ترامب: فصل الأطفال عن ذويهم ضروري لمقاضاة المهاجرين غير الشرعيين

عربي ودولي



يواجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الثلاثاء النواب الجمهوريين في الكونجرس المنقسمين بين رغبتهم بدعم رئيسهم، وانزعاجهم الشديد من سياسته لفصل أفراد عائلات المهاجرين، ليكرر أمامهم تمسكه بمواقفه واقتناعه بصوابيتها.

وغرد ترامب صباح الثلاثاء: "في حال لم تكن لدينا حدود، لن تكون لنا بلاد"، مضيفاً: "علينا أن نوقف على الدوام الأشخاص الذين يدخلون بلادنا بشكل غير شرعي".

وعلى الرغم من انتشار صور لأطفال باكين وتسجيلات أصواتهم وهم ينتحبون بعد فصلهم عن ذويهم، فإن الرئيس الأمريكي يؤكد تمسكه بموقفه انطلاقاً من سياسته المتشددة إزاء الهجرة غير الشرعية، والتي تسببت بتذمر حتى داخل معسكره الجمهوري في الكونجرس الذي يلقي كلمة أمامه عصر الثلاثاء.

وأمام نتائج استطلاعات الرأي التي كشفت تأييد الغالبية الجمهورية لقراره هذا، تمسك ترامب أكثر فأكثر بمواقفه محملاً أعضاء الكونغرس كمشرعين مسؤولية العمل "على تغيير هذه القوانين السخيفة بشأن الهجرة التي مر عليها الزمن".

وسيدعو ترامب أمام الكونجرس الأعضاء الجمهوريين الذين يشكلون الغالبية في مجلسي النواب والشيوخ إلى التصويت ابتداء من الخميس على إصلاح لقوانين الهجرة. إلا أنه وأمام كثرة الخلافات بين الأعضاء فإن نتيجة التصويت لن تكون بالضرورة مضمونة لترامب.

ومع إعلانهم من دون مواربة انزعاجهم لما يحصل للأطفال الذين يفصلون عن أهاليهم، فإن عدداً من كبار ممثلي الحزب الجمهوري مثل السناتورين ماركو روبيو وتيد كروز او الرجل الثاني للجمهوريين في مجلس الشيوخ جون كورنين، يؤكدون رغبتهم باقرار قانون يتيح لأفراد العائلات البقاء معاً بانتظار مثولهم أمام قاض للبت بأمرهم.

إلا أن آخرين من كبار قادة الحزب الجمهوري لا يخفون اشمئزازهم من قرار ترامب، على غرار السناتور جون ماكين المعروف بمواقفه المنتقدة للرئيس الأمريكي.

وكتب ماكين الذي يعاني من سرطان في الدماغ "أن السياسة الحالية الفظة (...) صفعة للمبادئ والقيم التي قامت عليها أمتنا".

والموضوع يصبح دقيقاً أكثر مع سعي عدد من أعضاء الكونغرس لاعادة انتخابهم في نوفمبر المقبل، عندما ستجري الانتخابات لجميع أعضاء مجلس النواب ولثلث أعضاء مجلس الشيوخ.

وأمام هذا الاستحقاق الانتخابي يؤكد ترامب أن المعارضة هي التي تتحمل المسؤولية.

وقال في تغريدة "إن الديموقراطيين هم المشكلة. أنهم لا يكترثون للإجرام ويريدون أن يتدفق المهاجرون غير الشرعيين على بلادنا بمعزل عن نسبة خطورتهم".

ورد عليه السناتور الديموقراطي شاك شومر "سيدي الرئيس انت الوحيد القادر على حل هذه المشكلة بشحطة قلم (...) رمي المسؤولية على الآخرين سهل وغير شريف".

وتفيد الأرقام الأمريكية الرسمية أنه منذ إعلان الإدارة الأمريكية عدم التسامح مع مسألة المهاجرين غير الشرعيين مطلع مايو الماضي، تم فصل 2342 طفلاً مهاجراً عن عائلاتهم من الخامس من مايو حتى التاسع من يونيو.

والسبب يعود إلى قرار البيت الأبيض بملاحقة جميع الأشخاص الذين يعبرون الحدود بشكل غير شرعي مع المكسيك سواء كانوا برفقة أطفال أو لا.

ومع أن القانون لا يزال نفسه، فإن السلطات كانت تفضل في السابق عدم احتجاز من يصلون مع عائلاتهم لتجنب فصل الأطفال عن أهاليهم ما دام لا يمكن سجن الأطفال.

واعتبرت منظمة العفو الدولية أن السياسة الأمريكية الجديدة هي "نوع من التعذيب"، في حين اعتبرت الأمم المتحدة أنها "غير مقبولة"، كما ندد بها كبار القادة الدينيين الأمريكيين الذين يؤثرون عادة في الناخبين الجمهوريين.

ويدافع البيت الأبيض عن هذه السياسة مؤكداً أن الهدف منها هو "ردع" الراغبين بالهجرة غير الشرعية، وأن القانون الحالي لا يقدم بديلاً آخر من فصل الأطفال عن أهاليهم.

وفي فرنسا أعلن المتحدث باسم الحكومة الفرنسية بنجامين غريفو أن أوروبا والولايات المتحدة "لا تعتمدان النمط الحضاري الواحد" مندداً بالصور "الصادمة" لأطفال فصلوا عن ذويهم.