38 عاما على الأسفلت.. رحلة كفاح "أم وليد" من أجل أبنائها
عندما لاحت خيوط الفجر في الأفق تنهض على عجل كي تنهي إلتزامات أسرتها، حتى يستيقظ نجلها الأكبر ويحضر "التاكسي" الخاص بهم أسفل المنزل ويقوم بغسله، وبعد انتهائه من تنظيفه واحتساء كوب الشاي المفضل لها تتوكل على الله، وتبدأ رحلتها من منطقة شبرا إلى عدة خطوط حتى تعود في الثامنة مساء.
حبها لقيادة السيارات
سهل على "أم وليد" اختيار طريقها بعد وفاة زوجها، فتعلمتها وأخرجت وحصلت
على رخصة القيادة عام 1979، وبعدها قدمت في بنك ناصر، وحصلت على سيارة اتخذتها كـ
"تاكسي" عام 1980 "ومن وقتها ماشية الأمور معايا كويسة.. وأهي وظيفة
مثل اي وظيفة في العالم".
تعرضت المرأة الستينية،
لمواقف عصيبة ومحرجة كأول سائقة تاكسي في مصر"الزبون كان بيتفاجىء في البداية
وكان بيعتذر أنه وقفني ويفتكر إنه مش تاكسي لكن بعد كده كان بيركب ويشجعني.. وخلاص الأمر
بقى بسيط ومابقاش في مهنة مقتصرة على الرجال فقط ومهنتي دي زي الدكتورة والمهندسة هم
اتعلموا في المدارس وأنا اتعلمت مهنة"، تقولها "أم وليد" التي لازالت
تعمل منذ 38 عامًا بدون انقطاع يومًا واحدًا عن المهنة التي اختارتها، خاصة أنها لم
تستكمل دراستها ولم تمتلك أي شهادة للعمل بها.
وتلتزم "أم
وليد"، بالعداد منعا للمناوشات بينها وبين الزبائن، أما عند ذهابها إلى المرور
لتجديد الرخصة تجد المعاملة الجيدة من العاملين به، وعند حدوث أي عطل في سيارتها اثناء
طريقها تستقبل كثير من المساعدات من الجميع، وهذا يدل على ان المجتمع لم ينفر من عمل
المرأة في جميع المهن"طاما شريفة ليه لا.. وايه يخلي الست تستنى ولادها يصرفوا
عليها ولا حد يساعدها.. ده غير أن بيخلي المرأة قوية وتقدر تتحمل أي شىء وتعرف تربي
رجاله".
في منتصف الرحلة
تجلس أقدم سائقة تاكسي في مصر، على إحدى الأرصفة تشرب كوب من الشاي أو القهوه وتتناول
فطارها، ومن ثم تستكمل رحلتها حتى الساعة الثامنة مساء، لتعود إلى منزلها وقضاء حاجة
ابنائها، موجهةة رسالة إلى السيدات العاملات "لا يهمك كلام الناس ولا قيود المجتمع،
واعملي العمل الشريف فأنه أفضل من التسول ومضايقه الناس".