هنية : شهداء " رفح " هم شهداء فلسطين

أخبار مصر

هنية : شهداء  رفح
هنية : شهداء " رفح " هم شهداء فلسطين

قال رئيس الوزراء فى حكومة حماس في قطاع غزة إن ذكرى يوم الأرض يرمز للثبات على المبدأ والتشبث بالأرض مهما كانت الدماء والتضحيات المبذولة،

وأن أهل فلسطين لم يسقطوا شهداء دفاعا عن الأرض فقط، بل رفضا للبديل أيضا، ولو كان هذا البديل أغنى وأجمل أرض فى العالم، هذه القيمة هى التى دفعتنا إل1ى رفض التوطين، ومقاومته بكل شراسة، رفضناه فى الأردن وفى سيناء وفى لبنان وفى كل مكان، وفضلنا عليه اللجوء مع مرارته فى انتظار العودة.

وأضاف – هنية في مقال خص به صحيفة الأهرام المصرية في ذكري يوم الأرض الذي يحييه الفلسطينيون في 30 مارس من كل عام – أن مصر “التى فى خاطرى وفى فمى..أحبها من كل روحى ودمي” ليست هذه الكلمات ترديدا لبيت من شعر، ولكنها تغريدة نفس عشقت مصر.عشقتها وهى تقلب صفحات تاريخ مجيد، وحضارة عظيمة، وتقف فى وقار أمام أزهرها العامر بالعلم والعلماء، وتتوشح بدماء الآلاف من شهدائها الأبرار الذين كتبوا تاريخ الأمة بدمهم الطاهر، وحققوا مقولة أنهم خير أجناد الأرض.

وتساءل هنية كيف لا؟ وهم الذين حرروا فلسطين بقيادة صلاح الدين، وردوا هجمة التتار بقيادة بيبرس وقطز فى عين جالوت، وكانوا على مدى التاريخ المخزون الاستراتيجي للأمة وفلسطين، عبروا القناة وهم يصرخون الله أكبر، فمسحوا بها هزيمة الأمة عام 1967، وحققوا مقولة الرئيس الراحل عبدالناصر :”ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة”.

وتابع هنية “:فكيف بعد ذلك يتقول علينا فى حب مصر والعرفان بجميلها المتقولون، إن ما يربطنا بمصر أكبر من رابطة الجوار، وأكبر من المصالح المادية بين الشعوب، إنها رابطة الإخوة والدين والتاريخ المجيد، ورابطة الغيرة على أمنها وشعبها، والحرص على ألا تؤتى مصر من أعدائها أو المتربصين بها وبثورتها”.

واستطرد :أكتب لكم اليوم يا شعب مصر الحبيب فى ذكرى يوم الأرض الخالد اليوم الذى سجل انتفاضة شعبنا فى الأراضى المحتلة عام 48 دفاعا عن أرضهم سنة 1976 متحدين الاحتلال بصدورهم العارية مما أوقع العديد من الشهداء والجرحي لقد شكلت الأرض ومازالت مركز الصراع وجوهر القضية، وأرض فلسطين دون أى أرض ليست للفلسطينيين وحدهم بل هى وقف لكل العرب والمسلمين.

وقال رئيس الوزراء فى حكومة حماس فى قطاع غزة إن الدنيا شهدت لنا عام 1954 كيف أحبطنا مشروع التوطين، وشهدوا علينا أننا أثناء حرب الفرقان والسجيل بدلا من الفرار من وجه الموت كان الفلسطينيون إلى الموت يعودون، بل إلى الحياة يعودون! ويتذكر ذلك إخواننا المصريون، ويشهدون كيف دفعنا ثمنا باهظا، من أشلاء أطفالنا الذين مزقت أجسادهم الطرية قنابل الفسفور على الهواء مباشرة، وهم فى أرضهم صامدون.

وأضاف أن العالم كله رأى الرجال والنساء والشيوخ يذبحون ولا يتراجعون، وهدمت المساجد على رؤوس المصلين الموحدين ولم ترهم يتراجعون، ودمرت لمدارس والمصانع والمشافى والجامعات، والمخابز والطرقات ونحن صامدون، ندافع عن المقدسات وعن الأسرى وعن كرامة العرب والمسلمين، بسلاح الإيمان وبعض من سلاح صنعنا بعضه بأيدينا.

وقال إنه لا أحد من أبناء مصر أو فلسطين يستفيد من تشويه الرجال الذين يهتفون ليل نهار بحب مصر ويدافعون عن أمن مصر، أو تشويه المقاومة التى تدافع عن كرامة الأمة. إننا على اقتناع تام بأن مصر كانت وستظل قلعة عصية على الاختراق والتطبيع، وستظل حاضنة للقضية الفلسطينية والمقاومة.

وأكد أن الارتباك فى المشهد المصرى وفى علاقته بفلسطين يثلج صدر العدو فقط، وبدا ذلك واضحا فى وسائل إعلامه، وفى تصريحات مسئوليه، الذين رأوا أن مصر فى طريقها إلى الانهيار بسبب وقوف مصر وقادتها إلى جانب فلسطين وغزة والمقاومة. مشيرا إلى أن استراتيجية العدو هى إشعال الفتنة فى مصر وبين مصر وفلسطين بهدف ضرب الثورة وضرب القضية، فيما يعرف بنظرية الفوضى الخلاقة التى ابتدعتها كونداليزا رايس، فهل ينجحون؟ لا أعتقد أنهم سينجحون. وأن

سرعان ما تعود الروح إلى مصر الحبيبة إلى روحها الأصيلة وتنحاز إلى أمتها ليعود لها الأمن والخير، ولتعود لشعبها المحبة والتعاضد، ولدورها المحتضن لقضية فلسطين.

وأكد هنية أن الشعب الفلسطينى وقواه المجاهدة وفى مقدمتها حركة حماس يؤكد أهمية العلاقات التاريخية مع جمهورية مصر العربية، ونحن نشيد بالدعم المصري للشعب الفلسطيني وقضيته خلال العقود والسنوات الماضية ونعتز بالتضحيات العظيمة التى قدمها الشعب المصري من أجل القضية الفلسطينية فى إطار قيام مصر بدورها القومي، ونؤكد مركزية الدور الذى تلعبه مصر لتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية ونتمسك باستمرار دورها فى هذا المجال حتى انجاز الوحدة وإنهاء الانقسام.

وقال إننا لا نتدخل فى الشأن الداخلي لمصر ولسنا طرفا فى أى خلاف سياسى داخل الساحة المصرية، وعلى الرغم من أننا ننتمى لمدرسة الحركة الإسلامية غير أننا نقف على مسافة واحدة من كل القوى السياسية فى مصر، ونرى فيها ذخرا وسندا لفلسطين وشعبها، وكل من يحاول التدخل فى شئون مصر أو يضمر لها سوءا أو شرا منبوذ من شعبنا وحكومتنا. وأنه لا مساس بالسيادة الوطنية المصرية لا فى سيناء ولا فى غيرها ولا نسمح لأحد الاعتداء على هذه السيادة، إذ رفضنا ونرفض التوطين داخل سيناء أو غيرها (فكرة وتطبيقا)، فلسطين وطن الفلسطينيين كما مصر وسيناء وطن المصريين، ولا أساس لكل ما يتم الترويج له على هذا الصعيد.

وقال رئيس الوزراء فى حكومة حماس فى قطاع غزة إننا نعتز ونقدر لجيش مصر العظيم – خير أجناد الأرض كما قال المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم – دوره الوطني والقومي وكفاحه الطويل على جبهة الصراع مع العدو الصهيوني، باعتباره أكبر وأهم الجيوش العربية ودوره المهم فى حفظ التوازن الاستراتيجى مع الاحتلال الإسرائيلي، ونؤكد أن شهداء الجيش المصري فى رفح هم شهداء فلسطين، وعلى صدورهم أوسمة القدس وبوارق النصر بإذن الله تعالي، وجاهزون

للتعاون الكامل لكشف المتورطين بهذه الجريمة النكراء التى هزت كل بيت فلسطينى كما هو كل بيت مصري.

واضاف أن الأمن القومى المصري وعاء استراتيجى لأمن فلسطين والمنطقة العربية، وغير مسموح لأى فلسطينى العبث بأمن مصر والحكومة تبذل قصارى جهدها لحماية الأمن المشترك، وأمن الحدود ولا تسمح لأى كان أن يجعل غزة منطلقا للإضرار بأمن مصر وسيناء على وجه الخصوص، وبهذه المناسبة أود التوضيح أن الأنفاق الحدودية فى رفح حالة اضطرارية لجأنا إليها بسبب الحصار الدولى المفروض علينا، ليصل إلى الناس قوت يومهم وسبب صمودهم الدولي، ولا نمانع من إغلاقها فى حال توفر البديل الطبيعى من فوق الأرض.

وأشار إلى أن مصر لن ترى من غزة إلا كل الخير والعزة والصمود والدفاع عن فلسطين وعن حدود مصر الشرقية، وأن مطالبتنا للأشقاء فى مصر برفع الحصار عن غزة وتحويل معبر رفح الى معبر للأفراد والبضائع وتزويدنا بالكهرباء والوقود كل ذلك محكوم بالثابت السياسى لدينا وهو أن غزة جزء من الأرض الفلسطينية ولا نقبل أن تلقى غزة فى وجه مصر ونحن لا نعفى الاحتلال من مسئولياته، وإنما مطالبتنا الإنسانية وإنهاء الحصار الظالم على غزة نابعة من نظرة الأخ إلى أخيه الذى يقف إلى جانبه وقت الشدة والعسرة.

وفي ختام مقاله أعرب إسماعيل هنية عن أمله في تتوخي وسائل الإعلام المصري الدقة والمهنية عند تناول الموضوع الفلسطيني بشكل عام وموضوع غزة بشكل خاص، والانتباه من محاولات خلط الأوراق وتعويم المغالطات التى قد تؤدى إلى تأجيج الرأى العام المصري تجاه إخوانهم فى فلسطين، مدركين أن دعم الشعب المصري للقضية الفلسطينية، هو عنصر أساسي وركن متين من أركان الصمود والاستمرار فى النضال الوطنى لإنجاز مشروع التحرير والعودة والاستقلال.

حفظ الله مصر وأبقاها سندا وذخرا على الدوام.