"قمة مكة" إنقاذ عربي سريع للأردن.. تعرف على التفاصيل

تقارير وحوارات


عقب موجة الاحتجاجات التي عصفت بالعاصمة الأردنية عمّان، ضد إجراءات التقشف الاقتصادي، عقدت "قمة مكة" لإنقاذ الأردن، بمبادرة من العاهل السعودي، وسط استجابة سريعة من دولتي الإمارات والكويت.

 

ويعاني الأردن، الذي يعتمد على المساعدات المالية الدولية، تحت وطأة الديون، بعدما أخذ قرضا بقيمة 723 مليون دولار من صندوق النقد الدولي عام 2016.

 

وأدت إجراءات التقشف التي أعلنتها الحكومة إلى خروج مظاهرات احتجاجا على ارتفاع أسعار الوقود والكهرباء، وهو ما أسفر عن استقالة رئيس الحكومة، هاني الملقي، فيما أعلنت السلطات أنها سحبت التشريعات المثيرة للغضب الشعبي، ولكنها تواجه صعوبة كبيرة في المزاوجة بين المطالب الشعبية، وتوصيات صندوق النقد الدولي بضرورة خفض ثقل الدين العام.

 

وتستحوذ مستحقات الدين العام الأردني من أقساط وفوائد، على أكثر من ثلث الإيرادات العامة للبلاد، حيث وصلت نسبتها إلى ما يقرب من 39 %، حيث ينفق الاردن نحو 120 مليون دولار فوائد على قروضه المحلية والعالمية، في حين يحصّل 930 مليون دولار شهرياً، منها 612 مليوناً من الضرائب، لذلك يبلغ العجز الشهري للأردن 140 مليون دولار.

 

وإثر  هذه الأزمة، دعا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، فى بيان صادر عن الديوان الملكي، الملك عبد الله عاهل الأردن والشيخ صباح الأحمد الصباح أمير الكويت والشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي للاجتماع في مكة المكرمة، لبحث سبل دعم الأردن اقتصاديا، في خطوة تعكس حجم استيعاب المملكة العربية السعودية للخطر الذي يحيط بأشقائها والتعاطي معه بشكل عملي.

 

دعم سنوي لميزانية الحكومة لمدة 5 سنوات

 

وجاء في بيان مشترك للدول المانحة أن المساعدات تتضمن وديعة في البنك المركزي الأردني، وضمانات في البنك الدولي لصالح الأردن، ودعم سنوي لميزانية الحكومة الأردنية لمدة خمس سنوات، وتمويل من صناديق التنمية لمشاريع إنمائية في البلاد، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء السعودية الرسمية.

 

 

مساعدات بقيمة مليارين وخمسمائة مليون دولار

 

وتضمن البيان  للقمة على "أنه انطلاقاً من الروابط الأخوية الوثيقة بين الدول الأربع، واستشعاراً للمبادئ والقيم العربية والإسلامية، فقد تم الاتفاق على قيام الدول الثلاث بتقديم حزمة من المساعدات الاقتصادية للأردن يصل إجماي مبالغها إلى مليارين وخمسمائة مليون دولار أمريكي.

 

ووتتمثل في وديعة في البنك المركزي الأردني، و ضمانات للبنك الدولى لمصلحة الأردن، ودعم سنوى لميزانية الحكومة الأردنية لمدة خمس سنوات، و تمويل من صناديق التنمية لمشاريع إنمائية‪.

 

مساعدات غذائية وطبية

 

تنفيذا لتوجيهات العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، وصلت لميناء بورتسودان باخرة تحمل على متنها ٤٥٨ طن من المساعدات الغذائية والإيوائية والطبية، وسيتم توزيع المواد الغذائية والايوائية في ولايتي البحر الأحمر وشمال كردفان ومنطقة وود.

 

تجسيد صادق للدور العربي

 

من جانبه أشاد وزير دولة الإمارات للشؤون الخارجية، الدكتور أنور قرقاش بالدعوة إلى هذا الاجتماع، وقال عبر حسابه الرسمي على موقع التدوينات القصيرة، تويتر: "مبادرة خادم الحرمين الشريفين بالدعوة إلى اجتماع دعم الأردن تجسيد صادق للدور العربي الخيِّر للسعودية.. الريادة الإيجابية إرث المملكة وبوصلتها، والرياض يعوّل عليها".

 

وأعرب العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، عن تقديره لدعوة الملك سلمان لعقد"اجتماع مكة" لدعم بلاده، مؤكدًا عمق العلاقات الأخوية والإستراتيجية التي تربط الأردن مع السعودية والدول العربية الشقيقة المشاركة في الاجتماع، والتي لم تتردد عن تقديم الدعم للأردن، والوقوف إلى جانبها في مختلف الظروف.