"أحمد السقعي".. قصة بياع شاي أصبح أحد رواد الأعمال في الشرقية
شتان الفارق بين من يُحمل الظروف أعباء حياته وعثرته ويجعلها شماعة يُعلق عليها أسباب فشله المستمر، وبين من يجعل من إرادته سلاحًا أقوى من كل الظروف حتى يتحاكى الجميع بقصة كفاحه ونجاح ويجعلون منه مثالًا يُحتذى به، وهو ما حدث مع "أحمد السقعي" أحد اشهر رجال الأعمال الشباب بمدينة العاشر من رمضان، والذي بدأ طريق نجاحه من رحم اليأس وشدة الظروف.
انتقلت عدسة "الفجر" إلى مدينة العاشر من رمضان بمحافظة الشرقية، حيث مقر وشركة عصائر "السقعي"، والذي استقبل مُحرر "الفجر" بعبارة حاول أن تكون موجزة لرحلته: "اشتغلت تباع وبياع شاي وملابس وأنا عمري 7 سنين بسبب الظروف وقتها، ومبتكسفش إني أقول كدا، بالعكس بفتخر لأن دا سبب في اللي أنا وصلتله دلوقتي".
وأضاف أحمد عنتر مهدي السيد الشهير بـ"أحمد السقعي" 30 عامًا، أنه منذ ميلاده بقرية "أنشاص الرمل" التابعة لمركز بلبيس، وما أن بلغ عامه السابع وتوفي والده، حتى بدأ رحلة البحث عن ذاته وتحقيق طموحات لم يكن يُدركها وقتها: "كنت ببيع ملابس في الشوارع، ولفترات كبيرة كنت تباع على عربية، وبعدها بقيت شغال أعمل شاي وسندوتشات لعمال المصانع، وفضلت على الحال دا لحد لما خلصت دبلوم تجارة".
الحصول على الدبلوم كان بمثابة نقطة التحول في حياة الرجل، والذي على ما يبدو أن الحياة أخيرًا ستبتسم في وجهه: " اشتغلت مع صاحب محل عصير في العاشر من رمضان، وكان اسم المحل السقعي، والرجل بصراحة كان بيعزني جدًا ولما لقاني ملتزم وحابب الشغل بقي مش عايز يسبني خالص وعرض عليا أدخل شريك معاه، قولتله إني مش معايا غير مرتبي وجمعية كانت بـ 5 آلاف جنيه، لكنه وافق إني أبقى شريكه".
وكأن باب السعادة فُتح لأحمد بعد عناء سنوات وسنوات؛ إذ فوجيء في أحد الأيام بصاحب المحل يعرض نصيبه للبيع: "كان عايز حد يشتري نصيبه وبصراحة وقتها الحمد لله ربنا كان كارمني ومعايا فلوس تخليني أشتريه منه، وهو وافق وقتها وباع لي نصيبه وبقى المحل كله بتاعي، وبعدها بقيت أشتغل ليل ونهار علشان المحل يكبر، وبعد ما كنا بنعمل نوعين عصير بس بدأت أدخل أنواع تانية".
التغيرات الجديدة التي طرأت على أنواع العصير بالمحل لم يحصد منها الرجل سوى الخسارة في البداية: "كنت بخسر في الأول ولمدة سنتين كنت بحط فلوس من جيبي علشان المحل يفضل شغال، وكنت وقتها بشتغل على موتوسيكل علشان يبقي معايا فلوس وأجدد في المحل، لكن بعد فترة دخلت الجيش لمدة سنتين، وخلال الفترة دي حال المحل اتأثر كتير على ما خلصت الجيش".
"فضلت مستحمل الوضع والحمد لله بالعزيمة والإصرار قدرت أوقفه تاني وأدخل أنواع جديدة كل فترة لغاية ما بقى من أشهر المحلات في المدينة كلها"، يوضح الرجل أسباب عدم تغيير اسم المحل بعد شهرته: "سيبت المحل زي ما هو بالاسم القديم وفاء للرجل اللي اشتغلت معاه ووقف معايا وكان سبب في فضل ربنا عليا".
واستطرد: "بعدها ربنا كرمني واتجوزت وخلفت ولدين كان وشهم حلو عليا، وفكرت في مصنع يعمل عصاير فريش ويوزع على الكافيهات ويخدم على محل العصير بتاعي، والحمد لله عملت المصنع باسم "السقعي" برده، والحمد لله اللي وصلت له إن محلي والشركة يحققوا الشهرة دي دا في حد ذاته نجاح، ولسة إن شاء الله اللي جاي أفضل بكتير".
ووجه السقعي رسالة لكل الشباب في مُقتبل حياتهم العملية، قائلًا: "في بدايتي مكنتش أملك غير العزيمة والإصرار علشان أحقق حلمي، ويمكن فشلت أكتر من مرة لكن قررت إني مسيبش الظروف تهزمني ومهما كانت صعبة دايمًا أفضل فاكر حلمي لغاية ما ربنا يكرمني وأحققه.. مهما كانت الصعوبات والفشل والإفلاس، اصبروا واشتغلوا وأهم حاجة الإرادة وتوفيق ربنا".