مصطفى عمار يكتب: "حكايات رمضانية" محمد رمضان.. انتبه النجومية ترجع إلى الخلف!
محمد رمضان.. انتبه النجومية ترجع إلى الخلف!
بالتأكيد يحمل محمد رمضان موهبة، وبالـتأكيد أن ما حققه حتى الآن من نجومية ونجاح وشهرة نتاج تعب وشقى ممزوجين بنسبة من الحظ، فكثير من أصحاب المواهب الكبيرة فى مجال التمثيل يعيشون حياتهم ويرحلون دون أن يعرفهم سوى المهتمين بمتابعة أخبار مسرح الدولة وممثليه.. بالـتأكيد كانت هناك حكمة من نجاح محمد رمضان المدوى فى مسلسليه السابقين ابن حلال والأسطورة، وفى إخفاقه أيضاً هذا العام بنسبة كبيرة فى مسلسله نسر الصعيد.
وأنا هنا لا غاية لى ولا مصلحة سوى محاولة الإجابة على هذا السؤال الذى يهم كل جمهوره.. لماذا تراجعت نجومية ونجاح محمد رمضان إلى الخلف..
ربما يكون السبب الأول هو شعور محمد رمضان بأن نجوميته ستجبر الجمهور على قبول أى شىء يقدمه، وبالطبع هذه الفكرة ربما تكون أول خطوة نحو تراجع نجومية محمد رمضان، فبعد أن تم الإعلان عن أن مسلسله الحالى سيتولى كتابته الكاتب الكبير مدحت العدل، تراجع رمضان عن الفكرة لأنه يريد مؤلف يتبع تعليمات رمضان وتعديلاته، وبالطبع هذه الطريقة كانت يصعب تطبيقها مع كاتب فى حجم وتاريخ مدحت العدل، الذى فضل الانسحاب فى هدوء بسبب انشغاله بمشروعات أخرى، بالطبع رمضان كما أعلن من قبل أنه صاحب أفكار أعماله وأنه سبق وقام بتأليف الجزء الأكبر من مسلسله السابق الأسطورة بالاشتراك مع المخرج محمد سامى، فهو يرى أنه يعرف ماذا يريد الجمهور وماذا ينتظره منه، فكان هذا سببًا كافيًا لأن يفضل رمضان التعاون مع المؤلف محمد عبدالمعطى، الذى سبق وقدم معه مسلسل «ابن حلال» والذى ساهم رمضان كما يؤكد بجزء كبير من كتابة القصة وتفاصيل سيناريو العمل.. هنا نرى بوضوح أن رمضان لا يجتهد ليجد النص الذى يناسبه ويراهن فيه على اسم مؤلفه، ولكنه يبحث عن عمل يتم تفصيله على حجم ما يريد على أنه يؤكده وهو أنه رقم واحد فقط بغض النظر عن محتوى العمل.
وأكبر دليل على صحة هذا الكلام أنه أصبح حريصاً على أن يقدم شخصيتين وثلاثة بالعمل الواحد، دون أى منطق أو مبرر درامى سوى رغبته فى الاستحواذ والظهور فى العمل فى كل لقطة مشهد منه، سبقه إلى هذه الفكرة محمد سعد وبعد نجاحه المدوى لم يعد يثق فى كاتب أو مخرج، أصبح يثق فى نفسه فقط وبالطبع كلنا نعرف ماذا حدث لسعد ونجوميته بعد أن ابتعد عن حسابات السوق وذوق الجمهور لتكرار نفس الشخصيات التى يؤديها وضعف الأفكار التى يتحمس لها.
وهو نفس الوضع فى مسلسل نسر الصعيد، الذى لم يقدم رمضان فيه أى جديد يضيف له كممثل، ولكنه مشغول طوال الوقت بأنه رقم واحد، فقبل عدة سنوات كان الجمهور هو من يؤكد أن رمضان هو رقم واحد، ولكن هذا العام هو وحده من يؤكد ويرى ذلك، رغم علمه الكامل أن نسب مشاهدات اليوتيوب يتم شراؤها بالكامل، ومن يدفع أكثر يحصل على نسب مشاهدات أعلى، فكم أنفق رمضان وباقى من يلهثون خلف رقم واحد لتمنحهم يوتيوب هذا النجاح الزائف!
فقبل عدة سنوات وعندما قدم رمضان مسلسله «ابن حلال» نجاح المسلسل جعل الجمهور يناديه باسم الشخصية بالعمل حبيشة ربما هذا لم يكن فى مخيلته، أن شخصية حبيشة هى من نجحت مع الجمهور وليس محمد رمضان، فهو يريد أن يهتف الجمهور باسمه، فقرر أن يكون عمله الدرامى الثانى يحمل اسم الأسطورة، ليحصل على الاسم ويلتصق به، وينادى عليه الجمهور فى الشارع باسم الأسطورة، هكذا يتخيل رمضان النجومية أن تلصق بنفسك أسماء وصفات خارقة يصدقها الناس.. وربما كان هذا هو السبب فى أن يقرر رمضان تغير اسم مسلسله من زين إلى نسر الصعيد فهو لن يقبل بأن يكون أقل من نسر خلال السباق الرمضانى، وكتب بنفسه على صفحته الشخصية بالفيس بوك.. نسر الصعيد فخور بنسر ليفربول، فى إشارة إلى النجم المصرى محمد صلاح.. فهو لا يقبل أن يكون هناك شخص رقم واحد غيره لدى الجمهور حتى ولو كان نجمًا لكرة القدم!
لم يصبر رمضان على نجوميته حتى تنضج وتصل لذروتها، قرر أن يتصرف معها بطيش الشباب خصوصاً أنه مازال فى مرحلة العشرينيات من العمر، تعامل مع نجوميته بنفس منطق تعامله مع سيارته الفيرارى وقصره الذى يسكن فيه وملابسه التى يقوم بشرائها من كيلفين كلاين، لم يعتمد رمضان على شخص أمين يخبره بأن نجوميته تحتاج وقتًا كبيرًا لتستقر حتى لا يتحول إلى نجم مؤقت يحدث نجاحًا مدويًا ثم تختفى نجوميته بمرور الوقت.. فهو فى أشد الحاجة لشخص يتولى إدارة موهبته وإدارة فنه أكثر من شخص يدير أمواله وسياراته وممتلكاته.
نجاح محمد رمضان ارتبط بشباب المناطق الشعبية والمهمشين، الذين شاهدوها فيه أنفسهم، فملامح رمضان شديدة القرب منهم، وتقديمه فى بداية انطلاقته لأدوار تجسد حياتهم فى أفلام الألمانى وقلب الأسد وعبده موتة وابن حلال والأسطورة، هذه الأعمال جعلت شباب المناطق الشعبية يجدون قصصهم ومغامراتهم على الشاشة، فجميعهم يحلمون بالثراء الفاحش بعد معاناة فى عالم تجارة المخدرات والبلطجة بعد التعرض للظلم وقسوته.. هذا هو جمهور محمد رمضان الذى لم يصدقه ولم يقتنع به عندما قدم لهم أدوارًا تختلف عن تركيباتهم مثلما فعل فى أفلام آخر ديك فى مصر و جواب اعتقال وشد أجزاء والكنز، كيف لبطلهم أن يتخلى عنهم ويظهر فى دور ضابط شرطة أو دكتور أو ابن أحد الأثرياء، ولا أنكر هنا أن رمضان تعرض لحملة كبيرة لإبعاده عن تقديم هذه الأدوار من زملاء له ومنتجين، تحت داعى رسالة الفن، وفى نفس الوقت سرق الخلطة منه نجوم كبير كبار ليحققوا بها إيرادات تاريخية مثلما فعل أحمد السقا فى فيلم هروب اضطرارى
فيجب على رمضان التعلم من الدرس ومعرفة فئة الجمهور الذى يخاطبه جيداً، إذا أراد أن يستمر كواحد من نجوم صناعة الدراما والسينما، فهو بطل للمهمشين وأبناء العشوائيات والمناطق الشعبية من سائقين وعمال وأصحاب الحرف والشباب فى سن المراهقة.. يجب أن يبحث عن ما يناسب جمهوره وفى نفس الوقت لا يتحول لنوع من المخدرات التى يتعاطونها ليصنعوا لأنفسهم عالمًا بمواصفات الفساد الذى يعيشون فيه.
والنقطة الأهم التى تشكل خطورة على نجومية محمد رمضان واستمراره، هو تعامله مع زملائه، فهو دائم الاشتباك معهم فى صراعه على رقم واحد، الأمر الذى جعله يدخل صدام مع أحمد السقا عندما عرض فيلم له أمامه، واصطدم بأحمد حلمى عندما أعرب عن عدم إعجابه بتصرف رمضان من استعراضه سيارته الجديدة بشكل مبالغ فيه، واصطدم بأمير كرارة وياسر جلال عندما سخر منهم وقال لهم إياك تفكر تسبق الفراراى.. نسر الصعيد رقم واحد ووصف الشاعر أمير طعيمة بالغباء لأنه انتقد تصرفه وعاتبه على طريقته تجاه زملائه! هل هناك من يوقف هذه التصرفات ليتمتع رمضان باحترام زملائه وتقديرهم له بدلاً من غضبهم منه وهروبهم من أى مناسبة أو حدث يتواجد فيه!
رمضان لا يزال فى بداية مشواره مع النجومية، ومن الممكن أن يتفادى الأخطاء ويصحح مساره ليعود الموهبة التى تبحث عن النجاح والاستمرار، حتى لا تتراجع نجوميته للخلف ونخسر ممثلاً وموهبة حقيقية.
هل أحرج ظهور الشاب خالد بالجلباب الصعيدى تامر حسنى؟!
بمجرد طرح أغنية «ثمن حياة» للمطرب الشاب خالد، انتفضت شبكات التواصل الاجتماعى فى ترتيب مسبق للهجوم على الكليب والسخرية من مظهر الشاب خالد، وارتدائه جلباب صعيدى وعمة، وركوبه لتوك توك مع أحد الأطفال، البعض يرى أن ظهوره بهذا الشكل تسبب فى إحراج شديد للمطرب تامر حسنى الذى قدم أغنية فى بداية شهر رمضان لنفس المؤسسة الخيرية التى تبرع الشاب خالد بالغناء لها دون تقاضى أى أجر، وأن فكرة أغنية الشاب خالد وتنفيذها خرج بشكل أفضل بكثير من الأغنية القديمة التى قدمها تامر حسنى ولكن بتوزيع جديد وبعد أو وضع مجموعة شروط قبل تنفيذه للإعلان منها عدم نطقه لاسم المؤسسة الخيرية! وما لا يعرفه البعض أن الشاب خالد ومع بداية تصوير الكليب سقط على الأرض وتعرض قدمه لشرخ كان يستلزم وضعها فى الجبس فوراً، ولكنه حرصاً على كلمته والأموال التى تم إنفاقها لتجهيز الكليب، تحامل على نفسه وتم حقنه بثلاثة حقن مسكنة للألم، ليكمل تصوير الكليب، وبعد الانتهاء توجه للمستشفى لوضع قدمه فى الجبس ورحل عن مصر بعدها مباشرة.
بسمة وهبة.. ورقة التوت التى سترت عورة القاهرة والناس!
ربما لم يتوقع طارق نور أن تكون بسمة وهبة هى الجواد الرابح لديه هذه العام، وأن يحقق برنامجها شيخ الحارة كل هذه الحالة من الجدل والصخب على مواقع التواصل الاجتماعى وبين المشاهدين العاديين، بسبب حلقات البرنامج الحوارية الساخنة التى قدمتها بسمة خلال هذا الشهر، ولكن فى الحقيقة أداء بسمة كمذيعة تتطور خلال العامين الماضيين، واستطاعت أن تتجاوز منطقة البرامج الدينية التى اشتهرت بها، والبرامج الاجتماعية التى كانت سابقة بها فى ظهور مروجى الجن والعفاريت والحكايات الشعبية الساخنة، والتى كانت واحدة من أوائل المذيعات التى تخصصت فيها وحققت بسببها شهرة كبيرة، ولكنها قررت أن تغير جلدها وأن تضع قدمها بثبات على طريق الحوار «وان تو وان» بمهارة كبيرة، بعض الحلقات كانت ضعيفة بسبب ضيوفها، وبعض الحلقات كانت قوية وتحمل من الإثارة والتشويق وإحراج الضيوف دون سابق معرفة أو ترتيب، ولكن فى المجمل البرنامج استطاع أن يجذب فئة كبيرة من المشاهدين لمحطة شبه خاوية من أى أعمال حصرية، وخلق حالة من الجدل بين مؤيد لما تقدمه بسمة ومعارض لها، وأعتقد أن هذه الحالة فى حد ذاتها نجاح، ولكن هل يستثمر طارق نور هذا النجاح ويمنح فرصة أكبر ليحل على البرنامج ضيوف كبار يضيفوا للبرنامج والقناة، أم تظل ريم البارودى ومنة فضالى هم نجمات الحلقات!
صبا مبارك.. صعيدية من الأردن!
تحمل صبا مبارك من الموهبة والحضور ما يجعلها تستطيع التنقل بين الشخصيات التى تقدمها بمنتهى السهولة واليسر، تقنعك أنها فتاة مصرية تربت بين حوارى القاهرة ومناطقها الشعبية، ولكن فى الحقيقة أن تقنعنا أنها فتاة صعيدية فهذا كان الاختبار الصعب النسبة لنا، ولكنها فى الحقيقة تجاوزت حدود اللغة والانفعالات وطريقة التعبير، لتحلق بشخصية «مهجة» بمسلسل طايع، تعلق المشاهدون بشخصيتها وبمأساتها داخل أحداث المسلسل، أبكت المشاهدين عشرات المرات، ومنحتهم جرعات مكثفة من الرومانسية المفقودة على الشاشة، حلقت بشخصية مهجة وكانت أحد أضلع المسلسل المهمة بجوار عمرو يوسف وعمرو عبدالجليل وسهير المرشدى، أثبتت أن نجاح الشخصية وتأثيرها ليس بعدد ظهورها فى حلقات المسلسل، ولكن بكم الانطباعات الطيبة التى تتركها لدى المشاهدين، تحولت منصات شبكات التواصل الاجتماعى لمظاهرة فى حب مهجة بعد موتها بأحداث المسلسل، تعرض المخرج عمرو سلامة والمؤلفان محمد وخالد دياب، لانتقادات كبيرة بسبب قتلهم مهجة فى أحداث المسلسل، صبا منحتنا درساً عظيماً فى أن التمثيل حب وإخلاص واجتهاد ليصدقك الجمهور حتى لو قدمت دور فتاة صعيدية من الأقصر عاشت وتربت بها، رغم أن أوراقك الرسمية تؤكد أنها مواطنة أردنية! شكراً صبا على موهبتك وحضورك واحترامك لعقلية المشاهدين والنقاد على حد سواء.