إيمان كمال تكتب: "ليلة هنا وسرور".. الضحك بدون هدف.. يفك النحس
الفزلكة فى الاكشن بتنقلب حتما للضد وهو حال بعض الأعمال التى تنافس فى موسم العيد السينمائى لكن فى فيلم «ليلة هنا وسرور» بعيدا عن إمكانيات نجومه التمثيلية المحدودة استطاع أن يعبر بنا بوابة الحزن والموت التى طالت أغلب الأعمال الدرامية فى الموسم الرمضانى «تأثرا بالواقع» الذى نعيشه.. والاكشن الذى بات يتصارع عليه الكثيرون وحتى الكوميديا الرخيصة التى لا تصلح لتكون عملاً فنياً فى بعض الاوقات لاستسهال صناعها.
فالعمل الذى يقوم ببطولته محمد عادل إمام والوجه الجميل ياسمين صبرى يعيدنا لأفلام والده عادل إمام فى السبعينيات أفلام الكوميديا الخفيفة وبعض الاكشن الذى لا يضر ولا يؤذى.. الافلام التى هدفها الأساسى والوحيد هو «الضحك» من القلب بدون فزلكة ويتخلله بعض مشاهد الأكشن التى نفذها المخرج حسين المنياوى بطريقة تتناسب مع العمل ككل.
حبكة بسيطة خفيفة كتبها مصطفى صقر ومحمد عز لشاب يدعى سرور يقع فى حب «هنا» البنت فائقة الجمال الرياضية والتى تبادله مشاعره قبل أن تتحول حياتها إلى جحيم ليلة الزفاف لتكتشف أموراً غير طبيعية فى حياته، وسط العديد من ضيوف الشرف الذين يساندون إمام فى تجربته الجديدة مثل فاروق الفيشاوى الذى عاد للكوميديا بشخصية الحاج «تاجر الآثار النصاب» وحتى أحمد فهمى الذى قدم مشاهد صغيرة مؤثرة ووجود أحمد السعدنى فى شخصية ابن عمه الذى يقف لجوار البطل فى اللحظات الأخيرة لينقذه فحشو ضيوف الشرف مؤخرا بات رهانا على النجاح لكن فى ليلة هنا وسرور استطاع صناع العمل توظيفهم بالشكل المناسب الذى يفيد ولا يضر العمل، فلم يكن مجرد محاولة لاستعراض عضلات العلاقات الشخصية والنجومية.
محمد عادل إمام فى الفيلم لم يخرج حتى الآن من عباءة والده فى حركاته وقفشاته فهو امتداد له ولكنه اجاد تقديم الشخصية لتتناسب مع العصر الحالى فهو الولد النصاب خفيف الظل ولكنه بحاجة لأن يصنع قريبا عالمه، بينما أجادت ياسمين كعادتها الفتاة الفيديت الرياضية لتذكرنا بجيل ميرفت أمين ولكنها لا تزال تراهن على الجمال فقط وبحاجة إلى أن تنتبه كى لا تقع فى فخ النجومية الساطعة التى ينتهى بريقها مع أول دور بحاجة إلى مهارات تمثيلية حقيقية وانفعالات داخلية وهى الخطوة التى ربما لابد أن تفكر بها جيدا، إلا أنه أيضا من الظلم أن نعيب على أدائها فى الفيلم كونها جسدت نموذج «هنا» بالشكل الذى يتناسب مع إمكانيات وحجم الدور كفتاة جميلة ساذجة.
ليلة هنا وسرور ضحك بعيدا عن الفزلكة واكشن محبوك دراميا هدفه الوحيد هو الامتاع وليس مطلوبا منه أكثر من ذلك فالفن وسيلة إبداعية للترفيه فى الاساس، ليبدد المقولة الزائفة «الضحك من غير سبب قلة أدب» فلكى نفك النحس نحن بحاجة للضحك و«الفرفشة» التى تحيى القلوب وتكشف الغمة عن الروح، فربما أصبحنا نطمح أن نضحك أو ننسى الهموم والمشاكل لصالح الكلمة المبهجة والجمال.