الفن والسينما أبرز هواياته.. الجانب السري لحياة رأفت الهجان
تحت ستار شركة سياحية داخل إسرائيل، تجسس وأمد مصر، بمعلومات خطيرة ومهمة، حسب تكليفات المخابرات المصرية، تلازمه عدة صفات، فهو البطل القومي، الذي استطاع بخداعه الانخراط في المجتمع الإسرائيلي، ويقضى بها قرابة الـ 17 عام، إنه رأفت الهجان المولود في مثل هذا اليوم 1 يوليو من عام 1927م.
بداياته
رأفت الهجان هو الاسم
الحركي للمواطن المصري رفعت على سليمان الجمال المولود 1 يوليو عام 1927م، في مدينة
دمياط، لأب يعمل تاجرًا لبيع الفحم بالجملة وكانت أمه من عائلة راقية تتحدث الفرنسية
والإنجليزية حيث أنها تربت في مدارس خاصة.
وبعد وفاة والده اعتنى بيه أخوه سامي الذي
كان يعمل مدرس للغة الإنجليزية لأخوة الملكة فريدة وكان يتمتع بمكانة اجتماعية مرموقة.
فشله الدراسي
أسرة "الهجان"،
انتقلت للعيش بالقاهرة والتحق رفعت بمدرسة التجارة المتوسطة في عمر 14 عام، بناءًا
على ضغط الأسرة حيث رأت أنه لم ينجح في التعليم الجامعي.
وفي المدرسة انبهر
بالبريطانيين وكانت يتحدث الإنجليزية باللهجة البريطانية، كان طالبًا مستهترًا لا يهتم
بالدراسة.
فشله العملي
"الهجان"
كان يهوى السينما والتمثيل حتى شارك في ثلاثة أفلام أبرزهم فيلم "أحبك أنت"
للفنانة سامية جمال، وكانت أدواره لا تتعدى دور الكومبارس الراقص.
ولم يحالف
"الهجان" الحظ، في التمثيل، ولذلك ألحقه أخوه بمدرسة التجارة وتخرج في
١٩٤٦م، وبدأ العمل في شركة بترول في رأس غارب، ولكن لا يستطيع المواظبة على انضباط
العمل، فيُفصل من وظيفته، وينتقل للإسكندرية، وهناك يخالط يونانيين ويهود وفرنساويين،
ويتقن اللكنة الفرنسية كأهلها، ويعمل على مركب شحن، ليغادر البلاد لأول مرة إلى ''نابولي
ومارسيليا''.
مزور
''على
مصطفى، اليهودي السويسري شارلز دينون، العسكري الإنجليزي دانيال كالدوين''، تلك أسماء
جوازات سفر مزورة استخدمها ''الهجان' للفرار من الملاحقة الأمنية، بعد تورطه في ''مقامرات
فاشلة''، إلا أن أمره يكتشف ويعود مرحلًا إلى مصر، ويمنع من دخول بعض الموانئ بعد النصب
على البحارة والمسافرين، وأثناء عرضه على النيابة في مصر، لفت نظر أحد الضباط العاملين
بالمخابرات، ورأى فيه القدرة على خداع الآخرين في الوصول لشخصيته الحقيقية وتتم زراعته
في إسرائيل، للعمل كمخابراتي.
العميل
"313"
تبدأ رحلة ''الهجان"
التي استمرت 17 عامًا داخل تل أبيب، عام 1965م، حاملًا كود ''العميل 313''، ومشتهرًا
باسم ''جاك بيتون''، واستطاع بخداعه الانخراط في المجتمع الإسرائيلي بعد فترة تدريب
هنا في مصر ومخالطة الرعاية اليهود بالإسكندرية، والعمل بشركة مملوكة لثري يهودي، يستطيع
''الهجان'' بعدها السفر وفتح شركة سياحية تبدأ صغيرة وتكبر شيئا فشيئا، حتى يكون أحد
رجال المجتمع بتل أبيب، وصديقًا مقربًا لـ''موشي ديان،وزير الدفاع آنذاك، عزرا فايسمان،
وجولدا مائير''، رئيسة الوزراء آنذاك.
جاسوس
مصري
عمل "الهجان"،
لسنوات طويلة بالتجسس وإمداد جهاز المخابرات المصري بمعلومات مهمة تحت ستار شركة سياحية
داخل إسرائيل، وزود بلاده بمعلومات خطيرة، كما كان له دور بارز في الإعداد لحرب أكتوبر
سنة 1973 بعد أن زود مصر بتفاصيل عن خط برليف.
وتمكن "الهجان"
من إقامة مصالح تجارية واسعة وناجحة أثناء تواجده في إسرائيل، وأصبح شخصية بارزة في
المجتمع.
رحيله
ورحل "الهجان"
عن عالمنا في 30 يناير من عام 1982م، بعد صراع مع مرض سرطان الرئة عام 1982، في مدينة
دارمشتات القريبة من فرانكفورت بألمانيا ودُفن فيها.