بالصور.. دبي السينمائي يعرض أفلاماً من عالم العصابات والجريمة ضمن عروض "بافيليون داون تاون"
يقدّم برنامج العروض السينمائية التي ينظّمها مهرجان دبي السينمائي الدولي في بافيليون داون تاون خلال شهر أبريل الجاري، فرصةً مميزة لعشاق أفلام العصابات وعالم الجريمة للاستمتاع بثلاثة أفلام رائعة، ترصد واقع الجريمة المعاصرة، لتطوف بالمشاهدين في رحلة مثيرة تجمع في طياتها مزيجاً من الأحلام والشجاعة والعاطفة، وأنشطة العصابات غير القانونية في أروقة عالم الجريمة في كلّ من إيطاليا وفرنسا والبرازيل، وذلك خلال العروض المسائية للجمهور، في الفترة من يوم الاثنين 22 وحتى الأربعاء 24 أبريل.
تنطلق عروض بافيليون داون تاون هذا الشهر مع فيلم مدينة الرب (City of God)، الذي يطوف بنا شوارع الأحياء الفقيرة الأكثر سوءاً في العالم، في مدينة ريو دي جانيرو، عبر فيلم رائع من إخراج فرناندو ميريليس، بالاشتراك مع كاتيا لوند، حيث حصدت هذه الرائعة السينمائية، التي رشحت لنيل إحدى جوائز الأوسكار، أكثر من 50 جائزة، من مختلف المهرجانات السينمائية، حول العالم، ولا تزال تتصدر قائمة النقاد وعشاق السينما حتى الآن.
تروي أحداث الفيلم قصة أحد الأحياء الفقيرة القابعة في قلب العنف والجريمة، وبطلها صبي هزيل الجسم، يتملّكه الخوف، يترعرع في كنف هذا الحيّ، ليكتشف قدرته على فضح الحقائق والظروف القاسية المحيطة به أمام المجتمع، بأسلوب فني متميز. ومن واقع مواجهته لظروف لا تُطاق، ينمو طموح هذا الفتى الشجاع ليغدو مصوراً محترفاً، ونافذة يطلّ من خلالها على واقع الجريمة والفقر الذي يعيش فيه، ليتلمّس في نهاية المطاف طريقة خروجه من هذا المحيط الإجرامي الموبوء.
يوم الثلاثاء 23 أبريل، سيكون الجمهور على موعد مع فيلم من تقدمة المخرج الأميركي مارتن سكورسيزي فيلم غومورا (Gomorrah) للمخرج ماتيو غاروني، والذي قالت عنه صحيفة بوسطن هيرالد إنه أفضل فيلم يرصد عالم العصابات تمّ تصويره على الإطلاق ، وهو فيلم مميّز، حقاً، فاز بالجائزة الكبرى في مهرجان كان السينمائي عام 2008، ورُشّح لنيل جائزة أوسكار، لكشفه أسرار الحقائق المفزعة للغومورا (المافيا)، ومدى سطوتها وتحكّمها بمجتمع مدينة نابولي.
وينقل لنا فيلم غومورا (Gomorrah) واقع الحياة اليومية المعاصرة لعائلات الجريمة المُنظّمة الإيطالية من الداخل، فهو يعكس مدى سطوتها وثرائها ودمويتها، وهي المفاهيم التي يتحتّم على سكان مقاطعتي نابولي و كازيرتا معايشتها يومياً، فواقعهم لا يتيح لهم أيّ خيار آخر، وهم مجبرون على الانصياع لقواعد هذا النظام الدموي للغومورا (المافيا)، ويحظى القليل منهم فقط بالتفكير بإمكانية عيش حياة طبيعية. ويطرح السيناريو العنيف للفيلم خمسة قصص متداخلة الأحداث والوقائع، تعيش في خضمّ هذا العالم القاسي بشكل سطحي، ولكن إحدى هذه القصص تتغلغل عميقاً في حقيقة هذا العالم.
تختتم عروض شهر أبريل يوم الأربعاء 24 أبريل بفيلم الكراهية (La Haine)، أحد أكثر الأفلام تميزاً، والذي يُصنّف من روائع السينما الفرنسية، فهو عمل مبدع، من تأليف وإخراج ماتيو كازافيتش، الذي أبهر عالم السينما بنظرة شجاعة ومزعزعة وغنية بالمشاهد الحيّة للصراعات العرقية والثقافية التي تشهدها ساحة المجتمع الفرنسي المعاصر.
يتناول الفيلم مسيرة أيام، أبطال الفيلم الثلاثة، بلا هدف في إحدى الضواحي بلا أية معالم أو أحاسيس، حيث يعكس كل من فنس (فنسنت كاسل) و هوبير (هوبير كوند) و سعيد (سعيد تغماوي) - اليهودي والأفريقي والعربي، تركيبة سكان فرنسا من المهاجرين، ويرصد مدى استيائهم الشديد لتهميشهم اجتماعياً واعتبارهم مواطنين من الدرجة الثانية، وهو الاستياء الذي يستعر ببطء على مدى مجريات الفيلم، ليصل إلى نقطة الغليان في النهاية.
يُذكر أن جميع العروض مجانية للجمهور، ويُتاح الدخول على أساس أولوية الحضور، حيث تستوعب دار العروض في بافيليون داون تاون 60 مشاهداً في كلّ عرض، ويجب على عشاق هذه الأفلام مراعاة المواعيد لضمان حجز مقاعدهم، والتمتع بمشاهدة مجموعة من أروع الإنتاجات السينمائية في عالم العصابات والجريمة المعاصرة.