اليوم.. باريس تستضيف أكبر تجمع للمعارضة الإيرانية في الخارج
تُكثف المعارضة
الإيرانية من فعالياتها خارج البلاد، بالتزامن مع تصاعد الحركة الاحتجاجية من جديد
وعودة العقوبات الأمريكية على طهران، حيث تعقد اليوم السبت مؤتمرها السنوي العام في
باريس، الذي يُعتبر أكبر تجمع من نوعه خارج إيران، وذلك في ظلّ ظروف إقليمية ودولية
جعلت من إيران بسياساتها العدوانية عاملاً رئيساً في تغيير المشهد السياسي لمنطقة الشرق
الأوسط عموماً.
ويبحث المؤتمر
في قضايا حقوق الإنسان والحريات في إيران، وفي أهمية تجديد العقوبات الاقتصادية الأمريكية
التي يواجهها النظام الإيراني، نتيجة لانسحاب واشنطن من الاتفاق النووي مع طهران، إضافة
للموقف العربي من السياسات الإيرانية العدوانية والتنسيق مع المعارضة في هذا الإطار،
والتصدّي للتمدد الإيراني في بعض الدول العربية، وجدوى ما تملكه المُعارضة الإيرانية
من إمكانات للتعامل مع الموقف الأوروبي المُتردّد في المسألة الإيرانية.
وتتبنّى المقاومة
الإيرانية سياسة إحداث انقلاب في البنية الاجتماعية والثقافية للداخل الإيراني، ضمن
سعيها لاستقطاب الشارع، فضلاً عن التنسيق مع أطراف إقليمية ودولية تقف بقوة ضدّ نظام
ولاية الفقيه بهدف التعاون المُستقبلي حال سقوط النظام.
ومن بين المُتحدثين
في المؤتمر رئيس لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية محمد محدثين،
وهو ائتلاف سياسي يضمّ مجموعات من المُعارضين الإيرانيين يتخذ من فرنسا مقراً له، ومنهم
منظمة مجاهدي خلق التي أصبحت اليوم في محور اهتمام السياسة الأمريكية ودعم مسؤوليها،
بعد أن كان غير مُرحّب بها في السابق في عهد الرئيس السابق أوباما، فيما حاولت الحكومة
الإيرانية التدخل بشدّة لدى الرئاسة الفرنسية من أجل منع انعقاد المؤتمر دون جدوى.
كما تشارك في المؤتمر
شخصيات أمريكية مُهمة مُقرّبة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وفي فريق عمله، منهم
رودي جولياني، ونيوت غينغريتش الرئيس السابق للكونغرس الأمريكي المستشار الاستراتيجي
لترامب، فضلاً عن سياسيين أوروبيين مُعارضين لطهران، كما ويتميز مؤتمر 2018 بحضور واسع
غير مسبوق من مؤيدي وأنصار المقاومة الإيرانية من مختلف أنحاء العالم.
ويمتد المؤتمر
على مدى 3 أیام، ويتضمن عدّة ندوات حول الانتفاضة من أجل التغییر في إیران، تتناول
السياسة الدولية تجاه إيران، قوات الحرس الإيراني والتدخلات الإيرانية في المنطقة،
العقوبات، ودور المُعارضة الإيرانية في الاحتجاجات في بلادها.
ويذكر أنّ البرلمان
الأوروبي في بروكسل، ومركز بروكسل الدولي للبحوث وحقوق الإنسان، قد نظّما حديثاً في
يونيو (حزيران) الجاري مؤتمر دولياً بعنوان "دور إيران في شرق أوسط مُضطرب - نحو
موقف أوروبي جديد تجاه إيران"، وذلك بهدف بلورة سياسة أوروبية جديدة ضاغطة على
إيران تجاه تجاوزاتها ودورها في الحروب بالوكالة في منطقة الشرق الأوسط عبر التدخل
المباشر بكافة أشكاله في شؤون الدول المجاورة والعمل على زعزعة استقرارها، والوقوف
بحزم لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي يُهدّد أمن دول الجوار والسلم والأمن العالميين.
وكانت العاصمة
الفرنسية قد استضافت في مايو الماضي، ندوة بعنوان "التدخل الإيراني في الشأن العربي"
وذلك في ظلّ تصاعد المخاوف العربية والأوروبية من السياسة الإيرانية على الصعيدين الإقليمي
والدولي، حيث حذّرت الندوة من الطموحات النووية الإيرانية غير المشروعة، وسلطت الضوء
على الآثار السلبية للتدخلات الإيرانية في الشؤون العربية عبر دعمها للحوثيين بشكل
خاص وتدخلها العسكري في كل من سوريا والعراق واليمن ولبنان، وقدّمت الندوة السياسية
الفكرية لصانع القرار رؤية شاملة لكيفية مواجهة التدخلات الإيرانية في الشأن العربي.
وخلال الاحتجاجات
الإيرانية الأخيرة مطلع العام الحالي، نظمت المُعارضة الإيرانية بفرنسا وقفات احتجاجية
بشكل شبه يومي قرب مقر سفارة بلادها بباريس، وذلك تضامناً مع مظاهرات سائر المدن الإيرانية
المُنتفضة ضدّ النظام، فيما تفاعلت الصحافة الفرنسية بشكل واسع مع تلك التظاهرات وفتحت
النار على النظام الإيراني، مؤكدةً مشروعية مطالب الشعب الإيراني الذي رفع شعارات غير
مسبوقة ضدّ كافة الرموز السياسية والدينية على حدّ سواء.