أسباب عدم ترميش أعين حديثي الولادة

الفجر الطبي



العديد من الدراسات قد وثقت ان الكبار يرمشون حوالي خمس عشر مرة في الدقيقة في المتوسط، ولكن الأطفال حديثي الولادة والرضع يرمشون عدد قليل جدا من المرات في الدقيقة، وبعض الأطفال أيضا يرمشون مرة واحدة بشكل نادر في الدقيقة.

وقد قال أستاذ علم النفس بجامعة ولاية نيويورك في اوسويجو، ان المتوسط هو اثنين او ثلاث رمشه في الدقيقة، وهو عدد منخفض جدا.

وقد يبدو هذا مجرد سلوك غريب قليلا، لكن الباحثون يعتقدون ان رمش الأطفال قد يحمل احلاما في تلك العقول الغامضة لهؤلاء الصغار.

هذا لان الرمش ينظمه الدوبامين الذي في المخ، وهو أحد الناقلات العصبية التي تسمح لخلايا الدماغ بالاتصال، لذا، فان دراسة الوامضة عند الأطفال يمكن ان تساعدنا على فهم كيفية عمل هذا الناقل العصبي المهم.

وقد أظهرت الدراسات الصلة الكبيرة بين الدوبامين والومضة، وقد قالت أيضا ان الظروف المحيطة والأدوية التي يتناولها يمكنها ان تؤثر على الدوبامين، وتعمل على تغيير معدلات الوميض او الرمش بالمعنى المعروف، وقالت ان الأشخاص الذين يعانون من الفصام، والذي قد يكون سببه جزئيا الكثير من الدوبامين، يجعله يرمش أكثر، وعلى العكس في مرض باركنسون، والذي بسببه تموت الخلايا العصبية المنتجة للدوبامين، وينخفض فيها الوميض بشكل ملحوظ.

لماذا نرمش:
يختلف الوميض العفوي عن الوميض الانعكاسي، الذي يعمل على حماية العين من ان يتم طمسها بواسطة جسم خارجي، فحتى البالغين يكون الهدف الرئيسي للوميض العفوي هو نوع من الغموض، ولكن الاعتقاد السائد انه هو السبب الرئيسي هو انتشار الدموع على سطح العين للحفاظ على تشحيمه اثناء إزالة الغبار والمهيجات الأخرى.

ولكن يقول الباحثون، نحن نغمز ونرمش في كثير من الأحيان أكثر مما هو ضروري للحفاظ على رطوبة العين، لذلك يجب ان يكون للوميض وظيفة أخرى.

وجدت الدراسات والباحثون ان طالما بقيت الظروف كما هي فان معدل الوميض لكل شخص يختلف عن الاخر، فيمكن ان نجد شخص له نفس الوميض في الغرفة المضاءة والمظلمة.

ماذا يعني كل هذا للأطفال الرضع ؟

ولان أحد وظائف الوميض هي جعل العينين مشحمتين، فقد اقترح الباحثون ان الأطفال يرمشون اقل مما نفعل لان عيونهم الصغيرة لا تحتاج الى كثير من التشحيم.

والفكرة الأخرى ان الأطفال برؤاهم الجيدة، يعملون للحصول على كل المعلومات البصرية التي يحتاجونها، وقال باشر، انه عندما تفعل أشياء بصرية معتمدة، فأنك تميل الى والوميض اقل، وقد اقترح بعض الباحثون ان انخفاض معدل الوميض في الأطفال حديثي الولادة يرجع الى نظام الدوبامين المختلفة.

وقدجرت بالفعل بعض الدراسات للحصول على بعض المعلومات عن الأطفال، وهي امكانية ان تكون بمثابة مقياس لنشاط الدوبامين، فاذا كان الامر كذلك فقد يساعد كثيرا للتنبؤ بالاختلافات الفردية في القدرات المرتبطة بالدوبامين، مثل اضطراب نقض الانتباه وفرط النشاط او حتى مرض باركنسون، فكل هذه الأشياء تستحق الدراسة والمتابعة الجيدة