حكايات رمضانية.. عادل إمام.. من ضيَّع فى "يوسف معاطى" عمره!
هل كان يستحق يوسف معاطى كل هذه الفرص التى منحها له عادل إمام خلال العشر سنوات الماضية؟ ! هل كان لا يرى الزعيم أن نصوص يوسف معاطى لا تشبع رغبة الممثل الذى يسكنه وكان يستسهل من باب إللى نعرفه أحسن من إللى ما نعرفوش.
فى الحقيقة كل من تابع تمثيل وحضور عادل إمام فى مسلسله الجديد «عوالم خفية» يشعر بأن الزعيم كان مبتعدا منذ فترة طويلة جداً عن التمثيل وقرر فجأة أن يعود ولكن بقوة وحضور تعوض سنوات غيابه الطويلة.
ربما يكون يوسف معاطى منح الزعيم فرصة العودة سينمائياً، بعد أن انتصر عليه جيل الشباب هنيدى ورفاقه، وتحولت أفلام عادل إمام وقتها لموضة قديمة، لم ينقذه وقتها التعاون مع لينين الرملى فى بخيت وعديلة 2، ولا حتى فى فيلم «أمير الظلام» فى أن يعود الزعيم للمنافسة، وحده يوسف معاطى أعاده لقمة السينما بعد أن قدم معه فيلم التجربة الدنماركية، يوسف وقتها وضع عادل إمام فى سنه الطبيعى، وهو أن يظهر أبًا لخمسة من الشباب، يجمعهم صراع على حب فتاة دنماركية، تدفعها الصدفة للجلوس معهم فى منزل واحد.. الفيلم نجح نجاحاً مدوياً، وحقق إيرادات لم يتجاوزها الزعيم عادل إمام من قبل، وأعلن وقتها عن أن دوره كنجم للكوميديا لم ينته وأنه مازال أمامه وقت للمنافسة والتربع على عرش ملوك الكوميديا بالوطن العربى.
ربما كان هذا هو سر أن يطمئن عادل إمام ليوسف معاطى، ويأتمنه على نجوميته وتاريخه، فقرر أن يكرر معه التجربة السينمائية مراراً وتكراراً، فقدما سوياً عريس من جهة أمنية، السفارة فى العمارة، بوبوس، مرجان أحمد مرجان، حسن ومرقص، وجميعهم نجحوا نجاحاً كبيراً باستثناء فيلم بوبوس، بعدها انتقلت الثقة من عالم السينما إلى عالم الدراما، وقرر الزعيم العودة تليفزونياً بعد عملين دراميين خلال مشواره الفنى، هما دموع فى عيون وقحة، وأحلام الفتى الطائر، وبمجرد أن عرض المنتج صفوت غطاس على الزعيم فكرة تقديم مسلسل خلال عام 2012، مع انتشار الفضائيات المصرية الخاصة، لم يمنح الزعيم وقتها قرار بالقبول أو الرفض لحين الجلوس مع صديقه والمؤتمن الجديد على نجوميته «يوسف معاطى».
قدما بعدها مسلسل فرقة ناجى عطاالله، وحقق المسلسل نجاحا كبيرا، بسبب جراءة فكرته، فى تشكيل مواطن مصرى لفرقة لسرقة بنك إسرائيلى بعد أن استولى البنك على كل ما يملك، وأعتقد أن هذا هو العمل الأخير الذى احتفظ فيه يوسف معاطى بمفاتيح نجومية الزعيم عادل إمام، فبعدها قدما سوياً أكثر من خمسة مسلسلات، نجحت جميعها إعلانياً فقط بسبب وجود اسم عادل إمام عليها، للحق لم يمثل فيها عادل إمام سوى مشاهد معدودة، وكانت حرفية يوسف معاطى فى أن يبدأ المسلسل فاتراً، وتتصاعد الأحداث وتلتهب خلال الخمس حلقات الأخيرة، ظل على هذا التكتيك ست سنوات كاملة، فقد عادل إمام خلالهم بريقه، صعد خلالهم نجوم جدد للدراما، واختفى آخرون، وبعدها جاء وقت التغير، وبالصدفة البحتة، عندما قرر رامى إمام تولى إنتاج مسلسل والده الجديد، وهنا رامى إمام المنتج بخلاف رامى المخرج، فرامى المنتج لن يسمح لمؤلف والده الودود، أن يحصل على خمسة ملايين جنيه كاملة كأجر عن مسلسل، يعرف رامى إمام جيداً أنه دون المستوى، وأنه لولا وجود اسم والده عليه لما حققت أعمال يوسف معاطى الدرامية أى نجاح يذكر، لم يرفض رامى التعاون مع يوسف معاطى، ولكنه عرض على والده فكرة التجديد، والبحث عن شباب يحلمون بفرصة، ليقدموا كل ما لديهم، ووقع الاختيار على الثلاثى الشاب أمين جمال ومحمد محرز، ومحمود حمدان، فى البداية كان الزعيم قلقا، ويحاول أن يعود ليوسف معاطى، ولكن إصرار رامى على نجاح والده بعيداً عن يوسف معاطى، جعل الزعيم يمنح الثلاثى الشاب، أكثر من فرصة، حتى اقتنع بهم الزعيم، ووافق على التعاون معهم، وكسب رامى ابنه الرهان، بعد أن استحوذ المسلسل على نسب مشاهدة مرتفعة خلال حلقاته الأولى، وأصبح المشاهد فى رحلة البحث مع شخصية البطل «هلال كامل» للكشف عن لغز مقتل الفنانة الشهيرة، ربما لن نكون ظالمين، إذا قلنا أن يوسف معاطى تعامل مع الزعيم باستخفاف شديد خلال السنوات الأخيرة، وأصبح يشغل باله بالبحث عن اسم مسلسل يعلق مع الجمهور وعن كيفية جذب المشاهدين خلال الخمس حلقات الأخيرة فقط كما ذكرنا، ربما لا يزال الطريق مفتوحا أمام يوسف معاطى، لينجح مع نجوم آخرين، ولكن فى الحقيقة، بعد المستوى الذى ظهر عليه عادل إمام فى مسلسل «عوالم خفية» أصبح محبوه مقتنعين، أنه ضيع سنوات عديدة من عمره فى تقديم أفكار مكررة ونماذج ساذجة لأبطال بعيدة عن الواقع بشدة، وهو ما يدفعنى أن أقول له.. حمدالله على السلامة يا أستاذ.