الشيخ ' عرفة ' مصري منزوع الجنسية بواسطة أمن الدولة

أخبار مصر


الشيخ عرفة حسين عرفة الأُشله شيخ عجوز فارق العقد السابع من عمره لم يكن هناك شيئا يشغل حياته سوى تنظيف وتهيئة مسجد '' العزبة المدورة '' بقرية جمجرة الجديدة ببنها ورفع الأذان به للصلاة ذهابا وإيابا متكئا على عصاه .. الجميع في القرية يحبونه .. أصدقاؤه .. أقاربه .. جيرانه .. الأطفال الذي يحفظهم الشيخ القرآن.

شاء القدر أن يخرج من نفس الجامع الذي يصلي به الشيخ عرفه أعضاء من جماعة التبليغ والدعوة وتحديدا في عام 1991 الأمر الذي جعل ضباط مباحث أمن الدولة يقدمون على استدعائه للسؤال عن هؤلاء الأعضاء وتحركاتهم ويطلبون منه أن يكون مرشدا لأمن الدولة ضد أعضاء الجماعة بالمسجد وهو الشيخ الذي فارق السبعين من عمره.

لم يكن أمام الشيخ مفر إلا الرفض لتبدأ بعدها قصة مأساة يعيش ضحيتها أسرة مكونة من 27 فردا منذ 20 عاما حيث اتهم ضباط أمن الدولة الشيخ عرفه بأنه غير مصرى وأجبروه على التوقيع بأنه فلسطيني الجنسية وفصلوا أبناءه من وظائفهم ولم يكتف الضباط بهذا فحسب بل عذبوه حتى الموت.

المصيبة لم تكمن فى وفاة الشيخ العجوز فقط، ولكن الأخطر هو فصل ابنه عبد الكريم من عمله كضابط صف بالقوات المسلحة، وكان أحد أفراد الحرس الجمهورى، وبطلا للرماية، حيث تم إحالته للتقاعد لدواع أمنية، كما تم فصل أخيه الأكبر محمد الذى يعمل بإحدى شركات الكهرباء بشبرا الخيمة، وتحول إلى '' ماسح أحذية ''، وتم فصل شقيقه الأصغر عبد الرحمن من وظيفته بإحدى شركات البترول لعدم تمكنه من السفر إلى موقع العمل فى الصحراء لعدم حمله بطاقة شخصية.

وبسبب حزن زوجة خادم المسجد على زوجها وخوفها الدائم، على أولادها الذين تعرضوا للحبس والاعتقال عدة مرات على أيدى أجهزة الأمن فقدت الإبصار بإحدى عينيها.

لم تكن الشيخ عرفة بطلا لأحد الروايات بل قصة حقيقة يرويها ابن الشيخ ''عبد الكريم حسين عرفة '' 35 سنة .

يتابع عبدالكريم القصة للإعلامي جابر القرموطي في برنامج مانشيت عبر قناة '' أو تي في '' قائلا '' وبعد عدة أسابيع أبلغنا ضابط بمعتقل سجن أبو زعبل أن والدى محتجز هناك وحالته الصحية سيئة جدا، لأنه رجل عجوز تخطى الـ 75عاما علاوة على أنه كان مريضًا بالقلب، وعلى الفور توجهت والدتى وأخى الكبير محمد إلى السجن وقاما بزيارته مرة وحيدة وأبلغهما أنه يتعرض لأعتى أنواع التعذيب وأنه سوف يموت قريباً من شدة التعذيب، وفى اليوم التالى للزيارة أرسل إلينا مأمور قسم بنها أمين شرطة يطلب من أخى الحضور لاستلام جثة والدى ''.

ويستكمل عبد الكريم وفاة والدى كانت الفصل الأول من المأساة التى توالت توابعها بعد ذلك، عندما ذهبت إلى مباحث أمن الدولة وكنت أعمل وقتها فى الحرس الرئاسى أو الشخصى للرئيس مبارك وكنت تابعًا للقوات المسلحة، سألت ضابط أمن الدولة عن سبب تعذيب والدى حتى الموت فاعتدى عليا بالضرب ولم أتمالك نفسى وبادلته الاعتداء وتم تعصيب عينى ووضعى فى غرفة الحجز ولم أخرج من السجن إلا بعد23 يوما.

مضيفا أنه تم الضغط عليا ومحاربتى بكل الوسائل، إلى أن فوجئت بقرار فصلى من الخدمة بالقوات المسلحة بدعوى ''دواعى أمنية '' ومن وقتها وأتقاضى 27جنيها و20قرشًا مرتب فصلى بسبب الدواعى الأمنية.

وأضاف عندما حاولت عمل بطاقة رقم قومى فوجئت بأن والدى غير مصرى وفلسطينى الجنسية لأنه كتب على نفسه إقراراً فى أمن الدولة بأنه فلسطينى وذلك مغاير تماما للواقع، واتهمنى سامى خضير، رئيس الأحوال المدنية، أنا وأشقائى الخمسة بالتزوير وأن البطاقات التى نحملها مزورة لأن والدى فيها مصرى الجنسية.

وبعدها قمت برفع دعوى قضائية لأطالب بإثبات الجنسية المصرية لوالدى ولى أيضا بالتبعية، ومن يومها منذ 11 عاما ولم أستطع الحصول على ذلك الحكم، مما تسبب فى تدمير 27 فردًا هم قوام أسرة والدى حسين عرفة من أشقائى وأبنائهم، وفى النهاية منحنى القضاء الإدارى الجنسية عن طريق أن والدتى مصرية ولم يعترف بجنسية والدى وهو ما أرفضه، وذلك فى القضية رقم 381165 لسنة 59 ق، وذلك بتدخل مباشر من وزير الداخلية السابق حبيب العادلى، ومدير مصلحة السفر والهجرة والجنسية ومدير مصلحة الأحوال المدينة.

وقال تقدمت ببلاغ للنائب العام ضد وزير الداخلية السابق حبيب العادلى، ومدير مصلحة السفر والهجرة والجنسية ومدير مصلحة الأحوال المدينة، واتهمتهم باعتقال والدى وتعذيبه حتى الموت واتهامه بالباطل بأنه ليس مصريا والقبض على وأشقائى وتعذيبنا أكثر من مرة، وفصلى وأشقائى من وظائفنا وعملى بالقوات المسلحة، والتسبب فى فقد والدتى إبصارها من كثرة الحزن على والدى والخوف علينا.

من خلال كلمة الحكماء '' الحق قديم '' فهل تستجيب الداخلية لاستغاثة عبدالكريم عرفه ابن الشيخ وتعيد له حقه المسلوب منذ 20 عاما ?! .