أقدم ترزي بالمنيل لـ "الفجر": سينما فاتن حمامة بيعت في يوم رحيل سيدة الشاشة العربية
واضعًا نصب أعينه على وحدة قياس الأقمشة، منفصلًا عن أصوات السيارات التي تعبر من وإلى شارع المنيل، تتحرك يديه لتنسج من التصميمات أجملها، يقطع صمته وتركيزه صوت هاتفه، فما إن تحدث وأخذ يوصف لقاصد محله الشهير كأقدم ترزي في منطقة المنيل عنوانه، ارتسمت تعابير حزينة على وجهه.
فاعتاد أشرف الترزي أن يعرف مكانه بأنه أمام سينما فاتن حمامة باعتبارها أبرز معالم المنيل، ولكنه ألقى بنظره على السينما التي بدأت أعمال هدمها بعدما بيعت ليقام مكانها برج سكني.
عاد الرجل الستيني ليتذكر وقت معرفته ببيع سينما فاتن حمامة، ليعلو صوته ويترجم ما يجول في خاطره "سبحان الله يوم لما الفنانة فاتن حمامة ماتت في 2015 هو نفس اليوم اللي عرفنا فيه إن السينما اتباعت".
يشير "أشرف" بيده على الشجرة المزروعة أمام محله "هنا الحبيبه كانوا بيقفوا لحد ما يدخلوا السينما"، ليعود ويتذكر أن الهدم مصيرها بعدما بيعت بـ27 مليون جنيه كما علم بحكم تواجده الموازي للسينما، وكهذا علم بدفع المشتري 800 ألف جنيه لكل محل كان بنفس مبنى السينما.
وبنظرة تجمع بين الحزن والحسرة يرى الرجل الستيني الستار الموضوع على سينما فاتن حمامة والذي يخفى خلفه عمليات الهدم وتكسير جدران السينما التي يعرفها ويراها يوميًا منذ أن كانت تسمى ميرندا وحتى كللت باسم فاتن حمامة خلال عام 1984، "صعبانه عليا طبعًا.. دي مش حاجة من يوم ولا اثنين"، ولا يملك "أشرف" سوى أن ينهمك في عمله لكي لا يترك نفسه مع أحزانه.