحب إيران قواتها وقوات الفصائل الموالية لها مثل حزب الله".

وأعقبت، آخر زيارة لنتنياهو إلى موسكو، ضربات إسرائيلية قوية استهدفت فجر 10 مايو الجاري، عشرات الأهداف "الإيرانية" في سوريا، مما أسفر عن وقوع خسائر فادحة، وفق ما ذكر وقتها المرصد.

وعن إمكانية حدوث نفس الأمر، عقب زيارة 11 و12 يوليو الجاري، قال ماتوزوف إنه لا يستبعد ذلك، مضيفا "هذ النوع من العمليات يمكن أن تثبت من خلاله إسرائيل قوتها وتواجدها في المنطقة".

وأردف قائلا: "القوات الإسرائيلية استبقت هذه المرة الزيارة بقصف صاروخي على مطار التيفور العسكري في محافظة حمص وسط سوريا، طال مليشيات إيرانية".

وكان المطار تعرض للعديد من الهجمات، أبرزها تلك التي وقعت في أبريل الماضي، وأعلنت إسرائيل، عن مسؤوليتها عنها، قائلة إنها أسفرت عن مقتل "مستشارين عسكريين إيرانيين".