إيران وإسرائيل.. هل سيخوض البلدان الحرب؟

عربي ودولي




عندما نوى الرئيس العراقى الراحل صدام حسين، بناء مفاعل نووي عراقي، لم يشهد المجتمع الدولي استنفاراً دبلوماسياً في جنيف أوفيينا، أو أنقرة، أو مسقط أوغيرها، كما الحال في الملف النووي الإيراني، وحدها الطائرات الإسرائيلة، استنفرت محركاتها، لتقصف مفاعل تموز العراقي وهو لايزال قيد الانشاء.

وانطلقت الهواجس، التي ترددت في إسرائيل عقب تجربة الصاروخ الإيراني الأخير خورمشهر، من أنها تشكل خطوة نوعية متقدمة في سياق تطور يفاقم مستوى الخطورة على التفوق التكنولوجي والعسكري الإسرائيلي، وأيضا فإن الصاروخ الإيراني الذي يحمل ثلاثة رؤوس؛ بات يشكل تحديًا جديًا لمنظومة الاعتراض الصاروخي الإسرائيلي، والتي ما تزال في مرحلة التطوير من نظام القبة الحديدية، إلى نظام العصا السحرية، والسماء الحمراء قيد الاختبار في الوقت الراهن.

* انسحاب واشنطن ورد الفعل الإسرائيلى من الاتفاق النووي
وفى مؤتمر صحفى عقد بالأمس، فى البيت الأبيض، أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أنه قرر الانسحاب من اتفاق إيران النووي، ضاربا ً بذلك تحذيرات الزعماء الأوروبيين عرض الحائط.

وصرح، في كلمته بالبيت الأبيض، أعلن أن أمريكا ستنسحب من الاتفاق مع إيران، وسأوقع مذكرة رئيسية لبدء العقوبات على النظام الإيرانى.

وجاء رد الفعل الإسرائيلي، على قرار الولايات المتحدة بالانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، بإشادة رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتانياهو، وأضاف أن قرار الرئيس دونالد ترامب عاليا ً، وصرح نتانياهو، أنه وشعب إسرائيل يثمنون قرار ترامب، ونشكره على هذا القرار الشجاع، مضيفا، هذا الاتفاق كان كارثة.

* الجذور التاريخية للقطببين الإسرائيلى والإيرانى
المراقب لتفاصيل العلاقات الإيرانية - الإسرائيلية، يجدها قديمة ومتجذرة بين الطرفين، منذ نظام الشاه، وحتى انقلاب الخميني، فخلال حرب الخليج الأولى بين العراق وإيران، أظهرت الوثائق التاريخية أن جسراً من الأسلحة، كانت تأتي إلى إيران من أمريكا عبر إسرائيل، كان مهندسها صادق طبطبائي، أحد أقرباء آية الله الخميني، حيث أرسلت إسرائيل نحو 1500 صاروخ إلى طهران، في إطار عملية بيع الأسلحة الأمريكية إلى إيران، التي عرفت بعد ذلك بقضية إيران-غيت، إبان الحرب الإيرانية العراقية، في الفترة 1981-1988

و كشفت صحيفة التايمز البريطانية، عام 1981 عن تعاون عسكري بين الطرفين، حيث أكدت الصحيفة، أن إيران استلمت ثلاث شحنات أسلحة، وعام 1982 أقر مناحيم بيجن، رئيس وزراء إسرائيل آنذاك، بأن تل أبيب، كانت تمد إيران بالسلاح، بهداف إضعاف عراق صدام حسين، وفي العام ذاته أفادت مجلة ميدل إيست البريطانية، أن مباحثات كانت تجري بين إيران إسرائيل، بشأن عقد صفقة يحصل الكيان بموجبها على النفط الإيراني في مقابل حصول إيران على السلاح الإسرائيلي.

ونشر موقع ناشونال إنترست، مقالا مشتركا للمسؤول السابق في مجلس الأمن القومي، في فترة  الرئيس الأمريكى الأسبق ريجان، البروفيسور ريموند تانتر، ومدير برامج المتخرجين للشؤون الدولية في جامعة بالتيمور، البروفيسور إيفان ساشا شيهان، يبحثان فيه فرص اندلاع حرب بين إيران وإسرائيل.
 
ويقول الكاتبان، إن فرص الحرب بين إيران وإسرائيل، باتت محتومة في عام 2019، لكن في حال قيام الجمهورية الإسلامية، باستخدام مليشياتها الأفغانية والباكستانية، وكذلك قواتها الخاصة لضرب إسرائيل، حيث يقدر عدد عناصر المليشيات العراقية، بحوالي 20 ألف مقاتل، يمثلون عشر جماعات.

ويعلق الكاتبان قائلين، لو حشدت إيران مليشياتها كلها، وكذلك الحرس الثوري، لتوجيه ضربات ضد إسرائيل، فإن هناك حرباً محتومة ستقوم العام المقبل. 

وسألنا إن كان عام 2018، سيجلب الثورة لإيران، لكننا نتساءل اليوم: هل ستخوض إسرائيل حربا مع إيران في عام 2019؟

ووفقا ً  لتصريحات بومبيو، وزير الخارجية الأمريكي، حول إسرائيل وإيران وكوريا الشمالية، سواء كان حزب الله اللبناني، والتهديد الذي تمثله إيران، على كل من لبنان وإسرائيل، وسواء كانت المليشيات الشيعية أم لا، فإنك تشاهد الأثر الذي تتركه اليوم، حتى في شمال العراق، والتهديد الذي تتركه على القوات الأمريكية هناك.

 ويذكر الكاتبان، بالتهديد الذي قام به رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو في مؤتمر ميونيخ للأمن، مشيرين إلى أن التوترات بين إسرائيل وإيران، تظهر نوعا من الدفء الذي قد يسخن في الفترة ما بين 2018 - 2019، لكن هل سيخوض البلدان الحرب؟، وماذا يعني هذا للأمن والسلام الإقليميين؟، فإعلان الجيش الإسرائيلي في 10 فبراير من العام الجارى، عن عملية واسعة انتقامية هو تذكير بالنشاطات الإيرانية الخبيثة في المنطقة.

ويبقى السؤال مطروحا ً، هل الانسحاب الأمريكى من الاتفاق النووى الإيرانى سوف يكون له توابع عسكرية فى المنطقة؟.