بملايين الجنيهات.. "الفجر" تكشف ثمن بيع تاريخ سينما فاتن حمامة لمقاول صعيدي
لم يمر أحد على أبوابها
إلا وله ذكرى بالمكان فهي ليست مجرد دور عرض أو مبنى، لكنها أثر ثقافي وفني يتميز به
شارع المنيل، فسينما "فاتن حمامة" تحوي بين جدرانها رائحة الزمن الجميل وبصمات
نجوم الفن، ليأتي قرار هدمها بمثابة الصدمة التي أصابت عاشقي السينما وأهالي المنيل
بالحسرة.
فما إن تطأ قدميك
المكان تمتزج نظرات الحزن التي ارتسمت على وجوه عاشقي سينما فاتن حمامة، بأتربة أعمال
الهدم التي بدأت لتطمس المعلم العريق لمنطقة المنيل، والذي يعود افتتاحه إلى 29 ديسمبر
1984، وتتصاعد عبارات مبعثرة تنقل دهشة المحيطين "حصل ازاي ده؟".
يلتقط الخفير المسؤول
عن مبنى سينما فاتن حمامة أثناء الهدم، أطراف الحديث ليقطع دهشة المحيطين والتي سرعان
ما تحولت لحالة من الحزن "السينما اتباعت من 4 سنين.. وصاحبها هيبنيها برج سكني"،
يقولها وينظر لمبنى السينما الذي يقدر مساحته بـ 1300 متر، ليكشف لـ "الفجر"
أن مليونير صعيدي من محافظة سوهاج قام بشراء السينما قبل 4 أعوام بمبلغ يقدر بـ27 مليون
جنيه، وأعلن جاهزيته لهدمها وبناء مبنى سكني فخم مكانها يحوى محلات تجارية أسفله بعدما
أنتهى من جميع الأوراق المتعلقة بالهدم.
وعلى بعد خطوات جلس
"كريم" نجل حارس سينما فاتن حمامة، ليروى حزنه العميق لهدم السينما التي
ارتبط بها منذ نعومة أظافره وشهدت ذكرياته المحببة إليه "كل حاجة فيها بحبها.. وكل ركن
فيها ليه ذكرى عندي".
بدأ الشاب ذو العقد
الثاني من عمره، في سرد أن سينما فاتن حمامة كانت ملك لشخص يقوم بتأجيرها بعقد يتجدد
كل 5 أعوام، وبعد الخلاف عندما قرر الورثة رفع ثمن تأجيرها، قاموا ببيعها وهو ما تم
قبل ما يقرب من أربعة سنوات.
"وهي مال وزارة الثقافة؟".. بهذه الكلمات
رأى الشاب أن عملية البيع تخرج عن سيطرة أى من الجهات المسؤولة باعتبار مبنى السينما
ليس آثر ليمنع التصرف فيه، ليقطع الحديث عن مطالبات وقف هدمها.
وكشف الشاب العشريني
أن مشتري سينما فاتن حمامة، مقاول صعيدي من محافظة سوهاج، في الأربعينات من عمره ويمتلك
العديد من العقارات، مؤكدًا أن عملية بيع السينما تكلفت ما بين مبلغ ما بين 28 و30
مليون جنيه.
وبخطوات قليلة داخل
سينما فاتن حمامة جلس "حسين" حارسها، بين الأتربة والجدران المهدمة يستعيد
ذكرياته مع السينما ويعود بذاكرته "شوفت فاتن حمامة هنا وعمر الشريف وفريد شوقي
وممثلين ثاني وحضروا العرض سنة 1984 لما السينما اتسمت على اسمها بعد ما كانت اسمها
ميرندا".
ينظر الرجل الستيني
إلى ثنايا سينما فاتن حمامة ويتذكر عندما كان يتكالب المترددين عليها على التذاكر فهو
يعايش السينما منذ أن كان التذكرة بـ 3 ساغ ونصف وحتى وصلت إلى عشرون جنيه قبل إيقاف
عملها نهائيًا وبيعها في عام 2015 "كانت العائلات بتيجي السينما وأيام المواسم
كانت بتبقى السينما بالضرب من الزحمة لكن قبل ما تقفل كانت الناس تتعد على الصوابع".
ويشير عم حسين إلى
شباك التذاكر ويروى أن الفنان محمد سعد كان يقوم بزيارة السينما في بداية عرض أفلامه
ويقوم بشراء التذاكر لجمهوره، ليعود إلى الثمنينات بذاكرته "أشهر الممثلين كانوا
بيجوا يحضروا العرض هنا".