السر في اختيار بولتون للتمهيد للقاء الرئيسين الروسي والأمريكي
قال أستاذ العلوم
السياسية في الجامعة المالية التابعة للحكومة الروسية، غيفورغ ميرزايان، في حديث لـ"سبوتنيك"
إن اللقاء بين الرئيسين ترامب وبوتين أصبح ناضجا لعدد من الأسباب، بما في ذلك لترامب
نفسه.
في المقام الأول، لأن ترامب ليس لديه أي
شخص يتحدث إليه في العالم المعاصر، فقد أصبح في حالة من العزلة. إنه يحتاج إلى إرسال
إشارة إلى كل من الأوروبيين والصينيين على أنه يستطيع إيجاد لغة مشتركة مع الروس. وهذا
سيؤدي بحدة إلى رفع فرصه السياسية.
بالإضافة إلى ذلك، هناك عدد من الأزمات
الإقليمية التي تشارك روسيا فيها مع الولايات المتحدة. أمريكا إما لا تعرف ماذا تفعل،
كما هو الحال في أوكرانيا، أو خسارتها كما هو الحال في سوريا.
وفي هذه الحالة، يحتاج ترامب إلى دعم روسي،
خاصة في ردع إيران في سوريا. وفي هذا الصدد، نحن مستعدون للذهاب إلى بعض التسويات مع
الأمريكيين، لأننا على الرغم من علاقاتنا الوثيقة جدا والدافئة والجيدة مع الشركاء
الإيرانيين، بيد أن موسكو ليست مهتمة في الهيمنة الإيرانية في الأراضي السورية.
يحتاج ترامب أيضا في هذا الاجتماع إلى توقيع
بعض الوثائق الروسية الأمريكية المشتركة، بحيث لا يقولوا لاحقا إنه جاء إلى موسكو لإضفاء
الشرعية على بوتين فقط. لذلك، على الأرجح سيتم التوصل إلى بعض الاتفاقات.
بالمناسبة، يتجلى النهج الجاد للأميركيين
في هذا الاجتماع في حقيقة أن بولتون نفسه جاء إلى روسيا. يبدو أن بولتون هو العضو الأكثر
معارضة لروسيا في إدارة ترامب. لكن يجب أن نفهم مسألة مهمة، وهي أن نيكسون، على الرغم
من موقفه المناهض للصين، استطاع أن يفتح الصين ويطبع العلاقات معها، بحيث لم يستطع
أحد اتهامه بخيانة المصالح الوطنية، وبولتون، العضو الأكثر عداء لروسيا من إدارة ترامب
جاء إلى موسكو للاتفاق على بنود الاجتماع مع بوتين، حتى لا يتعرض ترامب للانتقاد والمساءلة
فيما بعد من أنه ذهب للاستسلام لبوتين أو الحصول على وسام بطل روسيا.