سكندريون عن "مسحراتي رمضان": مهنة أصبحت على وشك الانقراض (فيديو وصور)
"اصحى يا نايم وحد الدايم" جملة جميلة دائما ما كانت تتردد على لسان "المسحراتي" والذي هو من مظاهر رمضان القديمة في مصر، وارتبط وجوده برمضان، وأول من نادى بالتسحير عنبسة ابن إسحاق ســنة 228 هجريًا، وكان يذهب ماشيًا من مدينة العسكر في الفسطاط إلى جامع عمرو بن العاص وينادي المسلمين بالسحور.
وفي مصر أصبح المسحراتي رمزًا مهمًا ينادي بأسماء الأطفال ويدق والطبول ابتداءً من الساعة 12 منتصف الليل حتى آذان الفجر، ويتضمن نداءه بعض الترانيم أو التواشيح الدينية اللافتة للانتباه، إلا أنه في الوقت الحالي أصبحت مهنة المسحراتي في مصر وتحديدًا بمحافظة الإسكندرية في طريقها للاندثار، ولم يعد المسحراتي يطوف الشوارع والأزقة والحارات، فضلًا عن اختفاء أشهر المسحراتية المعروفون بالمدينة بدون أسباب تذكر.
انتقلت "الفجر" للشارع السكندري، لرصد أفعال المواطنين في اختفاء المسحراتي بمعظم الشوارع في رمضان الحالي، وقال أحمد الشيشي: "مبقاش في خير زي زمان" ولم يعد المسحراتي يطوف بشوارعنا وأصبح الأطفال يأخذون الدور منه ويحضرون الطبول وينطلقون لتسحير الناس، وهي عادة أصبحت منتشرة جدًا هذه الأيام.
وأضاف مواطن آخر، أنه لم يعد هناك أي مسحراتية بالمناطق الشعبية فنحن في كرموز ولم نرى هذا العام أية منهم، وأعتقد أن غلاء المعيشة وعدم ارتياح الناس هو سبب ذلك فراحة البال لم تعد موجودة.
وأشار إسلام ياسين، إلى أن هناك عائلة مشهورة بالإسكندرية وهي "عائلة الشيخ زناتي" وهي من أقدم عائلات المسحراتية، ولكنهم اختفوا بعد أن كانوا يساعدون والدهم في رمضان ولم نعرف الأسباب.
وقالت مواطنة: في منطقة العوايد ليس هناك وجود للمسحراتي ولكن أطفال الحارة "قايمين بالواجب" وكل يوم ينزلوا الشارع ويستعملون الطبلة والمزمار من أجل تسلية الناس وبالفعل يتفاعل الكل معاهم ويخرج الناس للتصفيق لهم من النوافذ والبلكونات مما يجعل الأمر مضحكاً، وبالفعل لم يعد للمسحراتي وجود ولم نعد نشعر ببهجة رمضان.
وتابعت رقية أحمد، أن المسحراتي في شارعنا شاب من المنطقة صغير في السن ويردد عبارات غريبة ومضحكة، مثل "أستاذ كتكوت يا سكرة يا وردة بيضة معكرة ، "يا كابتن سليم يارب أشوفك غفير".