عليزا ميجن آخرهم.. أخطر شبكة جاسوسية جندها "الموساد" ضد مصر
يُعرف الجاسوس، بالخائن، نظرًا لأنه يخون بلاده، ويفشي سرها ومعلوماتها، لأجهزة معادية، تستخدمها ضدها، ومع سقوط الجواسيس، الذي جندهم جهاز الموساد، لصفه، تفقد المخابرات الإسرائيلية، توازنها لخسارتها، مصدرًا حيويًا في الدولة التي تريد التجسس عليها، وآخرها؛ كشفالضابطة الإسرائيلية عليزا ميجن، تمكنها من تجنيد خبير ألماني سافر إلى مصر خلال عهد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر لتطوير منظومة الصواريخ المصرية عقب هزيمة 5 يونيو 1967.
عليزا ميجن
كشف جهاز الموساد الإسرائيلي، عن الضابطة الإسرائيلية التي تمكنت من تجنيد خبير ألماني سافر إلى مصر خلال عهد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر لتطوير منظومة الصواريخ المصرية عقب هزيمة 5 يونيو 1967.
وأجرت الضابطة الإسرائيلية التي تدعى عليزا ميجن حوارًا هو الأول مع هيئة التلفزيون والإذاعة الإسرائيلية، كاشفةً أنها أول سيدة تشغل منصب نائب رئيس جهاز الموساد.
وأضافت "ميجن"، أنه في فترة الستينيات عندما كانت تبلغ من العمر 24 عامًا طلب منها تجنيد عالم ألماني، حيث سافرت إلى النمسا وأوقعته في علاقة غرامية بهدف أن يصبح عميلًا لجهاز الموساد لكونه أحد أعضاء طاقم الخبراء الألمان الذين عملوا في مصر على برنامج التسلح المصري في عهد جمال عبد الناصر والذين طوّروا في إطاره صواريخ مضادة للطائرات.
وأوضحت أن العالم لم يستكفى بالعمل مع الموساد بل أقنعته بالسفر إلى إسرائيل كذلك للعمل في تطوير منظومات التسليح الإسرائيلية.
إبراهيم سعيد
ولم تكن عليزا ميجن، أول جاسوسة يجندها الموساد، بل هناك الكثير، ويأتي إبراهيم سعيد شاهين الذي بدأ حياته الجاسوسية سنة 1967م، بُعيْد احتلال إسرائيل لسيناء، وجنّد زوجته انشراح موسى وأولاده في العمل الجاسوسي. منح رتبة عقيد في الجيش الإسرائيلي سنة 1968.
المخابرات المصرية اعتقلت "شاهين"، وعائلته سنة 1974 بعد التقاطها مراسلات صوتية بينه وبين الموساد، حيث أعدم شنقًا وأفرج عن زوجته وأولاده خلال عملية تبادل أسرى مع إسرائيل.
باروخ زكي مزراحي
وباروخ زكي مزراحي يهودي مصري من مواليد القاهرة 1926، هاجر إلى إسرائيل سنة 1957 تابعًا فتاة يهودية يحبّها، ولم يتمكّن من الزواج بها بسبب القوانين الإسرائيلية ، فـ"فورتينيه" من أم غير يهودية.
بدأت حياته الجاسوسية في هولندا بإقامة علاقات مع دبلوماسيين وشخصيات مصرية تمكن عبرها من الحصول على معلومات أمنية مهمة. ثم أرسله الموساد بجواز سفر مغربي يحمل اسم "أحمد الصباغ" إلى الإمارات واليمن، بعد هجوم مصر على سفينة إسرائيلية في خليج عدن، بهدف جمع أكبر قدر من المعلومات عن هذه البلاد، ومتابعة نشاط منظّمة التحرير الفلسطينية فيها.
واستطاعت المخابرات اليمنية القبض على مزراحي بعد تحذيرات مصرية منه، ونُقل إلى القاهرة، ثم أفرج عنه سنة 1974 مقابل الجاسوس المصري عبد الرحيم قرمان.
و توفي سنة 2005 بصمت، وأُنتج مسلسلٌ عن حياته في رمضان سنة 2012 بعنوان "الصفعة".
إيلي كوهين
أما إيلي كوهين، يبدأ حياته الجاسوسية في الخمسينيات من القرن الماضي في مصر، وكان وراء التفجيرات التي طالت مقارَّ ومؤسسات أميركية.
"كوهين"، انتقل إلى سوريا بعد أن رتّبت المخابرات الإسرائيلية له قصة ملفقة يبدو بها سوريًا مسلمًا يحمل اسم كامل أمين ثابت، هاجر وعائلته إلى الإسكندرية ثم سافر إلى الأرجنتين، ووصل إلى دمشق بعد أن بنى علاقات واسعة مع الدبلوماسيين السوريين في الأرجنتين.
تمكن "كوهين" من إقامة شبكة واسعة من العلاقات المهمّة مع ضبّاط الجيش والمسؤولين العسكريّين وصل من خلالها للمعلومات والمواقع التي يريد، لاسيما في الجولان المحتلّ.
قُبض على كوهين سنة 1965 بعد أن رصد الأمن السوري اتصالاته مع الموساد الإسرائيلي، وأعدم شنقاً في ساحة المرجة، أنتج حول حياة كوهين عام 1987 فيلمٌ أمريكيٌّ بعنوان "الجاسوس المستحيل".
نبيل نحاس
بينما ظل نبيل النحاس يمارس تجسسه وخيانته لمدة 13 عامًا، وبمجرد سقوطه أصيبت المخابرات الإسرائيلية بضربة شديدة أفقدتها توازنها، وفقد الموساد بذلك مصدرا حيويا في مصر فمن خلال وظيفته توسعت علاقاته وظهرت شخصيته الجديدة، ودخل في علاقة بفتاة إفريقية من غينيا تعمل صحفية لعدة صحف أفريقية، وبعد تعثر أحواله المالية قررالانضمام إلى إحدى وكالات الأنباء العالمية كمراسل مقابل مبلغ مالي كبير.
بدأ النشاط التجسسي الفعلي لنبيل النحاس في منتصف عام ١٩٦٠م، وبعد حرب أكتوبر 1973 صُدم نبيل لهزيمة إسرائيل وتخوف من فكرة الاستغناء عن خدماته فقرر تعويض الكيان الصهيوني، وأخذ يبحث عن مصادر لمعلومات وكل هذا بمراقبة الأجهزة الأمنية المصرية.
وفي 24 نوفمبر 1973 اقتحمت الأجهزة الأمنية في القاهرة، وضبطت أدوات التجسس كلها ولم يستطع وقتها الإنكار وأدلى باعترافات تفصيلية وهو لا يصدق أنه سقط بعد 13 عامًا يعمل في التجسس الذي أجادها جيدًا وقدم إلى المحاكمة، ومات مشنوقًا بعد صدور حكم الإعدام ضده.
سمير عثمان
أما سمير عثمان سقط في يد رجال الأمن أثناء قيامه بالتجسس مرتديًا بدلة غوص سنة 1997م، وكانت مهمة عثمان التنقل عائما بين مصر وإسرائيل بعد أن جنَّده الموساد، واعترف المتهم بأنه تم تجنيده عام 1988 على يد ضباط المخابرات الإسرائيلية بعد أن ترك عمله فى جهاز مصري إستراتيجي، وكشف عثمان خلال التحقيق معه عن أنه سافر إلى اليونان والسودان وليبيا ثم إلى إسرائيل، وأن الموساد جهز له 4 جوازات سفر كان يستخدمها في تنقلاته وأثناء تفتيش منزله عثر على مستندات مهمة وأدوات خاصة تستخدم في التجسس.
عزام عزام
بينما أدين عزام عزام في مصر بتهمة التجسس لصالح إسرائيل، وقضى 8 سنوات قبل أن يتم تحريره في صفقة سياسية عام 2004م، وعمل تحت غطاء تجارة النسيج بين إسرائيل وجمهورية مصر العربية، وهو صاحب شركة دلتا دكستايل إيجيت لكنه اعتقل عام 1996م في القاهرة بتهمة التجسس الصناعي، ومن ثم اتهم بكتابة معلومات بالحبر السري على الملابس الداخلية النسائية وأرسالها للموساد الإسرائيلي.
وفي يوليو 1997م، اتهم عزام عزام بتهمة التجسس، ونقل معلومات عن المنشآت الصناعية المصرية إلى إسرائيل، وحكم عليه بالسجن خمسة عشر عامًا مع الأشغال الشاقة، وحكم على المتهم الآخر عماد عبدالحليم إسماعيل بخمسة وعشرين عامًا، وأعلنت وقتها إسرائيل أن لا علاقة لها بعزام عزام.
محمد صابر
محمد سيد صابر مهندس نووي مصري يعمل بهيئة الطاقة الذرية، أدين بتهمة التجسس لإسرائيل، جند من قِبل المخابرات الإسرائلية عام 2006 في هونج كونج. تم تدريبه وتسليمه جهاز لاب توب مزود ببرامج تشفير وإخفاء للمعلومات، وأيضا هاتف محمول مزود بشريحة لإحدى شركات المحمول الأجنبية لاستخدامه في اتصال الطوارئ، وكاميرا ديجيتال.
أمد "صابر" إسرائيل بمعلومات ومستندات مهمة وسرية عن أنشطة هيئة الطاقة الذرية والمفاعلات النووية، وكلف بدس برنامج سري في أنظمة حواسيب الهيئة تتيح للمخابرات الإسرائيلية الإطلاع على جميع المعلومات المخزنة في هيئة الطاقة الذرية.
وتم القبض عليه فور وصوله مطار القاهرة الدولي في 18 فبراير 2007، وأدين بتهمة التجسس لإسرائيل وحكم عليه في 25 يونيو 2007 بالسجن 25 عاما وغرامة سبعة عشر ألف دولار أمريكي وعزله من وظيفته.
انشراح موسى
انشراح موسى سيدة مصرية عملت بالتجسس لصالح إسرائيل، وزوجها هو إبراهيم سعيد شاهين، تم القبض عليها بتهمة التجسس لصالح إسرائيل وحُكم عليها بالإعدام في 1974م، ولكن تم الإفراج عنها بعد ثلاث سنوات قضتها في السجن في صفقة تبادل أسرى، وتمكنت من دخول إسرائيل مع أولادها الثلاثة.
عماد إسماعيل
وأدين عماد عبدالحليم إسماعيل بتهمة التجسس ونقل معلومات عن المنشآت الصناعية المصرية إلى إسرائيل، وحُكم عليه بخمسة وعشرين عامًا، بينما حُكم على شريكه عزام عزام بالسجن خمسة عشر عامًا مع الأشغال الشاقة.
وفي عام 2004 وبعد الإفراج عن شريكه الجاسوس عزام عزام، قدم محامي عماد طلب التماس للإفراج عنه الذي أكد أنه يستهدف العفو الدستوري وليس القانوني، ولكن حتى الآن لم يتم إعلان العفو عنه.
طارق عبد العزيز
كما اتهم المصري طارق عبدالعزيز، بالتجسس لصالح إسرائيل وشهرته جاسوس الفخ الهندي، وتم القبض عليه في أغسطس 2010 سافر إلى الصين لمدة 4 سنوات متواصلة للحصول على شهادة تدريب في رياضة الكونغ فو، وعاد إلى مصر وعمل مدرب كونغ فو بأحد الأندية غير أنه لم يستقر وسافر إلى الصين لمروره بظروف مادية صعبة، وأثناء وجوده هناك بادر من تلقاء نفسه في بداية عام 2007 بالاتصال لموقع ويب لجهاز المخابرات الإسرائيلية وأرسل أنه مصرى ومقيم في دولة الصين ويبحث عن فرصة عمل وسجل بياناته.
وألقت مصر القبض عليه وكشفت تحريات أمن الدولة أن طارق تلقى في شهر أغسطس 2007 اتصالا هاتفيًا من أحد عناصر المخابرات الإسرائيلية، واتفقا على اللقاء في الهند وفي مقر السفارة الإسرائيلية تم استجوابه عن أسباب طلبه للعمل مع جهاز الموساد وسلمه الضابط الإسرائيلي مبلغ 1500 دولار مصاريف انتقالاته وإقامته وسافر طارق إلى تايلاند حيث تم تدريبه هناك على أساليب جمع المعلومات بالطرق السرية، وتسلم جهاز حاسب آلى محمول مجهزًا ببرنامج آلى مشفر يستخدم كأداة للتخابر والتراسل السري كما تسلم حقيبة يد للحاسب الآلي تحتوي على وسيلة إخفاء مستندات ونقود وتسلم أيضًا جهاز تليفون محمولًا به شريحة تابعة لشركة في هونغ كونغ، وصدر ضده حكم بالسجن المؤبد 25 عامًا.
رمزي الشبيني
وكشفت نيابة أمن الدولة العليا، أن المتهم رمزي الشبيني سعى إلى التخابر مع جهاز المخابرات الإسرائيلي أثناء سفره إلى إيطاليا عام 2009م، وجند المتهمة سحر سلامة وهي حبيبته، والسبب الرئيسي في عمله لدى الموساد، وذلك لرفضها الزواج منه عام 2007م، بحجة ظروفه المالية الصعبة.
وأسندت النيابة إليهما تهم السعي والتخابر لمصلحة إسرائيل وإمداد المتهمين الثالث والرابع بالمعلومات الداخلية للبلاد بهدف الإضرار بالمصلحة القومية، مقابل الأموال والهدايا العينية التي حصلا عليها، علاوة على معاشرة المتهم الأول لسيدات من عناصر المخابرات الإسرائيلية جنسيًا.
وقضت محكمة جنايات الجيزة بتاريخ 28-3-2015 بالسجن المؤبد لمدة 25 عامًا لثلاثة متهمين بينهم ضابطان بجهاز الاستخبارات الإسرائيلي، والسجن لمدة 15 عامًا بحق "سحر" في القضية المعروفة باسم شبكة جواسيس الغواصات الألمانية.
وأدانت محكمة جنايات الجيزة المتهمين الأربعة بتكوين شبكة تخابر على مصر لصالح إسرائيل، وقررت إلزام المتهمين المصريين وهما رمزي محمد الشبيني وسحر إبراهيم سلامة برد مبلغ 90 ألف يورو التي حصلا عليها من جهاز الموساد الإسرائيلي.
هبة سليم
أما هبه سليم، تنحدر من عائلة ميسورة في القاهرة، سافرت إلى باريس لإكمال تعليمها، والتقت هناك فتاة يهودية من أصل بولندي، جُنّدت من خلالها في الموساد الإسرائيلي بمساعدة من أحد دكاترة الجامعة.
وكانت مهمتها الأولى، تجنيد فاروق الفقي الذي كان يلاحقها، فوافقت على خطبته، وبدأت تدريجيًا تسأله عن بعض المعلومات والأسرار الحربية، وتحديدًا عن مواقع الصواريخ الجديدة التي وصلت من روسيا، فكان يتباهى أمامها، ويجيء إليها بالخرائط زيادة في شرح التفاصيل.
كانت سليم ترسل المعلومات أول بأول إلى باريس، وكانت منصّات إطلاق الصواريخ المصرية تدمر أولاً بأول من قبل الطيران الإسرائيلي، فقُبض على الفقي وجُنّد كعميل مزدوج، تمّ استدراج سليم إلى طرابلس في ليبيا عن طريق الفقي ووالدها، وهناك قُبض عليها، ونُفّذ فيها حكم الإعدام سنة 1973، ونفذ قائد الفقي حكم الإعدام فيه.
ألّف الكاتب صالح مرسي رواية "الصعود إلى الهاوية" التي اقتبست عن قصة هبة سليم وتحوّلت لاحقًا إلى فيلم سينمائي.