واشنطن تدق طبول الحرب.. وبكين تتأهب للرد
دخلت الرسوم الأمريكية الجديدة، على واردات من الصين حيز التنفيذ، فجر الجمعة، ما ينذر باندلاع حرب تجارية بين واشنطن وبكين، رغم تخوّف الشركات والمستثمرين من العواقب الوخيمة والتداعيات الخطيرة لمثل هذا النزاع.
وتفرض الولايات المتحدة تعرفات بنسبة 25 بالمئة، على ما قيمته من 34 مليار دولار من المعدات والإلكترونيات والأجهزة المتطورة المصنّعة في الصين ومن بينها سيارات، وفق ما نقلت "فرانس برس".
ومن المتوقع أن ترد بكين بإجراءات مماثلة، إذ تخطط الصين لفرض رسوم جمركية على مئات السلع الأمريكية تستهدف بعض أهم الصادرات في البلاد ومنها فول الصويا والقطن، مما يهدد المزارعين الأميركيين في الولايات التي دعمت ترامب مثل تكساس وأيوا.
وفي أحدث مؤشر على تأثير الرسوم على التجارة، غيرت سفينة تحمل فحما أميركيا وجهتها من الصين إلى سنغافورة الأربعاء.
حذرت منظمة التجارة العالمية في وقت سابق من أن الحواجز التجارية التي أقامتها اقتصادات كبرى قد تعرض التعافي الاقتصادي العالمي للخطر، وأن آثار هذه الحواجز بدأت تظهر بالفعل.
وزادت التوترات بعد منع محكمة صينية مؤقتا شركة "مايكرون تكنولوجي" الأميركية من بيع منتجاتها من أشباه الموصلات في أكبر سوق عالمية للرقائق بدعوى انتهاك براءات الاختراع الخاصة بشركة "يونايتد مايكرو إلكترونيكس كورب" التايوانية.
وصرح دبلوماسي غربي كبير لـ"رويترز" بأنه لا توجد مؤشرات على إجراء أي محادثات في الوقت الراهن بين الصين وأميركا ولا حتى عبر قنوات سرية.
وقال المصدر إن الصين عجزت عن تبديد مخاوف إدارة ترامب بشأن السياسات التجارية الصينية، على الأقل في خمسة مجالات رئيسية، تشمل النقل الإجباري للتكنولوجيا وطاقة الإنتاج الصناعي الفائضة بالصين والدعم الحكومي وإصلاح الشركات الصينية المملوكة للدولة والقيود التي تفرضها بكين في قطاع الحوسبة السحابية.
وكانت الصين قالت إنها لن "تطلق الرصاصة الأولى"، لكن الجمارك الصينية أوضحت الخميس أن الرسوم الجمركية الصينية على سلع أميركية ستطبق فور بدء تطبيق الرسوم الأميركية على السلع الصينية.
وحذر المتحدث باسم وزارة التجارة الصينية قاو فنغ في مؤتمر صحفي أسبوعي من أن الرسوم الأميركية ستضر سلاسل الإمداد العالمية التي تشمل الشركات الأجنبية في ثاني أكبر اقتصاد بالعالم.
وقال قاو: "إذا طبقت الولايات المتحدة الرسوم الجمركية، فإنها ستفرض في الواقع رسوما على شركات من جميع البلدان".
وأضاف: "الإجراءات الأميركية تهاجم بشكل أساسي سلاسل الإمداد والقيمة العالمية. ببساطة، تفتح الولايات المتحدة النار على العالم بأسره بما في ذلك هي نفسها".
وتابع: "لن ترضخ الصين للتهديدات والابتزاز، ولن تتراجع عن عزمها الدفاع عن التجارة العالمية والنظام المتعدد الأطراف".