البرغوثي: صفقة القرن أوهام ولا تقل خطورة عن اتفاق أوسلو
قال الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، مصطفى البرغوثي، إن صفقة القرن "أوهام" يحاول أصحابها الترويج لها، مؤكدًا أنها تستهدف أولا إحباط الشعب الفلسطيني وقياداته، ونشر اليأس في صفوفهم.
واكد البرغوثي في تصريح له اليوم الإثنين، أن المروجين لتلك الصفقة يستهدفون شل قدرة الشعب الفلسطيني على مواجهة ما يُخطط له من تصفية لحقوقهم.
وشدد على أن "الفلسطينيين هم الوحيدون الذين يملكون مفتاح نجاح أو فشل صفقة القرن، وبدونهم لا وجود لصفقة أصلًا، بل ستبقى مجرد مشروع ليكودي من جانب واحد فاقد للشرعية، وعاجز عن التنفيذ".
وأضاف: "كل ما تسرب ونشر من فريق الصفقة يؤكد أمرًا واحدًا وهو أنها مشروع لتصفية حقوق الشعب الفلسطيني لصالح رؤية نتنياهو وحكومته الصهيونية المتطرفة".
ونوه إلى أن بعض عناصرها تستهدف "تهويد وضم القدس وحرمان الفلسطينيين من حقهم فيها كعاصمة لدولتهم، والمحاولة السخيفة لاستبدالها ببلدات كأبو ديس أو العيزرية، إلى جانب تصفية حق العودة بدءًا بحل وتصفية وكالة الغوث الدولية".
وأردف: "تقوم أيضًا على تحويل فكرة الدولة الفلسطينية المستقلة إلى مجرد سجن محاصر في غزة، ومعازل وجيتوات مجزأة إلى 224 جزيرة في 35 في المائة فقط من الضفة الغربية، مجزأة بمئات الحواجز والمستوطنات والجدار".
ولفت أمين عام المبادرة الوطنية، النظر إلى أن صفقة القرن تُشرعن ضم المستوطنات وما لا يقل عن 62 في المائة من الضفة الغربية لإسرائيل، وهو ما يجعل فكرة الدولة المستقلة مجرد كيان إداري هزيل ومجزأ، بلا سيادة، وخاضع للهيمنة الإسرائيلية".
وبيّن مصطفى البرغوثي، أن صفقة القرن تُحاول إقناع قطاع غزة بأنه من العبث مقاومة المخططات الإسرائيلية، والأفضل الاستسلام لصفقة القرن، التي ستحول القطاع إلى سنغافورة جديدة".
ونوه إلى أن فكرة تحويل غزة إلى سنغافورة جديدة "تم الترويج لها سابقًا بعد توقيع اتفاق أوسلو، وكانت النتيجة ما نراه اليوم من دمار للقطاع، وتلويث للمياه والتربة، واعتداءات متكررة أودت بحياة الآلاف".
وصرّح البرغوثي، بأن مستشار الرئيس الامريكي وصهره، جاريد كوشنير، يُروج للحل الاقتصادي كبديل للحل السياسي، مؤكدًا: "يريد كوشنير أن يقدم الفلسطينيون مزيدًا من التنازلات، بعد التنازل عن 78 في المائة من وطنهم وفق أوسلو، وعن نصف ما قررته الأمم المتحدة دولة لهم".
واستطرد: "مقابل كل تلك التنازلات يُقدم كوشنير وعود وهمية باستثمارات لن تدفع الولايات المتحدة أو إسرائيل سنتًا واحدًا بل يجب أن تأتي من الدول العربية مقابل تطبيع كامل مع تل أبيب على حساب القضية الفلسطينية وتصفيتها".
واستدرك مصطفى البرغوثي: "خُدع الكثيرون قبل سنوات بأوهام اتفاق أوسلو، وبالسلام الذي ستجلبه المفاوضات، والنتيجة الوحيدة الحقيقية الملموسة لكل ما جرى هي ما نعيشه اليوم من حصار، وتنكيل، وقمع، وسجون، واستيطان واحتلال تحول الى أسوأ منظومة أبارتهايد في التاريخ البشري الحديث".