بعد "نسر الصعيد".. متى يتخلى محمد رمضان عن سياسة "فرد العضلات"؟

الفجر الفني


في إحدى حلقات برنامج "snl  بالعربي"، شارك الفنان محمد رمضان، في سكتش كوميدي، ظهر من خلاله بشخصيته الحقيقية، أثناء تصوير فيلم سينمائي، وجاء الضحك من خلال تجاهله لتعليمات المخرج، وإصراره على إظهار "عضلاته" أمام الكاميرا، ليدل المشهد على فكرته عن مفهوم "البطولة".

محمد رمضان، نجم كسب قاعدة جماهيرية عريضة منذ سنوات، لكنه وقع في خطأ التكرار بتجسيد أدوار متشابهة لجذب الجمهور، في أفلامه الأولى "عبده موتة"، "قلب الأسد"، والألماني"، التي اتهمها البعض بنشر "البلطجة" في الشارع المصري، بالرغم من تحقيقها أعلى الإيرادات في دور العرض.

واعترف "رمضان" باستهداف أفلامه شريحة واحدة من الجمهور، وقرر تغيير ذلك من خلال تقديم نوعية أخرى، مثل "آخر ديك في مصر"، و"جواب اعتقال"، و"الكنز"، التي لم تحفظ له مكانه في الصدارة والحصول على أعلى الإيرادات، لكونها أفلام تضمنت فكرة بعيدة عن "فرد العضلات".

وكرر الخطأ نفسه في الدراما، فبعد نجاح مسلسل "ابن حلال"، قدم مسلسل "الأسطورة"، بالاعتماد على تركيبة أفلامه التي قدمها في بداياته، بشخصية "رفاعي الدسوقي" أو "الأسطورة"، وشقيقه "ناصر الدسوقي"، في محاولة للاستحواذ على ذهن المشاهد، بإقحام مشاهد الضرب والقتل في الأحداث.

وبعد تصدر صورة "الأسطورة" المقاهي والملابس ووجوه الشباب، أراد "رمضان" اللعب على نفس الوتر، بمسلسل "نسر الصعيد" الذي ضمن نجاحه قبل عرضه، ومرة جديدة يجسد لنا شخصيتي الأب "صالح القناوي" والابن "زين القناوي"، ولوحظ وجود تشابه كبير بين العملين، خلال الحلقات الأولى.

في ظل نجاح دراما البطولة الجماعية، غرد "رمضان" في سرب البطولة المطلقة، بمسلسل "نسر الصعيد"، فشخصية "الأب" لم تكن مقنعة فنياً، بالمقارنة بشخصية الابن الذي حقق حلمه في الالتحاق بكلية الشرطة، بأداء تمثيلي لمس القلوب، وتضمن مساحة فنية جيدة، كانت تكفي لاختيار ممثل آخر لدور الأب.

النجومية لا تعتمد على مساحة الدور أو "الكثرة" في الأدوار، بل تحتاج إلى ذكاء الممثل في تطويع قدراته الفنية لخدمة أدواره، والنجاح الجماهيري لا يكون بارتباط الناس بشخصية في مسلسل أو فيلم، بل أن تكون الشخصية قدوة يحتذى بها، حتى لو بمشاهد معدودة ضمن عمل فني.

"نسر الصعيد" من تأليف السيناريست محمد عبدالمعطي، الذي قام بتأليف مسلسل "الأسطورة"، وإنتاج جمال العدل، وإخراج ياسر سامي، ويشارك في بطولته، وفاء عامر، درة، سيد رجب، عائشة بن أحمد، دينا، وعايدة رياض.