خبير دولي: بإمكان اليمن تلافي شطب مدينة زبيد من قائمة التراث العالمى
أكد الدكتور يوكا ليتو خبير المركز الدولي لصون وترميم الممتلكات الثقافية يكروم أنه يتعين على الحكومة اليمنية القيام بجهد كبير وتوجيه نداء للعمل على سرعة حل المشاكل التي تعاني منها مدينة زبيد التاريخية لتلافي شطبها من قائمة التراث العالمي.
وقال يوكا - في تصريح له نقلته صحيفة الثورة اليمنية الرسمية فى عدددها الصادر اليوم - إن بإمكان الحكومة اليمنية التقدم بطلب لإعطائها فرصة لعام آخر من قبل منظمة اليونسكو لأن وجود زبيد ضمن قائمة التراث العالمي يعد مفخرة كبيرة وعلى الجميع الحفاظ على هذه المكانة العالمية .
وأشار الخبيرالدولي إلى أنه زار مدينة زبيد العام الماضى ، وقدم تقريرا لمؤسسة يكروم إحدى مؤسسات التراث العالمي الاستشارية عن وضع المدينة في حينه وما تعانيه من نقص في مجال التدريب للسكان المحليين وأرفقها بالمخالفات التي كانت حاصلة.
وقال إن الأمل لا يزال موجودا في إزالة هذه المخالفات خصوصا وأن اليمن يمر بظروف صعبة وأزمة استثنائية وعلى السلطة المحلية أن تكون عنصرا أساسيا في الحفاظ على مدينة زبيد التاريخية .
كانت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم اليونسكو قد وجهت تحذيرا شديد اللهجة للحكومة اليمنية، تضمن الإشارة إلى تردي حال المعالم التاريخية بمدينة التراث العالمي زبيد، نتيجة استمرار المخالفات والبناء العشوائي الذي أدى إلى تشويه كامل للتراث المعماري في المدينة.
وأعطت اليونسكو السلطات اليمنية فرصة أخيره تنتهي في شهر يونيو القادم، وهو موعد انعقاد الدورة الـ37 لمنظمة اليونسكو في كمبوديا. مطالبة الحكومة بتقديم تقرير شامل عن حالة المدينة وجهود الحكومة في ازالة هذه المخالفات وكل ما يهدد التراث الحضاري والإنساني لمدينة زبيد.
وتعد هذه الفرصة الخامسة ، منحتها اليونسكو لليمن دون أن تتخذ الأخيرة أي اجراءات عاجلة وملموسة على الأرض لحماية المدينة من زحف المباني الإسمنتية التي انتشرت كالنار في الهشيم.
وقد دفع هذا الوضع العديد من المثقفين اليمنيين إلى مطالبة وزير الثقافة اليمنى الدكتور عبد الله عوبل، بسرعة التحرك لوضع حلول عاجله وتجنب قرار اخراج المدينة من قائمة التراث العالمي ، وفى هذا الإطار حمل العديد من الشعراء والأدباء الحكومة اليمنية مسئولية تجاهل المصير والكارثة التي ستحل في مدينة زبيد، إذا لم توضح حلول عاجلة وجدية لحماية المدينة وإبقائها في القائمة العالمية للتراث.
تعتبر زبيد أول مدينة إسلامية فى اليمن، فقد اختطها على محمد بن زياد مؤسس الدولة الزيادية عام 204هـ واتخذها بعد ذلك عاصمة للدولة الزيادية أول دولة أسلامية يمنية .
وقد ظلت عاصمة ومركز حكم للدويلات المتعاقبة مثل الدولة النجاحية والمهدية، ثم عاصمة شتوية ، ثم أصبحت مركز علم وثقافة فى عهد الدولة الأيوبية والرسولية والطاهرية فى عهد المماليك، ثم أصبحت بعد ذلك مركزاً إدارياً وثقافياً منذ قدوم الأتراك حتى اليوم.
ونظرا لمكانتها العالمية فقد أصدرت منظمة اليونسكو عام 1993 قرارا باعتبار المدينة معلما حضاريا تاريخيا ضمن معالم التراث الإنسانى العالمي ، وفى مارس عام 1998 صنفت ضمن المدن التاريخية العالمية.