هاديتش يمثل أمام محكمة جرائم الحرب الدولية في لاهاي
يمثل اليوم الاثنين غوران هاديتش، آخر المطلوبين بشبهة ارتكاب جرائم حرب في يوغسلافيا السابقة، أمام محكمة جرائم الحرب الدولية في لاهاي لسماع لائحة التهم التي ستوجَّه إليه ومنها تهمتا قتل مئات الكروات وطرد عشرات الآلاف من ديارهم، وذلك خلال تزعمه للحركة القومية المسلحة فيما كان يُعرف بجمهورية كرايينا الانفصالية التي أعلنها صرب كرواتيا بين عامي 1992 و1993.
وسوف يُطلب من هاديتش، البالغ من العمر 52 عاما، الرد على 14 تهمة بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب خلال ترؤسه لقوات صرب كرواتيا الانفصالية التي خاضت حربا من أجل استقلال جمهورية كرايينا عن كرواتيا وإلحاقها بجمهورية صربيا.
وسوف يكون بإمكان هاديتش إرجاء الإدلاء باعترافاته أو الرد على التهم التي توجَّه إليه خلال فترة أقصاها 30 يوما ابتداء من تاريخ مثوله أمام المحكمة.
وكان هاديتش، وهو كرواتي صربي متهم بارتكاب جرائم حرب خلال حرب البلقان بين عامي 1991 و1995، قد نُقل إلى لاهاي لكي يُحاكم أمام محكمة جرائم الحرب الدولية الخاصة بيوغسلافيا السابقة.
آخر المطلوبين
وهاديتش هو آخر المسؤولين العسكريين والسياسيين الصرب الـ 161 السابقين الذين كانت قد صدرت بحقهم مذكرات اعتقال من قبل المحكمة المذكورة التي أُنشئت في عام 1993 عندما كان الصراع لا يزال على أشدِّه بين الجمهوريات التي كانت تشكِّل حينذاك يوغسلافيا السابقة.
وقد سعى هاديتش بالدرجة الأولى إلى الحؤول دون استقلال كرواتيا عن يوغوسلافيا السابقة التي كانت صربيا تشكِّل العمود الفقري فيها.
وسبق لمحكمة جرائم الحرب في يوغوسلافيا السابقة أن اتهمت هاديتش في عام 2004 بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، ومن بينها القتل والاضطهاد والإبادة الجماعية والتعذيب والترحيل والتطهير العرقي والممارسات غير الأخلاقية.
وقد اعتُقل هاديتش الأربعاء الماضي بالقرب من منزله في منطقة فروسكا جورا الجبلية الواقعة شمالي بلغراد. وجاء اعتقاله بعد أقل من شهرين من اعتقال القائد السابق لقوات صرب البوسنة، راتكو ميلاديتش، والذي يُحاكم أيضا أمام محكمة جرائم الحرب الخاصة بيوغوسلافيا السابقة بتهمة ارتكاب فظائع ضد المسلمين أثناء تلك الحرب.
العقبة الأخيرة
ويقول مراسل بي بي سي في بلغراد إن اعتقال هاديتش يُعد بمثابة إزالة للعقبة الأخيرة أمام حصول صربيا على وضع الدولة المرشحة للانضمام إلى عضوية الاتحاد الأوروبي.
كما تعتبر صربيا، والتي تُحمَّل على نطاق واسع مسؤولية التحريض على أسوأ موجة عنف شهدتها القارة الأوروبية منذ الحرب العالمية الثانية، أن تسليم هاديتش بمثابة الإيفاء بكامل مسؤوليتها حيال محكمة جرائم الحرب الدولية الخاصة بيوغسلافيا السابقة.
إلاَّ أن سيرج براماريتس، رئيس الادعاء العام في المحكمة الدولية الخاصة بيوغسلافيا السابقة، ذكَّر صربيا بأنها لا يزال يتعيَّن عليها أن تحاكم أمام محاكمها الخاصة مطلوبين صربا آخرين يُشتبه بارتكابهم جرائم حرب.
وقال براماريتس: لا يزال ضحايا الآلاف من جرائم الحرب الأخرى ينتظرون إحقاق العدالة. كما أن مقاضاة الضالعين بجرائم الحرب، بما يخص الإجراءات القضائية على الصعيد الوطني (في صربيا)، تظلُّ تشكِّل تحديا خطيرا للمنطقة ولشعوبها .