أسامة فخري الجندي: السهر و الشيشة ارتباط غير منطقي بشهر رمضان (حوار)

تقارير وحوارات



المجاهرة بالإفطار فيه عدم حياء مع الله

"الصيام معوق للإنتاج" شبهة غير منطقية

الدعاء أساس منهاج المسلم في رمضان

المصالحة مع الله تكون بفتح صفحة جديدة معه

  

قال الداعية الإسلامي الشيخ أسامة فخري الجندي مدير إدارة المساجد الحكومية بوزارة الأوقاف، إن شهر رمضان هو شهر الاستقامة مع منهج الله عز وجل، وأن يحوّل المسلم تعاليمه جل وعلا إلى واقعٍ عَمَليّ مُجَسَّد في حياته، ويفتح  صفحة جديدة معه سبحانه وتعالى، وتكون بمثابة المصالحة الذي يكون بعدها شدة الإقبال عليه عز وجل بكل ما يحبه ويرضاه.

 

وأضاف" الجندي" خلال حواره، أن ارتباطً ليل رمضان بالشيشة والخيم الرمضانية ارتباط غير منطقي لبعض الأمور بهذا الشهر الكريم، كما أن الكافتيريات ومشاهدة الفضائيات والمسلسلات في نهار رمضان وليله  تعمل على ضياع الوقت وكذلك العمر لعدم استثمار هذه المنحة الإلهية .

 

كيف نفوز بشهر رمضان؟
من كرامة هذه الأمة على ربها أن جعل لها مواسمَ الخير المتعددة؛ وذلك حتى يظلَّ العبدُ في معيَّةِ ربِّهِ دائمًا بالإقبال عليه بألوان العبادات والطاعات المختلفة، الله عز وجل  أراد بهذه الأمةِ كلَّ الخير، فهو عز وجل يوفقها إلى العمل الصالح في هذه المواسم التي نتقلب فيها، ومن هذه المواسم،  " شهر رمضان"، ولا شك أن شهر رمضان فيه الكثير من النفحات والرحمات والروحانيات، تنشغل فيه الجوارح بالإقبال على الله عز وجل، صيامًا وقيامًا وذكرًا وتلاوةً للقرآن، وغير ذلك من ألوان العبادات المختلفة ،فالعاقل هو الذي يدرك شرف هذا الزمان الذي يعيش فيه، هو الذي يدرك قيمة وقدر الأيام التي تمر عليه الآن، وإذا كنا نعيش هذا الزمان الشريف من شهر رمضان، فينبغي أن يلتزم المسلمُ فيه منهجًا مستقيمًا مع الله، ومع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومع الناس، ومع نفسه .


فعلى المسلم إذن أن يستقبل رمضان بالاستقامة مع منهج الله عز وجل، وأن يحوّل تعاليمه جل وعلا إلى واقعٍ عَمَليّ مُجَسَّد في حياته، فليستثمر المسلمُ هذا الأيامَ برفع توبةٍ إلى الله عز وجل تغفر له ما سبق،وتفتح له صفحة جديدة معه سبحانه وتعالى، وتكون بمثابة المصالحة الذي يكون بعدها شدة الإقبال عليه عز وجل بكل ما يحبه ويرضاه ، فلا يضيع هذه الأوقات المشرفة في الكسل والخمول والغفلة والنوم وغير ذلك مما قد يحدث عند البعض .

 ومن الآداب النبويّة المشرّفة كذلك أن يتركَ المسلمُ كلَّ مِرَاءٍ أو سبابٍ أثناء الصوم ويحاول أن يكظمَ غيظَه في وقت الغضب ويفطمَ نفسَه على الحلم والعفو والصفح والمسامحة ، ويبتعد عن المشاحنات والخصام

 

الشيشة والخيام في ليل رمضان .. هل تضيع الأجر والثواب؟
ارتباطًا غير منطقي لبعض الأمور بشهر رمضان، منها الخيام وليالي السهر فيها مع ما فيها من الشيشة وغيرها ، ومنها الكافتيريات ومشاهدة الفضائيات والمسلسلات في نهار رمضان وليله ، والتي تعمل على ضياع الوقت وكذلك العمر لعدم استثمار هذه المنحة الإلهية التي تكون الأعمال فيها بأعمار .

 

 شهر رمضان فرصة لإسقاط الذنوب وتسويتها وفتح صفحة جديدة ، فلو أن إنسانا مدينًا بمئات الألاف لأشخاص كثر ، ثم أتيحت له فرصة لمقابلة شخص واحد وفي هذه المقابلة سوف تسقط عنه كل ديونه ، ألا يكون حريصًا على هذا اللقاء ؟ ألا يكون حريصًا على اغتنام وقته مع هذا الشخص ؟ ألا يكون حريصًا على استقباله استقبالًا يليق بمن سيضع عنه ديونه ويزيحها عنه ويجعله يبدأ صفحة جديدة هادئ البال .

 

 

حكم من يجهر بفطره في رمضان؟
معلوم أن الصيام ركن من أركان الإٍسلام وفريضة مكتوبة على المسلمين ، فمن تهاون في صيام رمضان فقد وقع في معصية كبيرة ، فإذا ضم إلى ترك فريضة الصيام الجهر بالإفطار فإنه يزداد إثمًا ؛ لأنه أظهر المعصية وتلبس بها

فلا شك إذن أن المجاهرة بالإفطار فيه عدم الحياء لا من الله عز وجل ولا من الناس ، والواجب على من فعل ذلك أن يتوب إلى الله سبحانه وتعالى .

 

تعليم الأولاد على الصيام؟
لا شك أن الإنسان منذ الصغر تنطبع نفسه بما تراه ، ويتأثر عقله بما يسمعه ، وتتشكل شخصيته تبعًا لذلك ، الأمر الذي يجعل من الأسرة الدور الأول والأهم في بناء الأجيال أدبيًّا ومعرفيًّا ، وتوجيه طاقاتهم واستثمارها حسب تنوعها في بناء حقيقي ومستقبلي في شتى المجالات الحياتية له ولوطنه ولأمته ، وقد أكد علماء النفس أهمية الأسرة في عملية التربية وتوجيه الأجيال إلى المعرفة والعلم ؛ حيث قالوا : أعطونا السبع سنوات الأولى لأولادكم .. نعطكم التشكيل النهائي الذي سوف يكون عليه هؤلاء الأولاد .

 

ما ردك على أن الصيام معوق للإنتاج ؟
شبهة غير منطقية ، وقد قام  العلماء بالرد عليها ، فالصوم من العبادات التى لم ينفرد بها الإسلام. فقد أخبر القرآن الكريم أن الصوم كان مفروضًا أيضًا على الأمم السابقة: يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم ، ويبدأ صيام كل يوم بالامتناع التام عن الطعام والشراب وعن كل الشهوات من طلوع الفجر حتى غروب الشمس، وهذا يعنى أن المسلم يقضى نهار يومه كله ـ وهو وقت العمل المعتاد ـ وهو صائم على النحو المشار إليه، ولعل هذا هو السبب الذى من أجله يتوهم البعض أن الصوم الإسلامى بهذه الطريقة يقلل حركة الإنتاج لدى الفرد والمجتمع.

والصوم فى حقيقة الأمر برئ من هذه التهمة فالصوم يفترض فيه أنه يعمل على تصفية النفوس والتسامى بالأرواح، وهذا من شأنه أن يمد الفرد بطاقة روحية تجعله أقدر على الإنتاج والعمل أكثر مما لو لم يكن صائمًا.

وهذه الطاقة الروحية قوة لا يستهان بها، وقد حارب المسلمون فى غزوة بدر أيام الرسول صلى الله عليه وسلم وهم صائمون وانتصروا، وحارب الجنود المصريون عام 1973م وهم صائمون حيث كان ذلك فى شهر رمضان وانتصروا. ولم يقلل الصوم من نشاطهم، بل كان العكس هو الصحيح تمامًا.


حكم التكاسل عن قراءة القرآن في شهر رمضان؟
معلوم أن التكاسل عن أداء العبادات هو مظهر من مظاهر الفتور ، وصفة من صفاتت المنافقين ، وإذا كان الكلام عن القرآن الكريم ، فلا بد من إدراك أن القرآن الكريم ليس مجرد مادة نظرية فحسب ، بل هو منهج حياة ، اشتملت آياته على قوانين صيانة الإنسان في الكون ، على قوانين صناعة الحياة ، على قوانين صناعة الجمال ، على قوانين تضمن السلامة للإنسان في الدنيا والآخرة ، ومن ثم يجب أن تتشكل عقلية كل مسلم بالآيات القرآنية المشرفة ، يجب أن يترجم الايات القرآنية إلى واقع عملي مشاهد ومحسوس ، يجب أن يحول الآيات القرآنية إلى واقع عملي ، وإلا كيف نفهم وصف السيدة عائشة لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : كان خلقه القرآن ؟ أي: كان خير مطبق، خير مترجم للآيات القرآنية المشرفة .