منال لاشين تكتب: ارجع يا طارق
الاستقلال خط أحمر
يبدو أن قطاع البنوك لن يعرف الهدوء لمدة قادمة، بعد أن أعاد اجتماع محافظ البنك المركزى طارق عامر مع مديرى المخاطر بالبنوك مخاوف وغضب رؤساء البنوك من قانون طارق عامر الجديد.
ففى خلال اجتماع طارق عامر مع مديرى إدارة المخاطر قال لهم بالحرف الواحد: لا تسمعوا كلام رؤسائكم.. ومش أى كلام يقوله رؤساؤكم تنفذوه.واعتبر معظم رؤساء البنوك ما حدث من المحافظ وكلامه إهانة لرؤساء البنوك، ويضعف مراكزهم أمام مرؤسيهم. فى حين رأى عدد قليل من رؤساء البنوك أن طارق عامر لم يقصد المعنى الحرفى لكلامه، وأنه كان يقصد تقوية موقف مديرى إدارات المخاطر لكى يكون قرارهم من واقع عملهم فقط. ولكن يظل هذا التفسير البرئ محدودا جدا بين رؤساء البنوك.
بل إن الكثير من رؤساء البنوك اعتبر ما قاله طارق عامر مقدمة أو تمهيدا لإقرار قانون طارق عامر. ومشروع القانون أو بالأحرى بعض مواده تشمل تهميشا لسلطات رؤساء البنوك على نحو مرفوض من وجهة نظر الكثير من رؤساء البنوك.
من ناحية أخرى، يرى بعض رؤساء البنوك أن المركزى أو بالأحرى المحافظ لا يفرق بين الرقابة على البنوك وبين إدارة البنوك، فالرقابة على البنوك هى واجب أساسى للبنك المركزى على البنوك، ولكن هذه الرقابة لا تعنى بالطبع أن يتخطى المركزى هذا الدور ويتدخل فى إدارة البنوك.
وأعتقد أن حدود الرقابة والإدارة أو الرقابة والتدخل معروفة منذ عشرات السنوات فنحن لدينا جهاز مصرفى راسخ قام مهندس الإصلاح الدكتور فاروق العقدة بوضع أسس الإصلاح له وقام بالتطوير الأساسى، وحافظ على الخيط الرفيع بين الرقابة والتدخل حفاظا على استقلالية البنوك.
من الأسباب الأخرى لغضب بعض رؤساء البنوك هى كثرة التعليمات الشفهية التى يصدرها المركزى أو المحافظ ويتم إبلاغها لرؤساء البنوك هاتفيا ثم التراجع عن هذه التعليمات أو القرارات، وخير مثال على ذلك التعليمات بوقف الاقتراض بضمان الأوراق المالية ثم التراجع عن القرار، ولم أتورط فى الشائعات التى أحاطت بهذا القرار.
ومن باب حبى وخوفى على القطاع المصرفى - الشريان الرئيسى للاقتصاد المصرى وحائط الصد للاقتصاد وللأمن القومى - من هذا المنطلق أتمنى أن يجتمع محافظ البنك المركزى طارق عامر برؤساء البنوك لتصفية الأجواء المصرفية.
ارجع يا طارق من فضلك ولا تتعدى الخط الأحمر بين الرقابة والتدخل فى البنوك، فاستقلالية البنوك خط أحمر.