في الجم: أوبرا "عايدة" تبعث من جديد

تونس 365



بعد سلسلة ماراطونية من التمارين المشتركة بين كورال "لوليو الترابنية للموسيقى" ومسرح أوبرا تونس، رأى العمل الموسيقي الضخم "أوبرا عايدة" النور أخيرا، إذ تمّ تقديم عرضه الأول بالمسرح الروماني بالجم الليلة الماضية.

وحضر العمل رئيس مجلس نواب الشعب محمد الناصر وهو مؤسس المهرجان الدولي للموسيقى السمفونية بالجم، ووزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين وكذلك سفير الجمهورية الإيطالية المعتمد بتونس "لورونزو فانارا"، إلى جانب جمهور غفير من تونس ومن جنسيات إيطالية وفرنسية.

و"أوبرا عايدة" هو في الأصل عمل للموسيقار الإيطالي "جوزيبي فيردي" استلهمه من التاريخ القديم لمصر الفرعونية، وتحكي قصة حب نشأت بين الأسيرة الأثيوبية "عايدة" و"راداميس" قائد الجيش المصري، الذي حكم عليه فرعون مصر بالإعدام بعد أن ثبتت عليه محاولته للهرب مع عايدة إلى بلدها.

وقد أعاد تنفيذ هذا العمل كورال "لوليو الترابنية للموسيقى" بالشراكة مع مسرح أوبرا تونس، بمشاركة حوالي 250 عنصرا بين مغنيي أوبرا وعازفين وكورال يمثلون المجموعة الموسيقية الإيطالية وكذلك الأوركستر السمفوني التونسي وأوركسترا أوبرا تونس وبالي تونس.

وتألّف العمل من 4 فصول كبرى استغرقت مدّة عرضها ساعتين ونصف. وقد صاحبت معزوفات الموسيقى الكلاسيكية حوار بين الشخصيات المجسّدة لقصّة الحب التي جمعت "عايدة" بـ "راداميس"، وهذا الحوار الدائر بين الشخصيات كان بمثابة أصوات أوبرالية لكلّ من السوبرانو "ألبارولا" التي تقمصت شخصية "عايدة" وميزو سوبرانو "دانييلا دياكوفا" التي جسّدت شخصية "آمناريس" ابنة حاكم مصر، حيث تقمص التينور "داريو برولا" شخصية "راداميس" والباص "أنريكو رينالدو" في دور حاكم مصر.

أما المشاركة التونسية فانحصرت في المشاهد الكوريغرافية وكذلك في مشاركة الفرقة الإيطالية العزف. والمعزوفات في "أوبرا عايدة" هي ملحمة موسيقية تراجيدية تدعو إلى الحب كقيمة إنسانية كونية لإحلال السلام في العالم وتجنّب الحروب وإراقة الدماء.

ولاكتمال العناصر الفرجوية في "أوبرا عايدة"، تمّ تصميم ديكور وملابس خاصّة بهذا العمل من قبل مصممين تونسيين وإيطاليين، وهو ما أضفى على العرض واقعية أكبر ساعدها في ذلك مكان العرض وهو المسرح الروماني بالجم، الامر الذي ساعد الجمهور على متابعة مختلف تفاصيل العرض دون كلل أو ملل.

سبق عرض "أوبرا عايدة" عزف ألحان النشيدين الوطنيين التونسي والإيطالي، ثمّ استهلّت المجموعة الموسيقية في تصوير ملاحم معركة دارت بين الجيشين المصري والأثيوبي، انتهت بانتصار الفراعنة واعتقال أسرى من ضمنهم ملك أثيوبيا.

و"أوبرا عايدة" هي صراع بين الواجب والعاطفة تمّ تجسيدها في أربعة فصول لتروي صراع الأسيرة الأثيوبية "عايدة" بين حبها للقائد المصرى "راداميس" وواجبها نحو وطنها من ناحية، ومواجهة " أمنيريس" إبنة الحاكم التي تقاسمها حب "راداميس"، من ناحية أخرى.

وتمّ تقديم "أوبرا عايدة" للمرّة الأولى سنة 1871 على مسرح دار الأوبرا القديمة "الخديوي". أما في أوروبا فقد عرضت للمرّة الأولى على مسرح "لاسكالا" في إيطاليا في شهر فيفري من سنة 1872.

تجدر الإشارة إلى أن هذا العمل سيتم تقديمه في عرض ثانٍ، وذلك يوم 5 جويلية بالمسرح الأثري بقرطاج.