تعرفي على سبب اضطراب ساعات "النوم" في رمضان

الفجر الطبي



تتبدّل العديد من السلوكيات التي نتبعها في الأيام العادية بمجرد حلول الشهر الفضيل، مثل السهر لساعات طويلة، ما يسبب حالةً من القلق والتوتر والإرهاق. وهذا ينتج عن الاضطراب في إفراز الهرمونات، تحديداً الهرمون المسؤول عن النوم والاسترخاء.

كيف يحدث ذلك؟
أخصائية التغذية دعاء البرعاوي أوضحت، بأن هرمون الميلاتونين المسؤول عن النوم والاسترخاء يقل إفرازه في الفترة الصباحية مع وجود الأضواء والأجهزة الإلكترونية، وبعدم وجوده، يفرز الجسم هرموناً آخر مسؤولاً عن النشاط والحركة، يكون في أوج نشاطه وإفرازه من الساعة السادسة وحتى التاسعة صباحاً.

إلا أنه يبدأ بالانخفاض تدريجياً مع بدء غروب الشمس، ليعود هرمون الميلاتونين إفرازه مرة أخرى لحظة غروب الشمس، ما يتناسب عكسياً مع كمية الضوء، وبهذا يعمل على تنظيم الساعة البيولوجية عند الإنسان.

ولأن هذا الهرمون هو المسؤول عن النوم والراحة وترميم الخلايا، ومضاد للأكسدة، فإنه يعمل على التخلص من الجذور الحرة، ويقي من السرطان، ويمنع ارتفاع ضغط الدم، ويعمل على تهدئة الأعصاب وتنظيم تفاعلات الجسم، بحسب البرعاوي.

وبالتزامن مع زيادة إفراز هذا الهرمون تزداد طاقة الأنوثة، أي طاقة الجذب، طاقة الحدس، طاقة اللين، وطاقة التأمل والاسترخاء.

ولكن في حال أطال الإنسان السهر في شهر رمضان، وفي ذات الوقت المحدد لإفراز هرمون الميلاتونين، فإن هذا يعرقل عمل الغدة الصنوبرية، نتيجة تعرّضه للضوء، فترسل الأخيرة إشارات عبر العصب البصري لإفراز هرمون الكورتيزول، الذي يجب أن يكون تركيزه أقل ما يمكن بالليل.

ولهذا السبب يصبح الإنسان قلقاً متوتراً يشتهي السكريات والأكل بشراهة دون أن يكون بحاجة إلى سعرات حرارية، نتيجة عرقلة عمل الغدة الصنوبرية، واضطراب طاقة الأنوثة.

حلول سهلة ومتاحة
لذلك، نصحت البرعاوي بأن يخلد الإنسان للنوم في وقت مبكّر، مع ضرورة إغلاق الأجهزة الخلوية والإلكترونية، حتى يتبرمج الجسم مع توقيت النوم، ثم يبدأ هرمون الميلاتونين إفرازه بصورة أكفأ.

وأكدت في ختام حديثها إلى أن النوم في الفترة الصباحية لن يعوّض الفوائد الناجمة عن النوم ليلاً، وقالت: "كل نصف ساعة نوم في الليل تعادل أربع ساعات نوم في فترة النهار".