بعد عامين من الافتتاح.. "الفجر" تحاور سيدات "بشائر الخير" وتكشف كيف تغيرت أحوالهن (فيديو وصور)

محافظات



"دع المقادير تجري في أعنتها.. ولا تبيتن إلا خـالي البال، ما بين غمضة عين و انتباهتها .. يغير الله من حال إلى حـال"، مقولة رغم ذكرها من مئات السنين، إلا أنها ما زالت قائمة حتى وقتنا الحالي وستظل حتى تقوم الساعة.




افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي، في سبتمبر 2016 مشروع "بشائر الخير 1" الذي يقع ضمن تطوير العشوائيات في محافظة الإسكندرية بتكلفة تبلغ 1.2 مليار جنيه، وذلك في إطار تنفيذ توجيهات الرئيس التي تقع على رأس أولوياته، بضرورة نقل المواطنين إلى مساكن حضارية تراعي آدميتهم. 



وبعد عامين من افتتاح المشروع، انتقلت "الفجر" إلى مدينة "بشاير الخير 1"، لترى نتيجة جهود الدولة على أرض الواقع، حيث رصدت تبدلت أحوال السيدات بعد انتقالهن لها من المنطقة العشوائية في غيط العنب، ليتحولن من ربات منازل، إلى مُنتجات صاحبات صناعات، يستطعن من خلالها تحقيق مكاسب مادية. 



- "عزيزة".. من ربة منزل أمية لـ"صانعة فوانيس" تدير مشروعات 
برنامج الرئيس لتطوير العشوائيات لم يقتصر فقط على نقل المواطنين إلى مساكن حضارية فقط، ولكن حتى تصبح معيشتهم آدمية، بمحو أمية غير المتعلمين، وتدريبهم على العمل لتحقيق مكاسب مادية تساعدهم على المعيشة دون الاحتياج للغير، ليتغير حال "عزيزة محمد" 45 عامًا، ربة منزل، من سكان بشائر الخير، التي كانت دون عمل في حياتها السابقة داخل منطقة غيط العنب، إلا أنه عقب انتقالها إلى المدينة، تعلمت القراءة والكتابة، و صناعة المشغولات اليدوية، التي فتحت لها مجال العمل. 



وقالت "عزيزة" إنها تعلمت صناعة أشكال الفوانيس وفازات من الخرز، وأصبحت تبيعها للجيران داخل المدينة وفي الأسواق بوسط الإسكندرية، مؤكدةً أن هذا الأمر حقق لها مكاسب مادية، وساعدها بصحبة زوجها على سد احتياجاتهم. 



وأشارت إلى أن دخلها المادي الجديد ساعدها على شراء فرن منزلي، تقوم من خلالها بصناعة أنواع الكعك المنزلي، وبيعه في الأسواق"، كما لفتت إلى أنها أصبحت تستطيع كتابة اسمها، والحساب، بعد تعلمها القراءة والكتابة، مؤكدة أن ذلك ساعدتها في إدارة أعمالها. 



ليس ذلك فقط ما قدمته الدولة لـ"عزيزة"، بعد انتقالها، وأوضحت أن هناك كشف دوري على المواطنين لرعايتهم صحيًا، واستخراج بطاقات قومية لهم، متابعة، " لم نكن نتوقع أن يفعلوا هذا معنا، فالناس كانت تشككنا بأن الجيش سيأخذ المنازل منا، لكن القيادات هنا محترمة وفوق الاحترام"، متمنية التوسع في مشروعاتها الاقتصادية، لتوفير المزيد من المكاسب المادية لتحقق أحلامها، وتتمنى رؤية مثل هذا المشروع "بشائر الخير" منتشر في عشوائيات الإسكندرية. 




- فتحية: "أطفالنا سلوكهم تغير للأفضل.. وأصبح لديهم رغبة في التعليم" 
ومن المعاناة التي كانت تشهدها "فتحية عبد الحافظ" 29 سنة، داخل غيط العنب، اختفاء معيار الأمان وانتشار أعمال البلطجة واستخدام الآلات الحادة في ترويعهم، تشير إلى تحولها إلى حياة جديدة أفضل بكثير عما كانت عليه، لافتةً إلى وجود الأمن والأمان بـ"بشاير الخير1"، بالإضافة إلى تعلمها الخياطة في مركز التدريب المهني، وبعد اتقانها بدأت في تعلم صناعة المشغولات اليدوية، لتوسيع نشاطها لكي توفر لها مكاسب كبيرة تساعدها في حياتها. 




وأكدت أنها في البداية، كانت تخاف من الانتقال إلى هذا المكان، لتشكيك الجيران قبل انطلاق المشروع من فرض قيود على السكان، مؤكدةً أن ما شهدته عكس ما توقعوه، حيث أن ما وجدوه حياة مختلفة ونسبة الأمان عالية، كل أسرة أصبحت تعيش في حالها.

وأوضحت أن ما وجوده داخل "بشاير الخير" من حديقة تعليمية، وحضانات دفع الأطفال الصغار إلى تغيير سلوكهم إلى الأفضل، ورغبتهم في التعلم لما يلاقونه، مؤكدة أن مثل هذه المشروعات مستقبل لأبنائنا و الأجيال الجديدة. 



- "سعاد": حياتي أصبحت منظمة.. وأستطيع قراءة ما أوقع عليه 
أما "سعاد محمد" 59 سنة، لمست ما كانت تفقده في حياتها القديمة التي كانت قائمة على عيش أسرتين في منزل واحد، إلى انفرادها بمنزل نظيف ومتسع لها ولأبنائها. 



وقالت إن حياتها أصبحت منظمة، واستطاعت أن تقتطع وقتًا لتعلم القراءة والكتابة بفصول محو الأمية لمدة 4 أيام أسبوعيًا، الأمر الذي أدى إلى تحقيق غايتها في قراءة وحفظ القرآن الكريم، وقراءة ما تقوم بالتوقيع عليه. 
وتضيف، أن المتبقي من أيام الأسبوع تتعلم شغل "الكروشيه" وصناعة أشكال فنية بالخرز، مؤكدة "احنا هنا بقينا عايشين في هدوء ونظافة ونفسيتنا مرتاحة". 



- فصول محو الأمية ساعدت "فتحية" على ختم القرآن 
"تغير الحالة النفسية للأفضل"، هكذا عبرت "فتحية إبراهيم علي" 59 سنة، عن شهورها في الوقت الحالي بعد انتقالها لـ"بشائر الخير"، مؤكدةً أن ما كات تعيش في بيئة غير آدمية، والآن متواجدة في مكان نظيف، به خدمات عديدة تقدم للمواطنين وتجعلهم يشعرون بمدى إحساس المجتمع بهم. 



وأهم ما تعلمته "فتحية" هو المساعدة في تحسين نسبة القراءة والكتابة لديها، بقولها: "كنت بقرأ ضعيف، لكن دلوقتي الحمد لله بختم القرآن"، كما تعلمت صناعة الكروشيه والمفارش التي تصنعها داخل منزلها. 

واختتمت حديثها، بمدى الاهتمام بالسيدات داخل المدينة وتعليمهن تطوير أنفسهن، وكيفية استطاعتهن الإنتاج، ليجنين ثماره ودر دخلًا عليهن يساعدهن في المعيشة دون الاحتياج للغير.