دراسة تُحذر.. التدخين يبطل مفعول "أدوية" الكلى!
جميعنا نعلم جيدًا مدى خطورة عادة التدخين السيئة على الجسم وأنها تزيد من مخاطر الإصابة بالعديد من الأمراض من أهمها أمراض القلب الخطيرة وتليف الكبد وضعف جهاز المناعة وتدمير الجهاز التنفسي.
هذا حسب العديد من الدراسات التي أثبتت ذلك ومع تزايد الدراسات العلمية حول عادة التدخين المميتة ظهرت دراسة أمريكية حديثة وأثبتت أن التدخين يؤثر بشكل كبير على الكلى وأن الاشخاص المريضة بالفشل الكلوي وتتناول التدخين فإنها بذلك تعرض حياتها للموت لأن التدخين يبطل من مفعول أدوية الكلى بشكل كبير.
هناك مجموعة كبيرة من الأطباء والعلماء المتخصصين قاموا بإجراء دراسة علمية جديدة في الجمعية الأمريكية لأمراض الكلى في مدينة شيكاغو في أمريكا. نشرتها الجمعية السعودية لطلب الأسرة والمجتمع وتوصل الباحثين إلى أن تناول التدخين يؤثر بشكل سلبي على مفعول الأدوية الخاصة بأمراض الكلى المزمنة والتي يعاني منها الكثيرين ويشتكون دائمًا من ضعف وتدهور في وظائف الكلى.
أجريت الدراسة بمشاركة 216 مريضًا يعانون من مشاكل وخلل في وظائف الكلى ومن بين هؤلاء المرضى تم تقسيمهم إلى مجموعتين المجموعة الأولى كلها مدخنين بينما المجموعة الثانية غير مدخنين وتم تناول المجموعتين أدوية المثبطات ADC وهذه الأدوية تحد من تدهور وظائف الكلى. استمرت الدراسة لأكثر من شهرين ومن بعدها تم إجراء الفحوصات والتحاليل الطبية لكي يتم التعرف على تأثير التدخين على مرضى الكلى.
عندما ظهرت النتائج الخاصة بالدراسة اكتشف الباحثون الأمريكيون أن المجموعة الأولى المدخنة تم إبطال مفعول أدوية الكلى المثبطة وأصيبوا بتدهور وخلل ومشاكل أكبر في الكلى مما زادت إصابتهم بالفشل الكلوي الحاد والمزمن. بينما المجموعة الثانية الغير مدخنة والمقلعة تمامًا عن تناول التدخين فقد تم تفاعل الأدوية لديهم بالتدريج وتم الحد من تدهور الكلى ومنع إصابتها بالفشل الكلوي.
هنا حذرت الدراسة من تناول التدخين وقدمت النصيحة للمرضى المصابين بتدهور الكلى بضرورة الاقلاع عن التدخين لكي يتم تحسين حالتهم الصحية بشكل أكبر ومنع تفاقم المشاكل الكلوية الحادة وذلك لأن الكلى تعتبر من أكثر الأعضاء أهمية لأنها تقوم بتنقية الدم من السوائل والفضلات والنفايات الضارة كما أنها تحد من احتباس الماء تحت الجلد وتساعد على ادرار البول والتخلص تمامًا من السموم والأملاح والصوديوم الزائد في الجسم. لذلك لابد من الحفاظ على الملة بالتوقف عن تناول التدخين لكي نمنح فرصة للأدوية المثبطة بالتفاعل والتأثير على المرض.
كما نوهت الدراسة الأطباء المتخصصين في علاج مرضى الكلى بضرورة تشجيعهم على الإقلاع عن التدخين لأن ذلك يؤثر على حالتهم الصحية بشكل كبير. كما أنها أشارت إلى ضرورية وقف التدخين تمامًا حتى لغير مرضى الكلى لكي لا يتم إصابتهم بأمراض عديدة منها أمراض الكلى حيث يعمل التدخين على تقليل تدفق الدم في الكليتين. يزيد من إنتاج الأنجيوتنسين الثاني وهذا الهرمون يتم إنتاجه في الكلى مما يسبب لها الفشل والتدهور. يقوم أيضًا بتضييق الأوعية الدموية في الكلى. كما أن التدخين يزيد من مخاطر الاصابة بأمراض القلب وذلك بسبب قدرة التبغ على تدمير الشرايين وانسدادها ومنع مرور الدم من خلالها.