بالوثائق.. مخابرات قطر تشارك في العمليات المسلحة بالجنوب الليبي
نشر موقع "24" وثائق إدانة المخابرات القطرية، وتكوينها لأكثر من 10 ألوية تعمل داخل الأراضي الليبيبة وتدخل في مواجهات مسلحة مضد الجيش الوطني الليبي بقيادة اللواء خليفة حفتر.
وأشارت مصادر عسكرية ليبية لـ 24، أن أجهزة الأمن الليبيي عثرت على وثائق تدين المخابرات القطرية ورجالها، وتكشف مشاركتهم بشكل فعلي في المواجهات المسلحة التي يخوضها الجيش الوطني الليبيي خلال السنوات الأخيرة.
وأضافت المصادر العسكرية، أن القوات المسلحة الليبية لن تقف عند تحرير درنة، وأنها ستتجه نحو الجنوب الليبي، وتحرير سبها ومصراتة، وأنها لن تقف عن مدينة بعينها حتى يتم تحرير ليبيا بالكامل لضمان وحدتها بشكل، وأن الهدف الأساسي هو الحفاظ على الوحدة الترابية لليبيا، والقضاء على كل أشكال الإرهاب فى الغرب والشرق والجنوب وكل الأماكن.
وأفادت المصادر العسكرية أن الجنوب الليبيي يتمركز فيه حاليا عناصر تنتمي إلى عدة كتائب متطرفة أهمها بقايا ما يعرف بــ"مجلس شورى بنغازي وإجدابيا"، إضافة إلى عناصر من تنظيم "القاعدة"، بالجنوب بقيادة أحمد عبدالجليل الحسناوي، والتي تحصل على الدعم والسلاح من ما يعرف بالمجلس العسكري لثوار مصراتة، التابع لجماعة الإخوان.
ونوهت المصادر، أن قيادات جماعة الإخوان مثل عبدالحكيم بلحاج وخالد الشريف وإسماعيل الصلابي وعبدالوهاب القايد، تولت مسؤولية الاتفاق والتنسيق وحصلت على دعم المعارضة التشادية مقابل 50 مليون دولار.
وأكدت المصادر، أن قناة البنأ التي تبث من تركيا، وتعود ملكيتها لعبد الحكيم بالحاج توفر الدعم المالي والغطاء الإعلامي للتنظيمات التكفيرية المسلحة في الجنوب الليبي، كما أنها تطلق على ميليشيات المعارضة التشادية بــ "ثوار الجنوب" في غالبية تحليلاتها المرئية.
وأضافت المصادر، أنه عقب نجاح الجيش الوطني في هزيمة مجلسي شورى "ثوار بنغازي وأجدابيا" و"مجاهدي درنة"، وطردهم في اتجاه الجنوب، دفعت قطر بعدد من ضباطها لمدينة الجفرة، وأنشأوا "سرايا الدفاع عن بنغازي"، وهي الميليشيات التي شاركت في محاولة احتلال منطقة الهلال النفطي، وفي كافة العمليات التي استهدفت بث الفوضى وإفشال الاستقرار الذي يحاول الجيش الوطني فرضه بالجنوب.
وبحسب المصادر، فإن الجيش الوطني عند اقتحامه مواقع تابعة لـ"داعش" شمال بنغازي، عثر على أجهزة اتصال تحمل أرقاماً قطرية، وصناديق أسلحة وذخيرة ووثائق تؤكد ورودها من قطر، وبجوارها الصناديق التي تم تهريبها داخلها، تحمل شعار الهلال الأحمر القطري، لأنها كانت مرسلة باعتبارها مساعدات إنسانية.
وأشارت المصادر، أنه عقب الغارات الجوية المصرية على مواقع التنظيمات الإرهابية شرق وجنوب ليبيا في مايو 2017، عقدت عناصر من المخابرات القطرية اجتماعاً بمصراتة ضم ممثلين عن الإخوان، والجماعة المقاتلة، و"أنصار بيت المقدس"، وممثلاً للمخابرات التركية، لوضع ما يسمى بـ"بنك الأهداف" المصرية، والتخطيط للتعامل معها.
وأكدت المصادر، أنه خلال تقدم الجيش الوطني الليبي في المدينة عثر على وثائق عديدة تثبت تحالف تنظيم القاعدة وجماعة الإخوان في درنة، كما عثر الجيش على كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر القطرية داخل منزل رئيس التنظيم عطية الشاعري، بما يؤكد الدور التخريبى الذي لعبته قطر في درنة قبل أن تعود أخيراً إلى أحضان الوطن.
ويري محللون أن مهمة الجيش الوطني الليبي في الفترة المقبلة ستكون تحرير الجنوب الليبي من الجماعات المسلحة والتنظيمات الإرهابية، حيث تمثل هذه المنطقة الملاذ القادم للهاربين من المعارك ضد القوات الليبية، نظرا لطبيعتها الصحراوية الوعرة والشاسعة والمترامية الأطراف، والتي تتزامن مع هشاشة أمنية تسمح للعناصر الإرهابية بإتخاذها نقطة تجمع جديدة.
كما أن اتجاه الجيش الليبي نحو الجنوب، لن يكون مفاجئا، فقد سبق أن اتخذ خطوات على الأرض في هذا الأمر، ففي مارس 2018، أعلن عن عملية جوية، لفرض القانون والمجابهة الشاملة للإرهاب والعمليات الإجرامية والعصابات المسلحة، بخلاف عصابات الأجانب الموجودة جنوبي البلاد مثل العصابات التشادية، فانفلات الجنوب من قبضة الجيش يمثل خطورة على ليبيا مثل درنة، فسبق أن نفذ هجوما دمويا في مايو 2017، على قاعدة "براك الشاطىء" قتل فيها 74 جنديا من الجيش الوطني وأصيب 18 آخرون.
و أكد مدير المركز الليبى للإعلام وحرية التعبير، إبراهيم بلقاسم، في تصريحات إعلامية، أن مهمة الجيش الوطني في الفترة المقبلة هو تحرير الجنوب الليبي من الجماعات المسلحة والتنظيمات الإرهابية، وأن هذه العملية ستكون بتنسيق دولي وإقليمي أكبر خصوصا بعد عزم فرنسا بدء عملية حماية ساحل الشمال الإفريقي الذي سيكون بمثابة تحصين أوروبا من الجماعات الإرهابية وفي نفس الوقت تخلص ليبيا من تلك المجموعات المتطرفة.
وكشف بلقاسم عن أنه بدأ الآن التنسيق الدولي سواء مع الدول بعينها كفرنسا وإيطاليا التي لم تحدد موقفها من دعم تجار الهجرة غير الشرعية المتحالفين مع الإرهابين، أو على مستوى أعلى كتنسيق مع غرفة الأفريكوم بخصوص حماية جنوب ليبيا، وأنه بالفعل الأفريكوم تقوم بعمليات نوعية في ضرب قادة الإرهاب في وسط وجنوب ليبيا، وآخرها كان أبومسلم الذي استهدف في منطقة أشميخ بالقرب من مدينة بني وليد.
كان الجيش الليبي، أعلن تحرير مدينة درنة من قبضة الجماعات الإرهابية، في 28 يوينو الماضي، بعد نحو شهرين من المواجهات المسلحة والتي انطلقت في 7 من مايو الماضي، أمام ما يعرف بـ"مجلس شورى درنة المُنحل" التابع لتنظيم "القاعدة" الإرهابي، لينهي بذلك أزمة إحدى أهم المدن التي شكلت مصدر دعم وإمداد رئيسي خاصة بالأسلحة والأفراد للجماعات الموجودة في ليبيا وذلك لطبيعتها الساحلية وامتلاكها موانئ مهمة على البحر المتوسط بخلاف طبيعتها الجبلية، مما جعلها ليس مصدر تهديد لوحدة ليبيا واستقرارها فقط وإنما لدول المنطقة عموما.
وتعتبر درنة منطقة تجمع للعديد من التنظيمات المسلحة المحسوبة على القاعدة، مثل تنظيم "مجلس شورى مجاهدي درنة"، الذي تأسس في ديسمبر 2014 بعد إطلاق الجيش الليبي عملية "الكرامة"، لتنضم إليه تنظيمات أخرى مثل "أنصار الشريعة"، وكتيبة "البتار"، وعناصر من "الجماعة الإسلامية المقاتلة".
ويرى محللون أن تحرير درنة يمثل نهاية الإرهاب في ليبيا، حيث لم يعد للجماعات الإرهابية في ليبيا ملاذ الآن في البلاد بعد خسارتها في درنة، خاصة في المناطق التي يسيطر عليها الجيش الليبي.