"لوكاكو وسترلينج".. الجانب المظلم من حياة مشاهير كرة القدم في العالم
يظن الجميع، بأن حياة لاعيبي كرة القدم العالمية، مرفهة، يتقاضون المبالغ الضخمة نظير ممارسة لعبة كرة القدم، لتتسلط الأنظار والأضواء عليهم، ولكن البعض لا يلتفت إلى الجانم المظلم، لهؤلاء المشاهير، وبداياتهم المؤلمة؛ كرحيم سترلينج ولوكاكو.
لوكاكو
عاش روميلو لوكاكو مهاجم منتخب بلجيكا، حياة صعبة في بداية المطاف، حيث نشأ في عائلة فقيرة لم يكن بمقدورها أن توفر له عيشا كريما وطفولة "عادية" مثل باقي أطفال جيله.
الوضع المادي لمهاجم المنتخب البلجيكي تغير اليوم بحكم مهنته، وبعدما أصبح لاعبا مشهورا، لكنه لا يزال يتذكر الحرمان والبأس الذي كانت تعيشه عائلته يوميا حتى أنها لم تكن قادرة أحيانا على أن توفر له قوته.
وفي مقال من توقيع لوكاكو نشره موقع "ذو بليير تريبون" وهي منصة إعلامية تسمح للرياضيين كتابة قصص حياتهم بأنفسهم، كشف روميلو لوكاكو بقلم صادق عن الحياة التي كان يعيشها في كنف عائلة فقيرة لا تتمتع بأدنى مقومات الحياة.
وقال:" أتذكر اللحظة التي اكتشفت فيها حقيقة أزمة عائلتي المالية. ما زلت أتذكر وجه أمي وهي تقف أمام الثلاجة ولا تجد ما تقدمه لي من طعام سوى الخبز والحليب، كان عمري آنذك ست سنوات، لقد عدت إلى البيت لتناول الغداء أثناء فترة راحة المدرسة، كانت أمي تقدم لي نفس الطعام يوميا وهو عبارة عن الخبز والحليب، عندما تكون طفلا لا يشغلك أمر الطعام كثيرا لكنني أدركت مدى المعاناة التي كنا نعيشها في ذلك الوقت"
وأضاف: "في يوم من الأيام عدت إلى المنزل ودخلت إلى المطبخ ورأيت أمي تمسك علبة الحليب كالعادة. لكن هذه المرة كانت تمزج شيئا ما مع الحليب ولم أفهم ما الذي كان يجري. ثم قدمت لي الغداء مبتسمة وكأن كل شيء على ما يرام. لكنني أدركت حينها ماذا حدث وتأكدت أنها كانت تمزج الماء بالحليب لأن والدي لم يكن يملك المال الكافي لشراء ما يكفي من الحليب لكامل الأسبوع. كانت عائلتنا تعاني ليس فقط من الفقر بل من بأس شديد وصل حد الفقر المدقع".
بدأ لوكاكو يمارس كرة القدم في سن مبكرة. كان يلعب في الحديقة المجاورة لبيته وفي أوقات الراحة في روضة الأطفال. ورغم صغر سنه، كانت كل مباراة يخوضها وكأنها مباراة النهائي حسب تعبيره. وروى أيضا كيف كان بعض أولياء زملائه يشككون في سنه وفي هويته ويطرحون عليه عدة أسئلة تتعلق بمكان ولادته. ما جعله يشهر أحيانا بطاقة الهوية لتفادي الملاحظات العنصرية أو المشككة في قدراته الكروية. وقال في هذا الشأن: "ذهبت وأحضرت كافة بياناتي الشخصية من حقيبتي وأظهرتها للجميع وكانوا يتداولون عليها للتثبت".
ورغم الانتقادات والحياة المأساوية التي كان يعاني منها لوكاكو فلم يفكر ولو يوما واحدا في التخلي عن حلمه أو الاستسلام للأمر الواقع بل واصل نضاله ومسيرته والدليل أنه سجل 76 هدفا خلال 34 مقابلة وعمره لم يتجاوز 12 سنة.
رحيم سترلينج
بينما نشأ رحيم سترلينج، وترعرع في منطقة مافيرلي في منطقة كينجستون بجامايكا، لكنه هاجر إلى إنجلترا مع والدته «نادين»عندما كان في الخامسة، وفي التاسعة من عمره، لعب كرة القدم مع زملاءه في أحد الساحات التي تقع شمال غرب العاصمة لندن، حيث كان يُسمح للأولاد من مدارس مقاطعة "برنت" باللعب هناك.
واكتشفه بيتر مورينج قائلا: "كنت هناك ذات يوم ورأيت هذا الطفل الصغير يلعب ضمن فريق مدرسة اوكنجتون، كان بصحبة رجل يدعى دارين وكان أحد مدربي فريق كنيسة الفا واميجا".
ويضيف "قلت لدارين، هذا الطفل رائع، هل يمكنني أن آخذه معي إلى كوينز بارك راينجرز؟".
اتفق مورينج ودارين في النهاية على أن يبقى رحيم مع فريقه الحالي حتى يخبر مورينج أحد مسؤولي كوينز بارك رينجرز عن هذا الفتى الرائع والترتيب لكي يأتي أحدهم لمشاهدته يلعب.
ويتابع مورينج قصته: "عندما كان في سن العاشرة تواجد ستيرلنج بالفعل في كونيز بارك، لكنه لم يوقع للفريق وقتها، فعل ذلك في سن الـ11 ولم أحصل أنا سوى على 50 جنيها في نهاية الأمر."
وعلى الرغم من تألق رحيم ستيرلينج حاليا إلا أن مورينج قد صرح أنه قد رأى مواهب أفضل من رحيم هناك في مقاطعة "برنت" حيث شاهده يلعب لأول مرة، وهي التصريحات التي استفزت اللاعب الشاب واضطرته لمهاجمة مكتشفه الأول عبر حسابه على تويتر.
وقال مورينج: "أشعر بالفخر الشديد لرؤية ستيرلنج وما وصل إليه، لكنه ليس أفضل ما رأت عيناي"، متابعًا؛ "أنظر إليها من هذا المنظور، تكتشفهم، ثم يذهبون ويصبحوا محترفين ويحصلون على أسلوب معيشة مختلف، هذا عظيم، لكنهم لا يتذكرون أبدا الأشخاص الذين وجدوهم".