"موسم التزاوج وحلق الشعر".. طقوس موريتانية خاصة في رمضان

تقارير وحوارات



كغيرها من الشعوب الإسلامية، تستقبل موريتانيا، شهر رمضان بالفرحة والابتهاج، ويقبل الشباب على الاعتكاف في المساجد وممارسة العادات الاجتماعية الأصيلة المرتبطة بصلة الرحم والتكافل الاجتماعي والأعمال الصالحة، فضلًا عن حرص الكبار على تزويج أبنائهم في شهر رمضان تيمنًا به وتفاؤلًا باستمرار المعاشرة الزوجية لهذه الأسرة الجديدة.

 

الإفطار

تتشابه العادات الغذائية لدى المجتمع الموريتاني في رمضان، وتشكل روتينا شبه ثابت منذ فترة طويلة، ورغم أن بعض الوصفات الوافدة بدأت تتسلل خلال الأعوام الأخيرة إلى المطابخ الموريتانية إلا أن تأثيرها يبدو طفيفا، حيث لا يزال التمر أول ثوابت الإفطار امتثالا للسنة النبوية الشريفة.

 

ويظل "اطاجين" الوجبة الرئيسة التي لا تخلو مائدة إفطار موريتانية منها وهو عبارة عن طبخة معدة من البطاطس باللحم، كما يمثل "الزريق" المشروب الأساسي وهو عبارة عن خليط من الماء والحليب واللبن الرائب، إضافة إلى "الشوربة" المعدة من الخضار أو الطحين. ولا يمكن أن تخلو جلسة الإفطار من الشاي الأخضر الموريتاني المنعنع بأدواره الثلاثة والذي عرف قديما بأنه لا يصلح دون "ثلاث جيمات" تشير إلى كلمات "الجماعة" و"الجمر" و"الجر" وتعني أن يجمع مجلسه أكبر عدد ممكن الأفراد، وأن يعد على نار هادئة لا تنقص من سخونته، وأن يعمل معده على إطالة فترته. ويدخل كل ذلك في إطار إكرام الجلساء والترفيه عنهم.

 

التكافل الاجتماعي

التكافل الاجتماعي، يبدو جليًا في رمضان حيث يحرص ذوو السعة على إعداد موائد كبيرة ودعوة الجيران المتعففين أو إرسال موائد إليهم، ونتيجة لهذا العامل أساسا فإنه لا توجد موائد إفطار جماعية رسمية.

 

وفي أغلب المناطق الداخلية البعيدة تتسابق الأسر إلى إعداد وجبات إفطار خاصة بالمساجد وهي عادة قديمة لدى أهل هذه البلاد حيث ترى أطفال القرية ونساءها يتسابقون إلى المساجد قبيل الغروب حاملين ذلك النصيب اليومي المفروض من مائدة الإفطار الذي لا تطاله الاتكالية ولا التقاعس.

 

 المتجول في شوارع موريتانيا خلال نهار رمضان يشعر بأن الشارع يصوم فعلاً، فلا مطاعم أو مقاهي مفتوحة ولا مدخنين في الشوارع أو الأماكن العامة.

 

وفي تقليد سنوي درجت عليه سلطات البلد مع إطلالة الشهر الكريم تقوم هذه السلطات بفتح محلات تجارية تبيع المواد الاستهلاكية بأسعار مدعومة لجعلها في متناول الفقراء وتشهد هذه المحلات إقبالا كبيرا حيث تتشكل أمامها طوابير طويلة من ذوي الدخل المحدود الراغبين في الحصول على المواد الضرورية الأساسية التي توفرها هذه المحلات بأسعار مخفضة.

 

المسحراتي

لم يعد المسحراتي بالشكل الذي كان عليه في السابق، حيث كان شيخ مسن يجوب الشوارع وقت السحر، ينادي بصوته المبحوح، منبها النيام في المدينة والأحياء بدخول وقت السحور.

 

أما اليوم فقد تغير الوضع، وأصبح الشباب يحمل على عاتقه مهمة المسحراتى، يجوبون الطرق وهم يحملون في أياديهم أوعية معدنية للنقر عليها من أجل إيقاظ الناس على السحور.

 

المساجد

وتشهد المساجد الموريتانية إقبالاً كثيفًا من المصلين خاصة من الشباب، ولعل أحد أبرز العادات الرمضانية زيادة الإقبال على مجالس العالم وقراءة القرآن، ويبلغ بالكثيرين الحرص على ختم القرآن الكريم كل ليلة.

 

كما يحرص الصائمون على حضور الدروس اليومية التي تلقى في هذه المساجد والتي تبين للناس أحكام دينهم، ويجيب من خلالها الفقهاء على تساؤلات المستفتين حول مختلف الأحكام المتعلقة بالعبادات والنوازل المختلفة، وتمثل هذه الدروس امتدادا طبيعيا للدور التاريخي لـ الجامعات الشنقيطية المتنقلة المعروفة بـ"المحاظر" والتي كان لها دور أساسي في نشر العلوم العربية والإسلامية في المنطقة.

 

طقوس الرجال

وتتضمن طقوس رمضان للرجال الموريتانيين حلق شعر الرءوس قبل حلول الشهر بأيام حتى يتزامن نموه من جديد مع أيام الشهر المبارك، ويسمى "شعر رمضان"، كما تقوم بعض الأسر بتأجيل زفاف أبنائها لأيام هذا الشهر تيمنًا به وتفاؤلاً باستمرار المعاشرة الزوجية لهذه الأسرة الجديدة.

 

موسم الزواج

وعلى عكس جميع الشعوب الإسلامية، يقوم الموريتانيون بتزويج أبنائهم في شهر رمضان تيمنًا به وتفاؤلًا باستمرار المعاشرة الزوجية لهذه الأسرة الجديدة.