سفير فرنسا بالقاهرة: نتفق مع مصر على التعامل مع السلوك الإيراني السلبي

عربي ودولي


أكد ستيفان روماتيه، السفير الفرنسي في القاهرة أن بلاده تتفق مع مصر في ضرورة التعامل مع السلوك الإيراني السلبي في سوريا واليمن، والتعامل مع المسألة المتعلقة بالصواريخ البالستية الإيرانية.

وقال السفير روماتيه إن المسألة الليبية أزمة كبرى، ليس فقط في المنطقة، ولكنها أزمة بالنسبة لمصر، موضحًا أن استمرار الفراغ السياسي في الساحة الليبية يؤثر على المصالح الأمنية لمصر وباقي دول الجوار ودول أوروبا.. وإلى نص الحوار:

ما هو تقييمك لمستوى العلاقات بين مصر وفرنسا خلال الفترة الأخيرة ؟
- مصر وفرنسا تتمتعان بعلاقات قوية، وبرزت خلال الشهور الأخيرة، والدليل على ذلك تبادل الزيارات بين البلدين على مختلف المستويات، وتركز استراتيجية فرنسا على بذل كافة الجهود الممكنة لمساندة ودعم استقرار مصر سواء على المستوى الداخلي أو الإقليمي والاقتصادي، وهناك رغبة قوية من جانب فرنسا لمساعدة مصر في الإصلاحات الاقتصادية التي تجريها مصر حاليا، وإن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ينتظر ترتيب زيارة قريبًا لمصر خلال الشهور المقبلة، وذلك لتلبية الدعوة المقدمة له من نظيره المصري عبد الفتاح السيسي، حيث هناك رغبة بين الرئيسيين لبناء المزيد في العلاقات السياسية.

ماذا عن مصير صفقة طائرات الرفال الموقعة بين مصر وفرنسا ؟
- إن الصفقة تسير على ما يرام، والتعاون المصري الفرنسي في مجال الدفاع يستمر بصورة كثيفة خلال الوقت الحالي، وعمليات تسليم الرفال مستمرة وفقًا للجدول الزمني المتفق عليه من قبل.

ماذا عن التعاون العسكري بين مصر وفرنسا لمحاربة الإرهاب؟
- فرنسا ومصر لديهما تعاون وثيق في مكافحة الإرهاب في ليبيا من أجل حماية الحدود الليبية ونتقاسم التحليلات والمعلومات الاستخباراتية حول الشأن الليبي، وهناك تعاون كبير للغاية بين الجانبين ولدينا تقارب في التعاون حول وجهات النظر تجاه ليبيا.

هل تتوافق سياسة مصر وفرنسا تجاه إيران وممارستها في المنطقة؟
- نحن نتفق مع مصر على أنه يتعين التعامل مع السلوك الإيراني السلبي في سوريا واليمن، والتعامل أيضًا مع المسألة المتعلقة بالصواريخ البالستية الإيرانية وهي أمور نتحدث فيها مع الجانب المصري، ونحن نتقاسم مع مصر نفس الأهداف فيما يتعلق بالملف الإيراني، ونعمل على منع السباق النووي في المنطقة، ونرى أن الاتفاق النووي الذي تم في 2015 كان أفضل صيغة ممكن تم التوصل لها من أجل منع والسيطرة على إجراءات إيران من تنمية هذه القدرات النووية العسكرية.

ننتقل للشأن الليبي..هل يمكن أن نرى رئيسًا جديدًا في ليبيا قبل نهاية العام ؟
-فرنسا والدول الأخرى المعنية بالأزمة تعتقد ذلك، ولكن كافة الدول التي شاركت في اجتماع باريس حول المسألة الليبية أخيرًا، بمشاركة مصر وكافة الأطراف الليبية وتم التصديق على إعلان سياسي صدر عن هذا المؤتمر وتم إقامة كافة الدول المشاركة في الاجتماع وكافة الاطراف الليبية المشاركة في هذا الإعلان والذي يتوقع أن يرسم جدول زمني لمواعيد الانتخابات الرئاسية والتشريعية في ليبيا قبل نهاية هذا العام.

وما هي خطورة الفراغ السياسي في الساحة الليبي وتأثيره على دول الجوار؟
-إن المسألة الليبية هي أزمة كبرى، واستمرار الفراغ السياسي في الساحة الليبية يؤثر على المصالح الأمنية لمصر، وبالنسبة لفرنسا فإن الأزمة الليبية تشكل أولوية قصوى، ونسعى لتفادي إعادة تشكيل المجموعات الإرهابية داخل المناطق الليبية بما يؤثر على أمن مصر وأمن فرنسا وأوروبا أيضًا، وليبيا تعد مركزًا لعبور المهاجرين غير الشرعيين مما يجعل الأزمة الليبية مسألة رئيسية بالنسبة لفرنسا وأوروبا لتأثير أزمة الهجرة غير الشرعية على ذلك، وهو ما يجعلها على رأس الملفات التي تناقشها فرنسا مع مصر.

ما هي رؤيتك لحل الأزمة السورية بعد التراجع عن مطلب تخلي الأسد عن السلطة ؟
-إن إرهاب تنظيم داعش لم يتم دحره بصورة تامة ونهائية في الأراضي السورية وإن تنامي الإرهاب مجددًا لاسيما في شرق البلاد ويجب أن نعمل على اقتلاع الإرهاب بصورة تامة من كافة الأراضي السورية، وبالنظر لأرض الواقع إن نظام الأسد فالمذابح التي ارتكبها والمآسي والكوارث التي تسبب فيها للشعب السوري وهذا النظام لا يزال موجودًا، وهناك عنصر ثالث في المسألة السورية حيث أصبحت الدولة السورية أكبر ساحة تمارس فيها دول عديدة نفوذها وهذا الأمر ينطبق على روسيا وإيران وتركيا، والأمل الوحيد لعلاج هذه المأساة السورية هو استعادة العملية السياسية.

ما هو موقف فرنسا مما يطلق عليه "صفقة القرن" لحل القضية الفلسطينية ؟
-إن موقف فرنسا لم يتغير منذ 30 عامًا وهو أنه لن يكون هناك اتفاق كامل للسلام لا يأخذ في الاعتبار تلبية المطلب الفلسطيني الرئيسي المتعلق بوجود دولة فلسطينية، ونرى أن أي اتفاق سلام يحرم الفلسطينيين من وجود دولة، لا يمكن أن يحقق الاستمرارية ولا يحقق السلام الدائم، وفرنسا كانت أول دولة غربية تعبر عن هذا الموقف وهو نفس موقف مصر.